«حرب بيزنس بين شركات الدواء العالمية»، هذا هو الوصف الذى أطلقته بعض المصادر الطبية فى مصر، على التحركات التى جرت خلال اليومين الماضيين ما بـين أوروبا وأمريكا وانتقلت بدورها إلى مصر، وذلك عقب نشر دراسات وأبحاث علمية حديثة تحذر من خطورة عقار شهير لعلاج مرضى السكر، هو «لانتوس»، الذى تنتجه شركة سانوفى - افينتس ومسؤوليته على إصابتهم بالسرطان، ففى أوروبا أظهرت دراسات علمية أن العقار ربما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان،
ونقلت وكالة رويترز عن الرابطة الأوروبية لدراسة داء السكرى أن ثلاث دراسات من أربع، توصلت إلى ارتباط بين «لانتوس» وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان، مشيرة إلى أن تلك الدراسات أجريت على 300 ألف مريض يعالجون بالأنسولين فى ألمانيا والسويد وإسكتلندا وبريطانيا، غير أنها ذكرت أن تلك الدراسات «ليست حاسمة لكنها توضح بالفعل الحاجة لمزيد من البحث بشأن هذه القضية».
وبعد 24 ساعة تقريبًا، أصدرت الجمعية الأمريكية لداء السكرى، بيانا انتقدت فيه ما جاء بالدراسات الأوروبية، مؤكدة أن المعلومات الواردة غير دقيقة ومتناقضة فى آن واحد، واستندت الجمعية إلى الأبحاث والتقارير الإكلينيكية التى أجريت على العقار وأثبتت جودته وسلامته.
و«لانتوس» الذى بيع منه ما قيمته (3.41 مليار دولار) فى 2008، يواجه منافسة من أدوية من نفس نوعه، ورغم أن الرابطة الأوروبية نصحت المرضى باستخدام أنسولين بشرى ممتد المفعول أو خليط من الأنسولين البشرى قصير وطويل المفعول مرتين يوميًا بدلا من «لانتوس»، الذى يستخدم مرة واحدة يوميا، فأن الجمعية الأمريكية طالبت المرضى بالاستمرار فى تناول العقار المهم لعلاج السكر.
أما فى مصر، فتحركت شركة «سانوفى» للتأكيد على جودة عقارها وسلامته، فأكـد د. مسعد مرسى، مدير القطاع الطبى بالشركة، أن شركته تراقب ما يحدث، وأنها خاطبت الرابطة والجمعيات العلمية، وقال: «العقار معروف على مستوى العالم، وداخل مصر».
وأضاف: «ما يهمنا كشركة فى المقام الأول صحة المرضى، ولا تفريط فى ذلك، ولدينا نظام صارم لكشف أى مضاعفات أو آثار جانبية للأدوية المنتجة».