مصطفى كامل: «الفساد في نقابة الموسيقيين للركب» (حوار)

كتب: محسن محمود الأربعاء 05-11-2014 23:09

كشف مصطفى كامل لـ«المصرى اليوم» في حوار خاص عن أوراق ومستندات تدين مجلس نقابة الموسيقيين الحالى بالفساد، وحذر من نشوب حريق قد يفتعل خلال الأيام القليلة المقبلة لإخفاء أي أدلة أو مستندات نقابية، وطالب الجهات الرقابة بعمل تفتيش عاجل لكشف حجم الفساد، مطالبا الرئيس السيسى بالتدخل لحل هذه الأزمة.

وقال: أطالب الرئيس السيسى شخصياً بالتدخل في نقابة الموسيقيين لكشف حجم الفساد الذي انتشر داخلها، لأننى أعتبر الفساد نوعا من أنواع الإرهاب ويوجد لدى أوراق ومستندات تدين أشخاصا بأعينهم داخل النقابة وتوجد أوراق أخرى تحتاج إلى تفتيش من جهات رقابية لأنها ليست في حوزتى وليس لدى سلطات تمكننى من الكشف عنها لذلك أطالب الأموال العامة والجهات الرقابية بالتحقيق في هذه الوقائع لأن ما يحدث داخل هذا الصرح الكبير من فساد يفوق الخيال.. وإلى نص الحوار:

■ وهل تتهتم أشخاصا بأعينهم أم النقابة بشكل عام؟

- لا يمكننى اتهام جميع أعضاء مجلس الإدارة والموظفين لأن فيهم شرفاء ولا يعلمون هذه التفاصيل لكن يوجد 3 أشخاص هم بالتحديد السبب في كل الجرائم والسرقات التي تحدث داخل النقابة.

■ تقصد سرقات مالية من خزينة النقابة؟

- لا، أقصد اختلاسات وإيصالات الرسم النسبى المزورة، ويوجد لدى إيصالات تحفظت عليها، لكن توجد إيصالات ومستندات أخرى أعرف مكانها بالتحديد ولدى موظف بالنقابة وعندما تأتى الجهات الرقابية سأرشدهم بالتحديد عن أماكنها.

■ ولماذا انقطعت عن النقابة طوال الفترة الماضية؟

- بعد أن دخلت في خصومة قضائية مع النقيب السابق إيمان البحر درويش وجدت نفسى مغلول اليدين وطاقتى مهدرة في إنهاء الخصومة حتى استقلت من النقابة وعدت وكيلا لها ورئيسا للجنة العمل، واكتشفت أن هذا الصراع استفاد منه الكثيرون داخل النقابة حتى تتاح لهم الفرصة الأكبر لتحقيق أكبر ربح مادى.

■ ولماذا لم تخطر الجهات الرقابية؟

- بالفعل، حررت محضرا في قسم عابدين وقدمت لهم المستندات وبعدها توجهت إلى النيابة العامة، لكن لم يحدث أي تفتيش أو تحقيق في هذا الموضوع وأنا أعذرهم لأننى أعلم أن النيابة لديها قضايا إرهاب وإخوان ومشاكل كثيرة أهم من النقابة، لكن من وجهة نظرى أن ما يحدث داخل النقابة إرهاب من نوع آخر.

■ ولماذا لم تخطر المسؤولين عن النقابة في الوقت الحالى؟

- تحدثت مع الدكتور رضا رجب وطلبت منه التدخل السريع لحين الانتهاء من خلافى مع النقيب السابق ولدى شهود كثيرة حضرت هذا الاجتماع، لكنه أخبرنى أنه لا يستطيع مواجهة هذا الفساد بمفرده، والنتيجة هي سيطرة بعض المنتفعين على زمام الأمور داخل النقابة، وأصبحوا قوة دون رادع حقيقى وهذا الأمر وصل إلى أقصى مرحلة، وتحولت النقابة من عمل خدمى إلى وظيفة تدر الربح على البعض من أعضاء مجلس الإدارة.

■ وهل أثر ذلك على أعضاء الجمعية العمومية؟

- بالتأكيد، فقد انخفض إيراد النقابة بشكل كبير جداً مقارنة بفترة سيئة مرت على نقابة الموسيقيين وبالتحديد منذ ثورة يناير مرورا بالانفلات الأمنى الذي أثر بشكل مباشر على الحفلات والأفراح مما أثر على الدخل النسبى للنقابة، حيث كانت النقابة تحقق في ظل هذه الظروف الصعبة ما يقرب من مليون ونصف المليون جنيه شهرياً بينما حققت النقابة مؤخرا 700 ألف جنيه كحد أقصى بالرغم من عودة الاستقرار وعودة حفلات المطربين الخليجيين واللبنانيين بقوة خلال الآونة الأخيرة وبالتحديد مع عودة السياحة في شرم الشيخ والغردقة والتى تدر دخلا كبيراً للنقابة، لدرجة أنه في بعض الأشهر استطاعت النقابة أن تسدد المعاشات بصعوبة جداً رغم أن قيمتها تقريباً 600 ألف جنيه، وهذا يؤكد أن الفساد «للركب» داخل النقابة.

■ أفهم من كلامك أن التزوير يحدث في إيصالات الرسم النسبى تحديداً؟

- هذا جزء من الفساد، فمثلا نانسى عجرم اتفقت معها على «رسم نسبى» قيمته 50 ألف جنيه عن الحفل الواحد في مصر واعتبرتها مطربة منتسبة على أن نحصل منها نسبة 10% من أجرها الذي يصل إلى 500 ألف جنيه، وبالفعل تم الاتفاق على ذلك في حين أنها كانت تدفع «رسم نسبى» قيمته 5 آلاف جنيه فقط، ونفس الأمر ينطبق أيضا على راغب علامه بعد أن اتفقت مع الفنادق التي تتعاقد معه على 45 الف جنية كـ«رسم نسبى» عن الحفل الواحد، بينما في المقابل المطرب العالمى أنريكى أجلاسيوس والذى من المفترض أن يدفع «رسم نسبى» أكبر لأنه مطرب عالمى ومعه أيضا أكثر من 8 عازفين أجانب فوجئت أن الرسم النسى المحصل عن حفله هو 15 ألف جنيه فقط بالرغم من أن أجره لا يقل عن 2.5 مليون جنيه.

■ شخصيا ترأس لجنة العمل؟

- بالفعل بعد أن عدت للنقابة بعد فترة انقطاع أعدت هيكلة لجنة العمل ووضعنا ضوابط جديدة، وخلال 30 يوما فقط تجاوزت إيرادات النقابة المليون وسبعمائة ألف جنيه، ولو لم تحدث أي سرقات واختلاسات خلال فترة حفلات الصيف في مارينا وشرم الشيخ وخلافه لتجاوز المبلغ المحصل من الرسم النسبى هذا المبلغ بكثير، بالإضافة إلى ذلك توجد مدن ومحافظات لا تحقق أي دخل مادى وهذا بسبب أن النقابة لم يعد لها كبير.

■ ومن يدير النقابة حاليا؟

- عدد من الموظفين مسيطرون تماماً على مقاليد الأمور وأحدهم فصله النقيب السابق إيمان البحر درويش وهو من أفتى بفتح باب الانتخابات على مقعد النقيب، وهو من أعلن أن إيمان البحر ليس له ملف في النقابة، وهو العقل المدبر لكل المشاكل والخلافات التي تحدث لأنه المستفيد الوحيد من ذلك.

■ ولماذا لا تستقيل وتبتعد عن كل الخلافات والمشاكل؟

- هذه أمانة في عنقى، وأرفض أن يقال على مجلس النقابة «حرامي» وأنا عضو فيه، ولم أحصل على أي مليم من النقابة طوال فترة رئاستى لمجلس الإدارة، ولا تهمنى الانتخابات المقبلة، ولن يرتاح لى بال إلا بعد أن أسلم الأجهزة الرقابية كل اللصوص، ولدى علم كامل بأن الأجهزة الرقابية سوف تكتشف قضايا كثيرة جداً وأشياء قد لا نعلمها، وما أخشاه في الأيام القليلة المقبلة أن يحدث حريق متعمد داخل النقابة لإخفاء الجرائم الكثيرة المرتكبة داخلها والأوراق المزورة.

■ أفهم من كلامك أن هذا الموظف هو السبب الرئيسى وراء كل المشاكل؟

- بالفعل، هو العقل المدبر والذى يدير النقابة، وهو من طعن على منذ أيام بحجة أن لدى سجلا تجاريا وهو من أخفى ملف إيمان البحر من النقابة. هناك أصابع خفية هدفها هدم النقابة، هذا بخلاف القرارات الغريبة ومنها إيقاف سعد الصغير مثلا دون مبرر، وبالرغم من جود خلاف سابق بينى وبين سعد إلا أننى اتصلت به وطالبته بعدم إيقاف حفلاته، وحدث موقف آخر من إيمان البحر درويش حينما ذهب لإحياء حفل خيرى ورفضت النقابة منحه تصريحا لإحياء الحفل وبالمناسبة كان حفلا خيريا للمعاقين وكانت حجة النقابة أنه مشطوب من النقابة، وعندما علمت بذلك اتصلت بالمندوب الموجود في الفندق وطلبت منه السماح لإيمان بالغناء لأنه نجم كبير وله اسم ولا يصح أن نتعامل معه بهذا الشكل.