الموت «6»
■ خلق الله آدم كأول «إنسان» وميزه عن سائر المخلوقات بـ«العقل».. بالعقل أدرك أسماء الموجودات، وبالعقل تحكم فى تصرفاته صوابا وخطأ.. والدراسات الحديثة أثبتت أن العقل الإنسانى يفوق فى قدراته حاسباً آلياً بحجم أكبر من أكبر ناطحة سحاب فى العالم، ومازالت الاكتشافات الحديثة تتوالى لتكشف المزيد من آلية عمل العقل.. وهو موضوع خطير وشيق سنجعله مجال حديث آخر، وخلق الله لآدم زوجته حواء وإن لم يذكر اسمها صراحة فى القرآن - فكما ذكرت سابقا لم يذكر اسم لامرأة «أيا كانت» سوى سيدتنا «مريم» أم سيدنا المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام - وبخروجهما من الجنة - أنا ممن يعتقدون أنها قد تكون بمكان ما فى الكرة الأرضية، ولكنها ليست «جنة الخلد» المتعلقة بالآخرة!! - وتوالى إنجاب الذرية!!
■ لا جدال أن أبانا آدم وزوجه وذريته كانوا يعبدون الله، وكانوا على علم بأن هناك حسابا وعقابا فى الآخرة!! ففى قصة ابنى آدم التى ذكرناها أمس عندما انفعل الأول على أخيه لعدم قبول قربانه قال لأخيه لأقتلنك! فكان رده كما ورد فى كتاب الله فى سورة المائدة 28، 29 (لئن بسطت إلىّ يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين.. إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين).. فنلاحظ أن لفظ «النار» دليل على علمهما بوجود الحساب وبيوم القيامة والجنة والنار!.. كثير مما نسرده من «الغيب»، وذكر الله فى بداية كتابه أن أتباع الرسالات السماوية «يؤمنون بالغيب» ولكنهم «يوقنون بالآخرة».
■ انظروا الى آثار الفراعنة فى وادى الملوك إنها «مقابر».. الأهرامات «مقابر».. إلخ!! الديانات الحالية غير السماوية كلها تتحدث عن الحساب والعقاب فى الآخرة!! إنها الحقيقة التى يتناساها كثير منا حاليا!!.. وللحديث بقية.