فى مقالها الأسبوعى «إضاءة» بمجلة «المصور»، نشرت صافيناز كاظم فى عدد «الأربعاء» الماضى، رسالة وصلتها عن الحالة التى يعانى منها أربعة من جرحى حريق قصر ثقافة بنى سويف، الذى وقع عام 2005، وراح ضحيته عشرات من المسرحيين المصريين فى كارثة من كوارث الإهمال الكبرى.
وقالت الكاتبة الكبيرة «أبسط هذه الصرخة أمام القلوب علها تجد فيها بابا مفتوحاً للاستجابة والإنقاذ العاجل السخى من الدولة أو من وزارة الثقافة أو من مواطن صالح يملك القدرة على مد يد العون».
أؤيد الكاتبة فى دعوتها، ولست وحدى بالتأكيد، وأعيد نشر وصفها للحالات الأربع:
«أحمد ومحمود صلاح حامد: حالة خاصة جداً لتوأم فقدا أباهما، المخرج المسرحى صلاح حامد، وأخاهما الأكبر محمد فى الحادث، وأصيبا بنسبة حروق تصل إلى 33٪، نتج عنها تشوهات قوية بالوجه وبتر لبعض الأصابع بأيديهما.
محمد سمير: طالب بكلية الطب بلغت حروقه 80٪، ومأساة هذا الشاب تكمن فى تشوه وجهه بالكامل وفقدانه يديه وأنفه وأذنه. هذا الشاب لابد له من استكمال علاجه بالكامل، وإجراء عدة جراحات تجميل له لتعويض ما فقده، أو كحد أدنى يكفل له ممارسة حياته بشكل شبه طبيعى، دون أن يصاب بصدمات نفسية أو ما شابه.
حسام سيد عبدالعظيم: «يعانى من نسبة تشوهات تصل إلى 50٪ نتيجة الحروق التى أصيب بها وفقدان للأذنين، ويحتاج إلى جراحات فى العظام بجانب جراحات التجميل، والمشكلة الأخطر تكمن فى أنه أصيب بانسكاب فى الغشاء البلورى للرئة،
ونتيجة للعلاج الخاطئ أصيب بثقب فى القصبة الهوائية، ولتأخر علاجه تأثرت الرئة وأصيب بتليف فى بعض أجزائها ولم يتم علاجه حتى الآن، مما يهدد حياته ويؤثر على مستقبله ونتيجة لمرور الوقت دون علاج، تزداد الحالة سوءاً».
لقد تم منذ أسابيع إعادة افتتاح قصر الثقافة فى بنى سويف بعد ترميمه، وبقى الاهتمام بمن عاشوا من الجرحى، وهم بالقطع أهم من المبانى والجدران، ومسؤولية الدولة كاملة عن علاج كل مواطن،
فما بالك إذا كان هذا المواطن ضحية حريق وقع فى أحد مقار الحكومة، وهو قصر الثقافة التابع لإحدى هيئات وزارة الثقافة، وما بالك إذا كان القضاء قد أدان الإهمال الذى أدى إلى الحريق.. أدرك أن صافيناز كاظم تتوجه أيضاً إلى مواطن صالح يملك القدرة على مد يد العون يأساً من الدولة ومن وزارة الثقافة،
ولكنى أعلم أن وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى لم ولن ينسى أبداً حريق بنى سويف، وأطالبه من هنا أن يهتم بعلاج الجرحى الأربعة فى أكبر المستشفيات المتخصصة لكن فى العالم.