يثير حادث اغتيال الدكتور محمد عبدالله المتوكل، المفكر القيادى السياسى البارز باليمن، عضو اتحاد القوى الشعبية، المخاوف لدى السياسيين والأجهزة الأمنية في اليمن من أن يكون الحادث مقدمة لعمليات اغتيالات مماثلة لسياسيين آخرين بهدف إفشال الجهود المبذولة لإخراج اليمن من أزمته، وخلط الأوراق لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن، خاصة أنه جاء بعد يوم واحد من اتفاق المكونات السياسية اليمنية على تفويض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة كفاءات وطنية .
وتزداد هذه المخاوف لأنها ثالث عملية اغتيال لقيادات سياسية في العاصمة، بدأت بمحاولة اغتيال المتوكل نفسه، في 2011، ولكنها فشلت وسافر للأردن للعلاج، ثم الدكتور عبدالكريم جدبان عضو مؤتمر الحوار الوطنى عن جماعة «أنصار الله »الحوثيين وعضو مجلس النواب اليمنى، في 22 نوفمبر الماضى، برصاص «إرهابيين» أطلقوه من دراجة نارية ولاذوا بالفرار، ثم من 10 أشهر، أغتيال الدكتور أحمد عبدالرحمن شرف الدين، أستاذ القانون، وعضو مؤتمر الحوار الوطنى عن جماعة «أنصار الله»، بنفس الأسلوب، ولكن الجناة هذه المرة كانوا يستقلون سيارة وهربوا، والثلاثة من أنصار الدولة المدنية والانتصار لقضايا اليمن وبعيدون تماما عن التعصب والمذهبية.
كما تأتى عملية الاغتيال بعد أيام من مخاوف أبداها سياسيون من حدوثها، وأقرب مثل لهذا التحذير الذي أطلقه القيادى والإعلامى بجماعة «أنصار الله»، أسامة سارى، عن وجود مخطط لاغتيال قيادات الجماعة بالعاصمة عن طريق طرف سياسى نافذ، لم يحدده، وإلصاق التهمة بتنظيم القاعدة وحزب التجمع اليمنى للإصلاح «الإخوان» منتقدا التساهل واللامبالاة من قبل الأجهزة الأمنية. ولهذا جاء رد فعل جماعة «أنصار الله» على اغتيال المتوكل شديدا، والذى أدان الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية التي لم تتعامل مع أي رؤية تساعد على تعزيز الوضع الأمني واستقراره على الرغم من محاولات إقناعها بذلك.
وحذر البيان من أن الثورة الشعبية لن تقف مكتوفة الأيدي إلى ما لا نهاية في حال لم تتعامل الجهات الرسمية إيحابا مع مطالب الثورة الشعبية الهادفة إلى الأمن والاستقرار.
وكانت جماعة «أنصار الله» تعرضت لعملية إرهابية بقيام انتحاري مجهول بتفجير نفسه على حشد لـ«أنصار الله»، منتصف أكتوبر الماضى، في شارع التحرير أسفر عن مقتل 55 منهم وإصابة العشرات، كما أعلنت، الأحد، عن تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة في دراجة نارية لنسف المكتب السياسى لجماعة «أنصار الله» في صنعاء.