أصدر المستشار هشام بركات، النائب العام، الأحد، قرارًا بحبس 35 متهما، لارتباطهم بجماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية في سوريا، وفي مقدمتها تنظيم «داعش» لمدة 15 يوما احتياطيا، على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابات في محافظات «دمياط، والإسماعيلية، والشرقية»، في ضوء ما كشفت عنه التحقيقات من تخطيطهم لارتكاب أعمال إرهابية وتفجيرات في مصر.
أوضح القرار أن الإرهابيين المضبطوطين، شكلوا 4 خلايا إرهابية كبرى، أنهم قاموا بتغيير صفة أعمالهم الأصلية، والاستعاضة عنها بوصف «أصحاب شركات استيراد وتصدير» حتى يتسنى لهم السفر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، للاشتراك مع المنظمات والجماعات الإرهابية المسلحة هناك، وتلقي تدريبات نوعية على استخدام الأسلحة ثم عودتهم إلى مصر، انتظارا لتلقي تكليفات من تنظيم «داعش» الإرهابي، لتنفيذ أعمال عدائية وتفجيرات إرهابية ضد القوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء ومنشآت الدولة ومؤسساتها الحيوية.
قبل ذلك بيومين فقط، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو منسوب لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» يدعو فيه «مقاتليه» إلى المشاركة في «هاشتاج» سيتم إطلاقه، الإثنين المقبل، على مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل اسم «#سيناء_عرين_الموحدين»، استعدادا لجمع الجهاديين في المنطقة، بهدف «غزو سيناء» لنصرة من وصفهم بـ«الجهاديين» هناك.
وبالتزامن مع قيام الجيش المصري بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بسيناء، بهدف تأمين سيناء من العمليات الإرهابية ومنع تسلل التكفيريين، عقب حادث كمين «كرم القواديس» بالشيخ زويد بالعريش، الذي راح ضحيتها 33 شهيدا من رجال القوات المسلحة المصرية، والعشرات من المصابين،
أنشأت المواقع الجهادية المرتبطة بالتنظيم (المنبر الإعلامى الجهادى) قسماً خاصاً لسيناء، ووضع عليه العديد من البوسترات تطالب المجاهدين في دول العالم بتقديم الدعم الكامل لـ«أنصار بيت المقدس» في سيناء، حتى يتمكنوا من مواجهة قوات الأمن المصرية، والهجمات التي يتعرضون لها حالياً، وتضمنت البوسترات تحذيرات من شيوخ الأزهر والسلفيين المعارضين للجماعة.
النشاط المتزايد للتنظيم، وتفاعله مع الأحداث المتسارعة في مصر، يثير تساؤلًا حول كيف ظهر التنظيم في مصر؟
1- الإفراج عن800 جهادي
بعد أقل من شهر من تنحي الرئيس الأسبق «حسني مبارك» ، وفي مارس 2011، بدأ المجلس العسكري في إصدار عددا من القرارات باطلاق سراح عدد من زعماء الحركات الجهادية، والمسجونين في فترتي الثمانينات والتسعينات، وبلغ عدد الجهادين المفرج عنهم في الفترة من فبراير 2011 إلى أكتوبر من نفس العام أكثر من 800 شخص وفقا لتقديرات صحفية، وكان من أبرزهمطارق وعبود الزمر المحكوم عليهما في قضية اغتيال السادات في العام 1981.
2- خطبة العريفي
من على منبر مسجد عمرو بن العاص الشهير، وأثناء خطبة الجمعة 14 يونيو2013، دعا الداعية السعودي محمد العريفي المحتجز الآن في أحد سجون المملكة العربية السعودية إلى الجهاد في سبيل الله في سوريا، وفق ضوابط شرعية، وتحت إجماع علماء الأمة الإسلامية، الذين طالبهم بإصدار الفتاوى التي توحد صف المسلمين ضد أعداء الأمة.
قال الداعية السعودي، في خطبته: «على المسلمين جميعا حكاما وشعوبا وأئمة سرعة نصرة إخوانهم السورين وتقديم كافة أشكال الدعم لهم لإعانتهم على الظروف الصعبة التي يعيشون في ظلها من قتل وتشريد وإهانة للمساجد وأعمال قتل لم يسلم منها الأطفال»، وطالب شعب مصر الأبي بما يمثله من ريادة وقيادة للشعوب الإسلامية والعربية بالإسراع بمساعدة أبناء الشعب السوري.
3- إعلان «الجهاد» في حضور الرئيس
في 15 يوينو 2013، وقبل نحو أسبوعين من أحداث 30 يونيو، حضر الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤتمر نظمه ما يسمى، الهيئة الشرعية وائتلاف القوى الإسلامية تحت عنوان «الأمة المصرية لدعم الثورة السورية»، أعلن فيه قطع العلاقات مع سوريا وإغلاق سفارتها بالقاهرة وسحب القائم بأعمال السفير المصري من دمشق.
خلال هذا المؤتمر، وفي حضور الرئيس، دعا كلا من الداعية السلفي محمد حسان، والداعية محمد عبدالمقصود، المصريين إلى التوجه إلى سوريا للجهاد، وطالبوا الرئيس خلال كلماتهم بفتح باب الجهاد لنصرة الشعب السوري وفقًا لكلامهم.
وأثناء حضور مرسي المؤتمر، دعا اثنان من كبار الشيوخ المصريين إلى التوجه إلى سوريا للجهاد، ما اعتبر مباركة وتشجيعا من الرئيس لهذه الدعوات.
4- المصريون في داعش وحلم الخلافة
غاية المصريون الذين انضموا للتنظيم الإرهابي ، هو الإطاحة بالحكومة الحالية في مصر، وإقامة خلافة في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان حسب تصريحات الشاب يونس لوكالة «رويترز» للأنباء في 4 سبتمبر الماضي.
يونس الملقب بـ« ذابح البشر» البالغ من العمر 22 عامًا، طالبًا في جامعة الأزهر، لم يكن الشاب المصري الوحيد في صفوف «تنظيم داعش».
من أبرز من أعلنوا عن انضمامهم للتنظيم الإرهابي هو «إسلام يكن» والملقب بـ« أبو سلمة بن يكن» خريج مدرسة «ليسيه الحرية» بهليوبوليس مصر الجديدة عام 2009، الذي درس في كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام 2013، ثم التحق بصفوف «داعش» بعد وقت قصير من انضمامه للقتال في سوريا مع المعارضة المسلحة.
ولم يعرف على وجه الدقة عدد المصريين الموجودين في سوريا والعراق، إلا أن مصادر أمنية، طلبت عدم نشر أسمائها، أشارت إلى أن قطاع الأمن الوطنى يراجع ملفات 600 مصرى، غادورا البلاد قبل 30 يونيو، والمعلومات الأمنية تشير إلى تواجدهم فى سوريا والعراق، وأوضحت أن متابعة دقيقة تتم لهذا الملف تحديدا، خاصة أن اعترافات المتهمين المقبوض عليهم حديثا أشارت إلى وجود هذه المجموعات، التى انضمت إلى جيش دولة الخلافة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وجبهة النصرة، ونقلوا بعض التكليفات إلى مصر، عن طريق بعض من تلقوا تدريبات هناك فى صفوف ومعسكرات «أبوخطاب المصرى».
5- خلية عرب شركس
نتيجة تزايد دعوات الجهاد أيام الرئيس المعزول، وما كشفت عنه الأحداث التالية، من ظهور عدد كبير من المصريين الذين ذهبوا لما أسموه «الجهاد في سوريا والعراق»، كشفت أجهزة الأمن المصرية عن تورط عدد من المصريين العائدون من سوريا في العمليات الإرهابية المستمرة التي تشهدها مصر، وكان من أبرزها «خلية عرب شركس»، والمتهم فيها 9 من بينهم المتهم الأول محمد هارون، الذي أثبتت تحقيقات النيابة أنه سافر إلى سوريا «للجهاد» في منتصف عام 2013، وعاد في ديسمبر من نفس العام، كون بعدها ما عرف بـ «خلية عرب شركس»، والتي نفذت وفقا لأوراق القضية 3 عمليات إرهابية، من بينها قتل 6 جنود في كمين للشرطة العسكرية في منطقة مسطرد في 15 مارس 2014، وتنفيذ هجوم مسلح استهدف حافلة تقل جنودا في الجيش في منطقة الأميرية بالقاهرة، أسفر عن مصرع مساعد بالقوات المسلحة في 13 مارس2014. وقضت المحكمة العسكرية في 21 أكتوبر الماضي، بإعدام 7 متهمين والسجن المؤبد لاثنين.
6- 12 مصرياً قتلوا في سوريا
في 27 نوفمبر 2012 ذكرت صحيفة (الوطن) السورية أن البعثة السورية في الأمم المتحدة قدمت لائحة إلى مجلس الأمن تضم أسماء 142 عربيا وأجنبيا، بينهم 9 مصريين، قتلوا في سوريا خلال الأشهر الماضية ووصفتهم بـ«الإرهابيين».
وأضافت الصحيفة أن اللائحة تضم أسماء 142 مسلحا ينتمون إلى 18 بلدا، نحو ثلثهم من السعودية (47)، و24 ليبيا، و10 تونسيين، و9 مصريين، و6 قطريين، و5 لبنانيين، و11 أفغانيا، و5 أتراك، و3 شيشانيين، وواحد من كل من أذربيجان وتشاد.
ووفق اللائحة، فإن أغلب هؤلاء المسلحين قتلوا في محافظات حلب وريفها وحمص وإدلب ودير الزور والحسكة، ومعظم هؤلاء القتلى تمت تصفيتهم خلال المعارك الدائرة بين المسلحين وقوات بشار الأسد.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها «المصري اليوم»، فإن عدد المصريين الذين لقوا مصرعهم منذ بدء الثورة السورية في مارس 2011 وصل إلى 12 قتيلاً وهم: الضابط المصري أحمد الدروي، مروان سلام شحاتة، أحمد رفعت حسن، أبوبكر موسى (أبومريم المهاجر)، رياض السرحان (النمر)، عز الدين المصري (أبونجم)، أبوعماد، أبوالعباس، أبوعبيدة المصري، عبدالباري الصميد «أبوسفيان»، عبدالوهاب بن إبراهيم، داوود المصري (أبوعبدالرحمن).