يُنزل المصريون الأيام العشر الأولى من شهر محرم في مرتبة مباركة، فهم كما يحكي موقع ذاكرة مصر المعاصرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، من «أكثر شعوب العالم تمسكًا بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل، ويبدو هذا واضحًا جليًّا من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي، بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة».
في التقرير التالي نعرض رصدًا قدمه موقع ذاكرة مصر المعاصرة لعادات المصريين في محرم أيام الفاطميين، حيث كانت لأبناء النيل طقوس خاصة بهم في الاحتفاء برأس السنة الهجرية، خاصة «يوم عاشوراء».
1- ابتدع الفاطميون عادة الاحتفال برأس السنة الهجرية في مصر مع حلول أول يوم من شهر محرم.
2- احتفاء الفاطميين بشهر محرم اعتمد على إقامة السرادقات وتنصيب الخيام وتجميع الناس للاحتفال.
3- في تلك الاحتفالات كان المصريون يقدمون لبعضهم البعض أطعمة تتكون من اللحوم والأرز والسكر والعسل.
4- عرف المصريون في أول 10 أيام من شهر محرم عادة شراء «الميعة المباركة».
5- «الميعة المباركة» يقصد بها البخور الذي يستخدمه المصريون آنذاك، للوقاية من «شر العين الحاسدة»، فوقتها كان الباعة ينتشرون في الشوارع، حاملين «الميعة» وصوتهم ينادي: «ميعة مباركة»، «سنة جديدة»، «عاشوراء مباركة»، «إن شاء الله تكون أكثر السنوات بركة على المؤمنين»، «يا ميعة يا مباركة».
6- استخدم المصريون «الميعة المباركة» وقت شعورهم بـ«عين حاسدة» تحوم حولهم أو حول ذويهم، خاصة الأطفال، فيأخذون حفنة منها لرشها فوق الفحم المشتعل في طبق الإحماء، ويقولون: «رقيتك من عين البنت الغارزة أكثر من المسمار، ورقيتك من عين الست الحادة أكثر من السكين، ورقيتك من عين الولد المؤلمة أكثر من السوط ومن عين الرجل القاطعة أكثر من سكين الفرح»، وبعدها يعلو الدخان، ويغطي وجه «المحسود».
7- كان من عادة مسلمي مصر في تلك الفترة التصدق بأموالهم خلال أول 10 أيام من شهر محرم، بقدر ما تسمح به إمكانياتهم المادية، ويحددون بمنتهى الحرية قيمة صدقاتهم وأصحاب النصيب الذين سينالونها.
8- عدد من نساء مصر اعتدن حينها حمل أطفالهن على أكتافهن والانطلاق بهم في شوارع القاهرة أو يعهدن بهم إلى امرأة أخرى بـ«هدف استدرار عطف المتأنقين المتهندمين في الشارع، فيطلبن الزكاة منهم، مناديات: بـ(زكاة العشر يا سيدي)».
9- نصيب كل طفل من الصدقات وقتها يساوي 5 فضات من كل فرد، ويصرف «أحباب الله» الفضيات التي جمعوها في شراء الحلويات.
10- كان للطفل إمكانية الاستفادة من الفضيات في خياطة قلنسوة يرتديها حتى حلول شهر محرم من السنة التالية.
11- مكانة اليوم العاشر من محرم كبيرة لدى المصريين، فيوم «عاشوراء» يقدسونه لأسباب مختلفة منها أنهم «يعتقدون أنه يوم اللقاء الأول بين آدم وحواء بعد طردهما من الجنة، وهو اليوم الذي خرج فيه نوح من فلكه»، بالإضافة إلى اعتقادهم أنه «يوم الأحداث الكبيرة»، فضلًا عن «صوم قدامى العرب في ذلك اليوم قبل بعث الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم».
12- يقدس المصريون أيضًا اليوم، خاصة المسلمين، لأنه «اليوم الذي استشهد فيه الحسين، حفيد الرسول محمد، في معركة كربلاء».
13- يحتفي مسلمو مصر بشهر محرم، فيصومون يومي التاسع والعاشر سُنة عن الرسول.
14- دار الإفتاء المصرية ترى أن «صيام يوم عاشوراء يكفر عن ذنوب السنة التي قبله، كما قال النبي محمد»، ناصحة بأنه «يستحب صيام يومى التاسع والعاشر من شهر المحرم، لما روي عن النبي: «إذا كان العام المقبل- إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع»، وقوله: «خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده».
15- تستند دار الإفتاء المصرية إلى أنه «روي في الصحيحين عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: (ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم)، ويعني يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني رمضان».
16- من بين احتفاء المصريين بشهر محرم أنه كانت تقام احتفالات خاصة بهذه المناسبة في مسجد الحسين، الذي دفن فيه رأس حفيد الرسول، حيث كان يحتشد الناس على طول الطرق المؤدية إلى المسجد، ويكتظ داخل المسجد بالزائرين، وكان يقف نحو 50 درويشًا من مختلف الطبقات في صفين متقابلين، مرتدين الزي المصري التقليدي، بينما تزينت رؤوس بعضهم بـ«القاووق التركي»، ورؤوس البعض الآخر بـ«الطرطور»، ثم يشبكون أيديهم معًا، ويبدأون حلقة الذكر، مرددين: «الله».
17- أحد الدراويش يتوسط حلقة الذكر، ويدور حول نفسه، محركًا قدميه، وممددًا ذراعيه، ثم يزيد من اهتزازه وحركته، حتى ينتفخ ثوبه كما المظلة، ويستمر في الدوران نحو 10 دقائق، ثم يجلسون جميعهم للراحة، وبعدها ينهضون ثانية، ويعيدون الكرة مرة أخرى.
18- احتفال المصريين بـ«عاشوراء» يكون بطبق مذاقه حلو، واسمه «عاشوراء»، حيث يتكون من القمح المنقوع في الماء مدة يومين أو 3 أيام، ويكون منزوعًا منه قشره، بعد غليه يحلى بالعسل أو بدبس السكر فوق النار، وقد يستبدل الأرز بالقمح، ويزين عادة بالجوز والبندق والزبيب.