استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، تابو مبيكي، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سابقًا ورئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى الخاصة بالسودان، في حضور سامح شكري، وزير الخارجية.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي أشاد بجهود الوساطة التي يقوم بها مبيكي لتسوية الأوضاع في السودان، مؤكدًا دعم مصر لهذه الجهود وتمنياته أن تُكلل بالنجاح، بما يحقق أمن واستقرار وتقدم السودان بشكل خاص، والقارة الأفريقية بوجه عام.
من جانبه، أكد مبيكي حرص الآلية على التنسيق والتشاور مع مصر، التي تعد شريكا رئيسيا لها، مبديًا تفاؤله بشأن الحوار الوطني في السودان، ومشيرًا إلى الإدراك المتنامي للأطراف السودانية لأهمية التوافق الوطني ووقف الأعمال المسلحة والتوصل إلى اتفاق يسمح للجماعات المسلحة بالدخول مع الحكومة في حوار وطني.
وعوّل مبيكي على قيام مصر بدورها الفاعل لإقناع كل الأطراف بنبذ العنف، والدخول في الحوار للتوصل إلى سلام مستقر ودائم.
وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية في السودان، أوضح مبيكي أنهم يواصلون اتصالاتهم مع المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، فضلا عن بعض الدول الدائنة لبحث مشكلة ديون السودان الخارجية، خاصة في ضوء الجهود التي تبذلها الخرطوم على الصعيد الاقتصادي، وسعيها لتنفيذ أحد البرامج لخفض الديون مع صندوق النقد الدولي، منوها إلى أهمية إبداء الدول الدائنة تفهما للأوضاع الاقتصادية في السودان، وتوافر الإرادة السياسية لديها لإعادة جدولة الديون السودانية أو شطب بعضها.
وفيما يتعلق بالحوار بين السودان وجنوب السودان، أشار مبيكي إلى وجود لجنة أمنية تناقش العديد من الموضوعات بين الجانبين، ومنها التوصل إلى اتفاق لنزع سلاح المنطقة الحدودية، منوها إلى أنه من الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ مثل هذه الاتفاقات الأمنية على الأرض، من خلال لجنة مراقبة مشتركة، بمشاركة القوات الأممية المتواجدة هناك.
ولفت رئيس الآلية إلى توسيع ولايتها من قبل الاتحاد الأفريقي، لتشمل موضوعات القرن الأفريقي، بما في ذلك المشكلات العالقة بين كل من إثيوبيا وإريتريا.
فيما أكد الرئيس حرص مصر على تحقيق الاستقرار والأمن، في السودان وجنوب السودان، ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها، مشددًا على أن مصر تنشد الاستقرار والسلام ولا تنحاز إلى طرف على حساب آخر، وذلك من منطلق الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة.
وأشار السيسي إلى أهمية توافر الإرادة السياسية لدى كل الأطراف، مؤكدًا ضرورة مساعدة السودان اقتصاديًا، خاصة في ضوء تراجع عائدات النفط، ولفت إلى أهمية البعد الاقتصادي في تحقيق الاستقرار ونبذ العنف والتطرف والحيلولة دون انتشار الأفكار الهدامة أو استقطاب العناصر المحبطة.
وشدد الرئيس على أهمية تعزيز التعاون الأفريقي، وذلك في إطار من احترام المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة وتحقيق المكاسب لكل الأطراف، مدللًا على ذلك بالتعاون الإيجابي الذي تشهده العلاقات المصرية– الإثيوبية، حيث يحرص كل طرف على مصالح الآخر في مناخ من التفهم للاحتياجات التنموية لإثيوبيا والحقوق المائية المصرية.