ثلاثى الخوف فى السلوم: الطاعون.. والعالقون.. والزلازل

الأحد 21-06-2009 00:00

ما بين الخوف السائد بينهم من إمكانية قدوم «الطاعون» الرابض على مقربة منهم بالمنطقة الحدودية، فضلا عن مشاكل آلاف العالقين فى منفذ مساعد المواجه لمدينتهم، جاء الدور على الزلازل لتكتمل ثلاثية الذعر خلال أسبوع واحد عند أهالى مدينة السلوم، حيث سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل هزة أرضية أمس، الأول، قوتها 5,6 درجة بمقياس ريختر شمال شرقى السلوم.

هذه الأحداث وضعت السلوم، آخر مدينة مصرية جهة الشمال الغربى على الحدود مع ليبيا، فى بؤرة الضوء. وباستثناء ما تشتهر به السلوم من محاولات تهريب البضائع من وإلى ليبيا، فقد اشتهرت المدينة سياحيا فى 29 مارس 2006 لرؤية الكسوف الكلى للشمس، والذى كان متاحا مشاهدته منها بوضوح.

والمدينة، التى تبلغ مساحتها 35 كم بخلاف قريتى بقبق وأبو زربية التابعتين لها، عبارة عن خور فى قلب البحر المتوسط، يحدها من الشرق الساحل، ومن الشمال هضبة السلوم، ويقع بها منفذ السلوم البرى الحدودى مع ليبيا، ويسكنها نحو 10913 نسمة تقريبا، بينهم بعض من قبائل أولاد على، ونظرا لخصوصية أهلها وتداخلهم القبلى مع سكان المناطق الليبية المجاورة، وحتى مدينة بنى غازى، فإن السلطات الليبية تسمح لأهل السلوم ومطروح فقط بدخول «الجماهيرية» بالبطاقة الشخصية دون غيرهم من المصريين.

وجاء اسم السلوم فى وقائع الحرب العالمية الثانية، حينما بدأت القوات الإيطالية احتلالها لصحراء مصر الغربية بداية بالمدينة، وأقامت الحصون فيها وفى مدينة سيدى برانى، والتى أقيم بها مقابر لضحايا دول الكومنولث.

وللسلوم تاريخ طويل فى النزاعات على حدود مصر الغربية، بسبب تدخل الدول التى استعمرت المنطقة، ويوضح الدكتور مصطفى النشرتى، أستاذ الاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الخبير فى القضايا الحدودية المصرية، أن تركيا حاولت فى البداية فرض سيادتها على السلوم، وتبعتها محاولات إيطاليا لتوسيع حدود مستعمراتها الليبية على حساب الأراضى المصرية، معتبرا أن هذا الأمر أدى إلى ضياع أراض مصرية من بينها هضبة السلوم.

ويشير إلى أن قصة انتزاع تلك الأراضى بدأت أثناء أزمة خليج السلوم عام 1904، حيث كان هناك خلاف مع الدولة التركية، والتى استطاعت الاستيلاء على مدينة السلوم فى 9 نوفمبر 1904، وأقام الأتراك ثكنات عسكرية بالمدينة، مما أثار الاحتلال الإنجليزى لمصر، فبدأت ضغوط بريطانية على الحكومة العثمانية للانسحاب من السلوم والاعتراف بالسيادة المصرية على المدينة، وكان ذلك هو أول نزاع على حدود مصر الغربية.

ويواصل النشرتى، وهو واحد من أكثر الأشخاص اهتماما بمشكلات مصر الحدودية، وله فى ذلك مؤلفات عديدة منها كتاب «إنقاذ مصر»:حدث أثناء ذلك - وفيما بعد - غارات من قبائل ليبية على صحراء مصر الغربية طوال الفترة من 1901 حتى 1916، وقد بدأت بغارة من قبيلة «الأوازير» من بنى غازى على قبيلة «القطيفة» وهى واحدة من القبائل المصرية على الحدود مع ليبيا.. وعندما زار قائد السواحل المصرى آنذاك ميناء السلوم عام 1905، أبلغه مشايخ القبائل المصرية بأنهم يتوقعون غارات من القبائل الليبية.

وأشار إلى أنه كان للأتراك والألمان دور فى هذه الغارات، فقد أرسلوا إلى السيد أحمد السنوسى فى صحراء ليبيا، وأغروه بالدخول فى الحرب ضد القوات البريطانية والمصرية، وطمع «السنوسي» فى فرض سيطرته على أجزاء عديدة من مصر، مما أدى إلى الدخول فى 6 معارك مع القوات المصرية والبريطانية.