«زي النهاردة».. معركة الزلاقة بين المسلمين والصليبيين 23 أكتوبر 1806

كتب: ماهر حسن الخميس 23-10-2014 06:39

في سهل الزلاقة و«زي النهاردة» في 23 أكتوبر 1086 كانت المعركة، التي اكتسبت اسم هذا السهل «معركة الزلاقة»، التي انتهت بانتصار ساحق للمسلمين.

ودارت المعركة بين جيوش المسلمين من دولة المرابطين وجيش المعتمد بن عباد، من جانب وبين الصليبيين بقيادة الملك القشتالي ألفونسو السادس.

وكان للمعركة تأثير كبير في تاريخ الأندلس الإسلامي، إذ أنها أوقفت زحف الصليبيين في أراضي الأندلس وأخرت سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس لأكثر من قرنين ونصف تقريبا.

وبدأت مقدمات هذه المواجهة بسقوط الدولة الأموية في الأندلس وتفككها إلى ما عرف باسم فترة ملوك الطوائف، التي شهدت العديد من النزاعات والحروب بين العديد من ملوكها، الأمر الذي أدى لإضعاف موقف المسلمين في شبه جزيرة أيبيريا.

وعلى الجانب الآخر اتحدت مملكتا قشتالة وليون على يد فرناندو الأول الملقب بالعظيم، وكان له بعض المناوشات مع المسلمين، والتي استمرت بعد وفاته وتولي ابنه الملك ألفونسو السادس، الذي قام بالإغارة على العديد من المدن الإسلامية وغزاها.

وكان من أبرزها مدينة طليطلة بعد صمودها لأكثر من 5 أعوام أمام الغارات المتتالية ثم حصار القشتاليين، ولم يتحرك لنصرتها من ملوك الطوائف سوى بطليوس أو المتوكل بن الأفطس الذي أرسل جيشا بقيادة ابنه الفضل، لكنه لم ينجح في رد الهجوم عليها وكان المعتمد بن عباد، حاكم إشبيلية وأقوى ملوك الطوائف، قد تعاون مع ألفونسو في حربه ضد بني ذي النون بسبب كونهم أبرز منافسيه السياسيين في المنطقة، وكذلك بسبب خوفه من بطش ألفونسو وقوته.

كما كان يدفع له الجزية سنويا، مثلما كان يفعل بقية حكام الطوائف واتجه ألفونسو بعد غزوه لطليطلة لمملكةبني هود المتهالكة الضعيفة، وضرب حصارا على عاصمتهم سرقسطة واستولى عليها، الأمر الذي أدى لبث الرعب في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنو العباد إذ كان بنو هود من حلفاء ألفونسو وغدر بهم.

وغالى ألفونسو في طلب الجزية، فقام المعتمد بقتل رسل ألفونسو، الذي بعث جنوده وحاصر إشبيلية لمدة 3 أيام فقط لتهديد المعتمد وقام ملوك الطوائف وخاصة ابن عباد ووجهاء غرناطة وقرطبة وبطليوس بالاتفاق فيما بينهم على طلب النصرة من الدولة المرابطية الفتية، التي قامت على أسس الجهاد على الرغم من كثرة الاعتراضات من بعض القادة بسبب خوفهم من تفرد يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين بالحكم وحده حال قدومه.

ووافق ابن تاشفين على مساعدة الأندلسيين شريطة إعطائه الجزيرة الخضراء لتكون مركزا له في الأندلس ونقطة رجوع وترتيب لأوراقه في حالة انهزامه في حربه مع الصليبيين.

وترك بن تاشفين 5 آلاف جندي في الجزيرة الخضراء وانطلق بـ12 ألف مقاتل شمالا نحو إشبيلية حيث تجمع حلفاؤه من ملوك الطوائف ليصل عدد الجند لما بين 20 و 30 ألف مقاتل بين فارس ومترجل.

وعندما علم ألفونسو بتحرك ابن تاشفين ترك حصاره لسرقسطة وتقدم مع حلفائه لقتال المسلمين وعسكرت الجيوش الصليبية على بعد 3 أميال من جيش المسلمين على الضفة الأخرى من نهر جريرو.

وكان الجيش الإسلامي يضم 3 أقسام الأندلسيون في المقدمةبقيادة المعتمد على الله بن عبادو الأندلسيون والمغاربة في المؤخرة بقيادة داودبن عائشة أحد قادة المرابطين والجنود الاحتياطيين معظمهم مغاربة ويكونون خلف الجيش الإسلامي وهم بقيادة ابن تاشفين، الذي جهز جيشه ودخل المواجهة مع الفونسو واستمرت المعركة حتى العصر.

ثم عمد ابن تاشفين على اختراق معسكر الصليبين ليقضي على حراسه ويشعل النار فيه، الأمر الذي أدى إلى تفرق جيش ألفونسو بين مدافع عن المعسكر ومحارب للقوات الإسلامية وحوصر ألفونسو وبقية جنده ولم يتبق منهم سوى ألفونسو، الذي قطعت قدمه في المعركة ورجع معه 450 فارس أغلبهم مصابون.

وهرب الذين تبقوا من جيش ألفونسو ولم يصل منهم إلى طليطلة سوى 100 فارسا وعاد بن تاشفين إلى بلاد المغرب بعد انتهاء القتال فقد أدى ما عليه وهزم صليبيي الأندلس هزيمة ساحقة أوقفت زحفهم واخرت سيطرتهم على الأندلس مدة تزيد عن قرنين ونصف قام الأندلسيون بمعاودة ما كانوا عليه قبل المعركة فاقتتلوا فيما بينهم وتنازعوا السلطة واستعانوا بالملوك الصليبيين في حروبهم ضد بعضهم.

وقام ابن تاشفين باقتحام الأندلس ليزيل الفتنة فيها ويضمها موحدة إلى دولته القوية. ألقى ابن تاشفين القبض على أغلب ملوك الطوائف ومنهم ابن عباد وأتبع ممالكهم لدولته.

ونفي ابن عباد إلى اغمات وتوفي هناك وهي مدينة أثرية مغربية تقع على بعد 30 كلم من مراكش.