كشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، برئاسة المستشار مدحت مكي، أن انفجار جامعة القاهرة، الذي أسفر عن إصابة 10 ضباط ومجندين ومدنيين، بينهم اللواء جمال حمدي أحمد، نائب مدير أمن الجيزة، حدث نتيجة قنبلة تحوي مواد «تي.إن.تي»، شديدة الانفجار كانت موصلة بمفجر عن بعد، وزرع الجناة القنبلة ما بين غرفة تحكم في شبكة غاز طبيعي بمحيط ميدان النهضة ملاصقة لسور حديقة الأورمان وأمام البوابة الرئيسية للجامعة.
وتوصل فريق النيابة الذي عاين مسرح الأحداث برفقة رجال المعمل الجنائي إلى أن القنبلة التي زرعت كانت بجوار غرفة شبكة تحكم غاز طبيعي ملاصق لحديقة الأورمان والبوابة الرئيسية لجامعة القاهرة، وتبعد مسافة 10 أمتار عن مكان كشك مرور، الذي استشهد أمامه العميد طارق المرجاوي، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، وتم تحريز جهاز مفجر كان موصلًا بالقنبلة المنفجرة.
وبمناظرة جثمانين المجني عليهم، وفقًا لتقارير خبراء الطب الشرعي المبدئية، وجد بأنحاء جسدهم مسامير وزجاج رشق في مناطق الكتف والبطن والحوض والظهر، وأمرت النيابة باستخراج تلك الشظايا وإرسالها إلى المعمل الجنائي لفحصها وبيان استخدامها، وتم العثور على 3 شرائح هواتف محمولة يرجح أن الانفجار تم عن بُعد، وأدى إلى وقوع حائط خرساني بالكامل، وحرزت النيابة شظايا ومسامير وزجاح كانت على الأرضيات، وكذا بقع دماء متعددة رفع بصماتها رجال المعمل الجنائي لمضاهاتها بدماء الجرحى والمصابين.
وكشفت التحقيقات أن طلاب جماعة الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة قذفوا قوات التأمين التابعة لوزارة الداخلية المتواجدة خارج أسوار الجامعة بالشماريخ والألعاب النارية أمام بوابة كليتي الزراعة والهندسة، بعد تنظيمهم مسيرات شغب وعنف في الساعة 3.20 مساءً، وأثناء ذلك تمكنت الجناة من زراعة القنبلة بجوار غرفة تحكم الغاز الطبيعي، ولاذوا بالفرار.
ويخضع 12 عنصرا مشتبها في تورطهم بالتفجير، بينهم 2 باكستانتين، للتحقيق أمام مباحث الأمن الوطني حتى الآن، ضبطوا من مسرح الأحداث، كما طلبت النيابة تحريات إدارة البحث الجنائي حول العثور على قنبلة بدائية الصنع تم إبطال مفعولها بجوار كلية طب قصر العيني قرب مطلع كوبري الجامعة.
وأكدت مصادر قضائية أن رجال الشرطة يرصدون جميع المكالمات الصادرة والواردة وقت الانفجار بمحيط جامعة القاهرة، للتوصل إلى أرقام الهواتف المحمولة التي كانت موصلة بالقنبلة للكشف عن هوية الجناة، كما أمرت النيابة بطلب الكشف عن هوية المحرضين الرئيسيين على التظاهرات التي جابت محيط جامعة القاهرة قبل حدوث أعمال التفجيرات الدامية.