رغم خبرته المميزة فى التلحين، فإن وليد سعد تعامل مع ألبوم «الحكاية محمدية» بشكل مختلف تماماً، حيث شعر بسعادة ممزوجة بالقلق لأنه يقدم ألبوما عن عشر نساء لهن خصوصية فى حياة الرسول.
سعد قال لـ«المصرى اليوم»: «أصبت بـ(الخضة) واختلطت أفكارى عندما طلبت منا أنغام عمل ألبوم دينى عن أمهات المؤمنين، لكن فى الوقت نفسه شعرت بسعادة غامرة لأن ألبوم (فى حضرة المحبوب)، الذى قدمته مع وائل جسار العام الماضى، حقق نجاحاً كبيراً، ليس فقط على مستوى الكبار، بل أثر فى الشباب بشكل مباشر وحقق نجاحا أكبر من كثير من الألبومات العاطفية التى طرحت فى ذلك الوقت، لذا وضعنا فى اعتبارنا ضرورة الاجتهاد لتقديم عمل لا يقل عن هذا المستوى».
أضاف وليد: «أنغام من المطربات القلائل اللائى يتمتعن بمصداقية شديدة لدى الجمهور، لذلك كنت فى حالة تركيز شديدة حتى أقدم ألحانا قريبة من المنطقة التى أحبها فى صوتها، ولأننى أحب (البياتى) فى صوت أنغام، فالحمد لله كان أول لحن فى الألبوم (بياتى)، كما أن صوتها منحنى فرصة كبيرة فى التعامل مع مساحاته، وكان لابد من أن أستغل تعاملى مع مطربة لديها هذه الإمكانيات الصوتية، وهذا ظهر فى أكثر من لحن، منها أغنية (السيدة عائشة)، ومنذ البداية اخترت أنا ونبيل خلف أفضل منطقة تغنى منها أنغام، وهى قريبة من أغنيتيها الشهيرتين (يا طيب) و(الركن البعيد الهادى)».
وعن الفترة الزمنية التى استغرقها فى التلحين قال سعد: «فوجئت بانتهاء خلف من كتابة جميع الأغنيات فى 10 أيام فقط، لكننى احتجت إلى وقت أطول لأننى عدلت كثيرا، وتركت نفسى ألحن بالفطرة، وأحيانا كنت أغير اللحن فى اللحظات الأخيرة بعد الانتهاء منه وقبل أن تركب أنغام صوتها عليه، لذا استغرق إعداد الألحان شهرا تقريبا، وقد عقدت جلسات عمل مكثفة، وكان فريق العمل متعاونا لأقصى درجة بداية من خلف الذى أرهقته من كثرة اتصالاتى للاستفسار عن بعض المعلومات والألفاظ حتى لا أنطقها بشكل خاطئ، وأنغام التى تعاونت بشدة وغنت بصدق، أما الموزع أسامة الهندى فبذل مجهودا لا يقل عما قدمناه، وأعتبره شريكا مؤثرا جدا، خاصة أنه يتمتع بثقافة وخلفية جيدة، وعدنا من خلال الألبوم إلى الطريقة الجميلة التى كان يتبعها عبد الحليم حافظ وهى فريق العمل الواحد».
أما أصعب لحن قدمه سعد فى الألبوم فكان أغنية «أم أيمن» وقال: «أصبت بـ(الخضة) من قصتها ومواقفها مع الرسول، خاصة أننى لم أكن أعلم تفاصيل عن حياتها بهذا الشكل، فوجدت نفسى فى موقف صعب، يستلزم تقديم لحن بسيط يحبه الناس، لذا كنت عندما أنتهى من اللحن واستمع إليه، أجد نفسى غير مقتنع به فأعيده مرة أخرى، أما أسهل الألحان فكان أغنية (آمنة)، حيث لم يستغرق أى وقت وهى أول أغنية انتهيت منها».