دعاء مولانا الرئيس!

محمد أمين الأحد 19-10-2014 21:25

تأثرت جداً حين سمعت دعاء السيسى.. كأنى كنت أسمعه منه مباشرة.. الدعاء يخرج من قلبه.. أظن أن التصوير كان خلسة.. لا سمح به السيسى تصويراً ولا تسريباً.. لكن، لا أعرف كيف وصل الفيديو إلى أشرف السعد فى لندن؟.. كيف كانت أول إشارة من خارج الحدود؟.. هل مسموح بالتصوير دون إذن؟.. هل مسموح بتسريب الفيديوهات؟.. المفاجأة أن السعد هو من أذاع، ومن طلب أن يكون رنّة موبايل؟!

الفيديو على ما يبدو تم تصويره بموبايل.. لا يجرؤ أحد أن يفعلها خارج دائرة السيسى.. كان يؤم بعض حوارييه.. اندمج فى الدعاء.. لأول مرة نسمع بهذا الدعاء.. واضح أنه ليس من المحفوظات.. مؤكد أنه من إنتاج السيسى نفسه.. الكلام مؤثر جداً.. يتحدث فيه عن الخواطر.. كان طبيعياً وتلقائياً.. يتضرع إلى الله بخواطر من لهم خواطر عند الله.. دعاء يمس القلوب.. يكشف عن حالة خشوع واستسلام!

ما علينا من تعليقات أشرف السعد على الفيديو.. السؤال: كيف تم تسريبه؟.. من الذى صوره؟.. هل مسموح فى القصر الرئاسى بالتصوير؟.. هل يمكن لأى واحد أن يصور بالموبايل؟.. هل يجرؤ على التسريب دون إذن؟.. هل يرى أن تسريب فيديو من هذا النوع يخدم الرئيس؟.. لماذا كانت أول طلعة من عند السعد؟.. لماذا لم تكن من عند المتحدث الرسمى، لتكون كاشفة عن جوانب إنسانية للرئيس؟!

لو لم يقل أشرف السعد إنه كان ليلة سقوط المعزول، ما عرفنا الزمن.. فالسيسى يظهر بالبدلة، وليس بالزى الميرى.. شىء ما يجعلنى أتشكك فى الزمن.. أظن أن السعد يحاول أن يربط بين السقوط، وبين الدعاء بالنصر.. أعتقد أن السيسى لم يخلع بدلته الميرى بسهولة.. المقابلات كانت بالزى الميرى.. كان يريد أن يقول إنه وزير الدفاع، لا رئيس الجمهورية.. كان هناك عدلى منصور الرئيس المؤقت!

ليس أمامنا إلا أن يكشف السيسى عن زمن الدعاء.. مش مهم، كيف تم التصوير، ولا كيف تم التسريب؟.. المهم أن يقول متى؟.. الكلام عن الخواطر له مقام آخر.. كلمات الدعاء تقول: «يا رب يمكن ما يكونش ليا خاطر عندك، بس أستحلفك بخواطر من لهم خواطر عندك، إنك تهدينا وترحمنا، وتكرمنا وتنصرنا، وتعطف علينا».. قمة فى الخشوع وطلب النصر.. جبر الخواطر على الله.. أصاب السيسى!

صورة الرئيس الإمام ليست غريبة علينا.. مرسى كان يؤمّ رجاله فى القصر.. السيسى فعلها أيضاً.. الإمامة بالأقدمية.. شتّان بين السيسى ومرسى.. السيسى زاهد.. مرسى طالب إمامة.. السيسى يصلى فى خشوع.. يتم تصويره على استحياء.. يتم تصويره خلسة.. مرسى كان يصطحب معه الكاميرات المتخصصة.. يذيع الصلاة على الرعية.. السيسى يطلب الهداية.. مرسى كان يرى نفسه أمير المؤمنين(!)

الدعاء مؤثر، سواء أعلنه السعد أو غيره.. توقيته ليس ليلة سقوط المعزول، كما قال السعد.. السيسى كان قد تمكن من بدلته «المدنية».. حين رأيناه أول مرة فى بدلة مدنية، قلنا: الميرى أشيك.. حين تضرع بخواطرنا، كان ذلك فى وقت لاحق.. كان قد أصبح رئيساً.. إلا أن يكشف بنفسه السرّ!