السلطة الفلسطينية تعتبر «خطاب» نتنياهو «صفعة» لأوباما.. وترفض الاعتراف بـ«يهودية إسرائيل»

الثلاثاء 16-06-2009 00:00

طالب ياسر عبدربه، مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، القوى العالمية، بفرض عزلة على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بعد خطابه الذى ألقاه أمس الأول فى جامعة «بارإيلان» الإسرائيلية ووضع فيه شروطاً صعبة لإقرار السلام فى الشرق الأوسط، لإجباره على الاستجابة للقرارات الشرعية الدولية.

وقال عبدربه: «على المجتمع الدولى مواجهة هذه السياسة التى يريد من خلالها (نتنياهو) أن يقضى على أى فرصة للسلام.

وأضاف: «يجب عزل هذه السياسة التى يسير عليها نتنياهو وممارسة الضغط عليه بكل الوسائل حتى يلتزم بالشرعية الدولية وبخارطة الطريق»، مشيراً إلى الخطة التى طرحت عام 2003 وتؤيدها الولايات المتحدة والقوى العالمية لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كان نتنياهو قد ألقى «خطاباً مهماً» استجاب فيه لأسابيع من الضغوط من جانب واشنطن، ووافق على الهدف الذى يدعمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن إقامة دولة فلسطينية، لكنه غلفه بمجموعة من الشروط الصعبة.

وقال نتنياهو إنه سيؤيد إقامة دولة فلسطينية شريطة حصول إسرائيل مسبقاً على ضمانات دولية بأن الدولة الجديدة لن يكون لها جيش وشريطة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.

وفى الوقت نفسه، أعلن صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، الرفض الفلسطينى القاطع لخطاب نتنياهو، واعتبره «جاء ليعلن تهرب نتنياهو من متطلبات السلام ورفضه الكامل العملية السلمية».

وشدد عريقات على رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل والتمسك الثابت بالحقوق الفلسطينية، وفى مقدمتها حق دولى متفق عليه بعودة اللاجئين وفق المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة.

واعتبر عريقات الخطاب «صفعة» للرئيس الأمريكى باراك أوباما، داعياً الأخير إلى تحديد موقفه من الخطاب «بأن يعامل نتنياهو كرئيس وزراء فوق القانون أو إلزامه بمتطلبات عملية السلام وفق خطة خارطة الطريق للسلام».

جاء ذلك فيما رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التى تسيطر على قطاع غزة، الخطاب، واصفة إياه بأنه «صفعة فى وجه» كل المؤيدين المعتدلين للمفاوضات مع إسرائيل. واعتبرت الخطاب «عنصرياً»، لمطالبته باعتراف فلسطينى بدولة إسرائيل كأرض يهودية خالصة، مؤكدة أنه لن يزيد الشعب الفلسطينى إلا تمسكاً بحقوقه.

بينما أكد مجلى وهبة، النائب عن كتلة كاديما، أن نتنياهو وضع شروطا عديدة وصعبة بغية جعل فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتطبيق.

كما أعرب النائب عن حزب الليكود الإسرائيلى دانى دانون، عن أسفه لما جاء فى الخطاب بشأن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وقال: إن الشروط التى وضعها نتنياهو لتحقيق ذلك «لن تصمد طويلاً».

جاء ذلك فيما رحب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بموافقة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية ووصفها بأنها «خطوة مهمة للأمام».

كما رحبت رئاسة الاتحاد الأوروبى بالخطاب، وقال يان كوهوت وزير خارجية التشيك، التى تتولى الرئاسة الدورية حالياً للاتحاد الأوروبى ومدتها 6 أشهر: «من وجهة نظرى.. هذه خطوة فى الاتجاه الصحيح». وأوضح: «هناك بعض العناصر الأخرى التى ينبغى تحليلها، لكن الموافقة على الدولة الفلسطينية مطروحة».

وفى روسيا، اعتبرت الخارجية الروسية، الخطاب «لا يفتح الطريق نحو حل المشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية.. وإن كان دليلاً على الاستعداد لإجراء الحوار».