ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن قادة ومسؤولين أكراد وأمريكيين أكدوا توقف تقدم قوات تنظيم «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية عقب إجبار المسلحين على الانسحاب من عدة جبهات، ما ساهم في تغيير مسار المعركة التي استمرت شهرا على نحو متزايد إلى صالح المسلحين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، السبت، أن «التغير السريع في حظوظ المقاتلين الأكراد على مدار اليومين الماضيين أثار حالة واضحة بالارتياح في مدينة عين العرب، وكذلك في مخيمات اللاجئين في تركيا المجاورة التي تكتظ بسكان عين العرب، وأفسحت الاشتباكات العنيفة خلال الأسابيع الماضية المجال أمام هدوء مؤقت لم يكسره الجمعة سوى سقوط قذائف الهاون في بعض الأحيان وبعضا من رصاص القناصة المتناثر».
وأشارت إلى تحول أنظار الشهود العيان الذين يجتمعون يوميا على التلال التركية المطلة على عين العرب، من المدينة الأكثر هدوءا إلى قرية تبعد عدة أميال غربا والتي سيطر عليها مقاتلو داعش عقب انسحابهم من عين العرب.
ونقلت الصحيفة عن رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي لويد أوستن، في ظهور نادر له أمام الصحفيين في البنتاجون الجمعة، قوله إن «عشرات الضربات الجوية هذا الأسبوع لقوات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل مئات من مقاتلي تنظيم داعش، وسمحت للوحدات الكردية باستعادة الأراضي»، مضيفا أن «المقاتلين الأكراد قاموا بعمل شجاع في الدفاع عن أراضيهم».
وعلى الرغم من المكاسب السريعة التي تحققت، إلا أن أوستن حذر من «وجود إمكانية عالية لسقوط عين العرب ومع استمرار مقاومة المسلحين في جيوب شرق عين العرب، بما في ذلك التلة ذات الأهمية الاستراتيجية ومع إمكانية نشوب اشتباكات التي تلوح في الأفق في القرى المحيطة، إلا أن المقاتلين الأكراد لم يعلنوا النصر».
وأوضحت الصحيفة أن حصار عين العرب، منطقة ذات أغلبية كردية معانقة للحدود التركية، مشحون بأهمية رمزية أن لم تكن استراتيجية، حيث ربما أصبحت المدينة الجبهة الأكثر وضوحا للحرب بين التحالف بقيادة أمريكا وتنظيم داعش وكذلك بوتقة من التوترات على الحدود بين الأكراد والحكومة التركية.
ووفقا للصحيفة، تعتبر الولايات المتحدة والمسلحون، مدينة عين العرب، بمثابة اختبار حاسم للإرادات في صراع أوسع نطاقا في العراق وسوريا.. وكان مئات من مقاتلي «داعش» قد تدفقوا إلى المدينة، مما أدى إلى تكهنات مؤخرا من سقوطها الوشيك الأسبوع الماضي.