تنظر محكمة جنايات أسوان، السبت، أولى جلسات محاكمة المتهمين في أحداث الدابودية وبني هلال والتى شهدتها منطقة السيل الريفي، مطلع إبريل الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 26 من الطرفين والمتهم فيها 163 متهماً من الطرفين، حيث يحاكم (66) متهماً محبوسين في سجن قنا العمومي أمام محكمة الجنايات في أولى جلسات المحاكمة، ويحاكم 97 متهماً (هاربين) في القضية والمقيدة برقم 2793 لسنة 2014 جنايات قسم ثاني أسوان، والمقيدة برقم 797 لسنة 2014 كلى أسوان، والتى جاءت على خلفية تبادل كتابة العبارات المسيئة على جدران مدرسة محمد صالح حرب الصناعية بناحية كلية التربية،و انتقلت الكتابات إلى حوائط منازل الطرفين ما تسبب في اشتعال الأحداث القبلية وسقوط قتلى ومصابين من الجانبين.
وجاءت تحقيقات النيابة وملف القضية في (1760) ورقة، وبلغ عدد شهود الإثبات بها 47 شاهداً.
ويواجه المتهمون عدة اتهامات على رأسها القتل والشروع في القتل والتحريض والسرقة والخطف والإعتداء على قوات الشرطة وحيازة أسلحة وإشعال الحرائق في الممتلكات.
وقال مدحت المطعني، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين إنه من المقرر عدم مثول المتهمين أمام المحكمة لعدم إحضارهم من سجن قنا العمومى، نظراً للدوع الأمنية مشيراًً إلى أن فريق الدفاع الدفاع لم يعلم بمكان انعقاد المحاكمة سوى قبل يومين من بدء أولى جلسات المحاكمة، في سابقة هي الأولى من نوعها وتم ترك فريق الدفاع للتكهنات بإنعقادها في التجمع الخامس، أو قنا، أو أسوان، مضيفاً أن الوضع الأمني مطمئن خاصة أن الطرفين أقروا الصلح النهائي وحصلا على التعويضات ولا يوجد أي سبب لأي مخاوف أمنية من الطرفين.
وكانت نيابة أسوان برئاسة المستشار بهاء الوكيل المحامى العام لنيابات المحافظة قد أودعت قرار الإحالة ليضم عدد من أعضاء لجنة المصالحة وقيادات من الطرفين، بينهم عارف صيام، كبير الدابودية وعضو مجلس الشعب السابق ويسرى حسن بحر (دابودى) من أعضاء لجنة المصالحة لأبناء دابودو حمدى حجاج (هلالى) ونوبى بلمون (هلالى) وعمرو محفوظ (هلالى) وسعد حسن (هلالى) من أعضاء لجنة المصالحة وقيادات بنى هلال، بالإضافة إلى متهمين حدثين لم يتجاوزا الثامنة عشرة من العمر، محمد عبدالماجد محمد (طالب) 17 سنة محبوس، إسلام سيد نوبى 17 سنة، محبوس.
وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين من الدابودية وبنى هلال، وآخرين خلال الأحداث التي شهدتها منطقة السل الريفى خلال أيام 4 و5 و6 إبريل الماضى، استخدموا الأسلحة النارية وبيتوا النية وعقدوا العزم وأعدوا لهذا الغرض، أسلحة نارية وبيضاء وزجاجات مولوتوف وإنهالوا حرقاً وطعناً ونحراً بالأسلحة المُعدة قاصدين إزهاق الأرواح وأحدثوا إصاباتهم الموصوفة بتقارير الصفة التشريحية والتى أودت بحياتهم، ووضعوا النار عمداً بالمنازل والحوانيت وحظائر الماشية المملوكة للمجنى عليهم، بأن سكبوا عليها مواد مُعجلة للإشتعال وقذفوها بها وأوصلوا بها مصدر ذا لهب مشتعل فطالتها النيران وقام عدد محدد من المتهمين من كل طرف بسرقة المنقولات والمصوغات الذهبية والمبالغ النقدية، ورؤوس الماشية المملوكة للمجنى عليهم بطريق الإكراه بأن أشهروا في وجوههم أسلحة بيضاء ونارية مهددين إياهم بها فتمكنوا من تلك الوسيلة القسرية من بث الرعب في نفوسهم وشل مقاومتهم والاستيلاء على المسروقات.
وأضاف قرار الإحالة أن المتهمين حازوا أسلحة وذخائر مما لا يجوز الترخيص بحيازتها وحازوا أسلحة بالذات أو بالواسطة وأدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص من سنج وسيوف وسكاكين وخناجر وعصى وشوم وزجاجات مولوتوف بغير ترخيص وبدون مصوغ من الضرورة الحرفية، وأتلفوا عمداً المركبات بأن أضرموا فيها النار فأحدثوا بها التلفيات واشتركوا مع آخرين في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 أشخاص حال حملهم لأسلحة نارية وبيضاء وأدوات مما تستخدم في الاعتداء على الاشخاص مع علمهم بالغرض منه وحازوا وأحرزوا ذخائر.
وتضمن أمر الإحالة، قائمة بأدلة الثبوت والتى ضمت 47 شاهداً من الطرفين وروايات الشهود حول الأحداث منذ اندلاعها وشهادة رئيس مباحث قسم ثان أسوان، وشهادة رئيس مكتب مكافحة المخدرات بأسوان وشهادة رئيس مباحث مديرية أمن أسوان حول ملابسات وظروف الأحداث والخسائر التي لحقت بالجانبين.
وثبت بتقارير الصفة التشريحية للمجنى عليهم أن حالات الوفاة جاءت نتيجة الإصابات الحرقية النارية والتى تتسبب في حدوث صدمة عصبية حادة تؤدى إلى توقف وظائف الأعضاء الحيوية بالجسد عن العمل، وحالات وفاة ناتجة عن إصابات قطعية بالعنق والرأس أدت إلى تهتك في الأنسجة الرخوة والعضلات والأوعية الدموية وحدوث نزيف دموى أدت للوفاة، والإصابة بطلقات نارية في مختلف أنحاء الجسد والتى أدت بدورها إلى حدوث تهتك بالأنسجة الرخوة والعضلات والأوعية الدموية الرئيسية نتج عنه الوفاة إضافة إلى الإصابات الذبحية والطعنية.
وثبت من تقرير الطب الشرعى أن معظم حالات الوفاة من بنى هلال جاءت نتيجة إصابات طعنية وذبحية نتج عنها تهتك بالأنسجة الرخوة والعضلات والأوعية الدموية الرئيسية، وبعضها نتيجة حروق نارية لدرجة التفحم، فيما جاءت معظم حالات الوفاة بين أبناء دابود، بإصابات نارية وحروق أحدثت تهتك بالأنسجة الرخوة والعضلات والأوعية الدموية الرئيسية وكسور ونزيف دموى وحروق نارية.
وكشف تقرير الطب الشرعى أن الإصابات التي لحقت بالطرفين جاءت نتيجة إصابات بمقذوفات أطلقت من سلاح نارى، وإصابات رضية بحسب ما جاء بالتقارير الطبية.
وكشف تقرير المعمل الجنائى أن الحرائق التي نشبت بمنازل بنى هلال عددها 30 منزل وأن الحرائق نشبت في 6 حوانيت و3 دراجات بخارية وسيارة بيجو بدون لوحات بالإضافة إلى حظيرتين مواشى.
وبالنسبة للحرائق التي نشبت بمنازل الدابودية، عددها 19 منزلا واحتراق مقهى ومحل لبيع الطيور، ومحل تجارى ومحلين لبيع قطع غيار الدراجات ومخزن موبيليات ومحل لبيع الهواتف المحمولة، ونشوب حرائق بدراجة بخارية وسيارة بيجو.
وكشف التقرير أن الحرائق نشبت نتيجة إيصال مصدر حرارى سريع بكل منطقة على حدة، باستخدام مواد سريعة الاشتعال أو إلقاء كرات مشتعلة وزجاجات مولوتوف.
كما احتوى أمر الإحالة على عدد من الأسطوانات المدمجة المقدمة من الشهود، والتى تمكنت أجهزة البحث من جمعها، وكشف فحص الأسطوانات المدمجة، احتواءها على مقاطع فيديو تظهر تجمهر العديد من الأشخاص وهم في حالة قتل وسحل لجثث بعض الأشخاص من الطرفين ووجود بعض مقاطع الفيديو التي تظهر ثناء وإشادة ببعض المتهمين بعمليات السحل والقتل.
وجاء نص أمر الإحالة أولاً، بإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات أسوان مع استمرار حبس 66 متهماً، وسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين وعددهم 97 متهماً هارباً وحبسهم احتياطياً على ذمة الأوراق، ثانياً: إعلان المتهمين بأمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت، ثالثاً: ندب المحامى للدفاع عن المتهمين، رابعاً: إرسال ملف الدعوى إلى محكمة استئناف قنا لتحديد دور لنظرها.