وزير المياه الإثيوبي: سد النهضة سيحل أزمة الكهرباء في مصر (حوار)

كتب: متولي سالم الجمعة 17-10-2014 21:42

قال وزير المياه والكهرباء الإثيوبى «إليماهو تيجنيو» إنه لا يوجد سوى سد واحد لبلاده على النيل الأزرق، هو سد النهضة. وأوضح أن خطة إثيوبيا تعتمد على إنشاء عدد من السدود في 12 حوضاً من أحواض الأنهار بخلاف النيل الأزرق، مشيراً إلى أن سد النهضة يساهم في مساعدة الدول المجاورة على تنفيذ مشروعات للربط الكهربائى بين بلاده وعدد من دول حوض النيل ومصر.

وكشف الوزير الإثيوبى، في حوارٍ لـ«المصرى اليوم»، عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أبدى اهتمامه بالعرض الإثيوبى لمساعدة مصر في حل مشاكل نقص الكهرباء، التي عانت منها خلال العام الحالى، وهو ما يمكن أن يساهم المشروع الإثيوبى في تحقيقه، مشدداً على أن بلاده لا تسعى للإضرار بمصر، وأنه يمكن الاستفادة من الإمكانيات الإثيوبية في تنفيذ مشروعات للاستثمار المشترك، مشيراً إلى أن التنمية الاقتصادية هي التي يمكنها أن تجمع بين دول حوض النيل لتحقيق المنفعة للجميع.

ونفى «تيجنيو» قيام أي دولة بتمويل سد النهضة، مؤكداً أن تمويل المشروع يقتصر على الإثيوبيين فقط.. وإلى تفاصيل الحوار:

■ ما حقيقة الوضع الحالى لاجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة؟

-

لا توجد وصاية من وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا على أعمال اللجنة الوطنية لسد النهضة، لأنهم أصحاب القرار النهائى لاختيار المكتب الاستشارى، والأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت، لأننا حريصون على نجاح الحوار والوصول إلى نتائج تحقق المكسب للجميع.

■ ما تقييمكم لاجتماعات القاهرة لمتابعة دراسات السد؟

- أنا متفائل فيما يتعلق بنتائج الجولة الحالية من اجتماعات اللجنة الوطنية.

■ وهل إثيوبيا ستلتزم بتنفيذ نتائج توصيات اللجنة؟

- بالطبع سنلتزم كغيرنا من الدول الثلاث بنتائج دراسات سد النهضة، التي سيقوم بتنفيذها المكتب الاستشارى الذي ستتفق عليه الدول الثلاث، والثوابت الأساسية للسياسة الإثيوبية تؤكد الاستفادة المنصفة والعادلة لمياه النيل، وعدم الاضرار الواضح بأى دولة من دولتى المصب، وأن نحترم مبدأ «الكل رابح» في مجال إدارة المياه العابرة للحدود، وإثيوبيا تقدر القرار المصرى بمناقشات اللجنة الثلاثية بخصوص توصيات اللجنة، وقرارها بالمشاركة في المناقشات بطريقة إيجابية وبناءة.

■ وهل توجد صعوبة في اختيار المكتب الاستشارى العالمى؟

- لا توجد صعوبة، وسوف نتفق على إجراءات اختيار المكاتب الدولية المقبولة، كما اتفقنا في جولة الخرطوم أغسطس الماضى، ونطاق العمل الذي تم وضعه عن طريق اللجنة الثلاثية يجب أن يراقب بدقة المهام المحددة في إطار العمل للدراستين المطلوبتين، ويجب أن يتم تناولها عن طريق المكتب الذي سيقع عليه الاختيار.

■ وما خطورة التعجل في اختيار مكتب دولى وإجراء دراسات فنية منقوصة للسد؟

- إن أي انحراف أو محاولة لتجاوز متطلبات نطاق العمل يمكن أن يؤدى إلى دراسة منقوصة، وبالتالى لن يكون في صالح الدول الثلاث، وعليها أن تهتم بأن تكون الدراسات التي سيتم إعدادها بمعرفة المكتب الأستشارى كاملة، وأن يتم الاهتمام بجودة تلك الدراسات.

■ وهل تم الانتهاء من دراسات أمان السد؟

- التوصيات المرتبطة بهذا الشأن نُفذت في وقت مقبول، والحكومة الإثيوبية وافقت عليها.

■ ما مدى أهمية سد النهضة لإثيوبيا؟

- سد النهضة يقدم لنا منافع إضافية لتطوير التعاون بين الشعوب الثلاثة في مصر والسودان وإثيوبيا، وهو مشروع الحكومة والشعب الإثيوبى لمكافحة الفقر عن طريق الإمداد بطاقة نظيفة لبلدنا والمنطقة، والموقف الثابت لحكومتنا أن هذا السد سيقدم منافع مشتركة لكل دول المنطقة، وإثيوبيا ليس لديها أي نية أن تسبب ضرراً لأى دولة، ونؤكد أن استخدام النيل يجب أن يفيد الدول الثلاث ويوفر احتياجات التنمية بشكل عادل ومنصف.

■ وماذا عن رغبة إثيوبيا في الربط الكهربائى مع مصر؟

- تمت إثارة موضوع الربط الكهربائى مع مصر خلال لقائى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، كى تتفادى مصر انقطاع التيار الكهربائى الذي تعرضت له العام الحالى، ولدى إثيوبيا خطة للربط الكهربائى مع الدول العربية ودول حوض النيل.

■ ما تفاصيل خطة الربط الكهربائى؟

- الخطة تعتمد على الربط الكهربائى بين إثيوبيا وجيبوتى للدول العربية، بالإضافة إلى الربط الكهربائى مع السودان ورواندا وبوروندى وكينيا، وبحث دراسة الربط الكهربائى مع جنوب السودان والصومال.

■ وما مجالات التعاون المشترك بين بلادكم ودول حوض النيل؟

- إثيوبيا لديها القدرة على توليد الكهرباء وتصديرها لكل دول حوض النيل، بالإضافة إلى أن بلادى لديها ثروة حيوانية ويمكن أن نصدرها إلى مصر، وهناك فرص للتكامل الاقتصادى وفرص واعدة للاستثمار في إثيوبيا.

■ ما تقييمك للعلاقات الحالية بين القاهرة وأديس أبابا؟

- إننا نعيش حالياً أزهى العصور في العلاقات بين البلدين، وهو ما اتضح في اللقاءات المكثفة التي تمت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلى ماريام ديسيلين حيث التقيا أكثر من مرة.

■ وماذا عن لقائكم بالرئيس السيسى؟

- أريد أن أشكر الرئيس لاستقباله، وهو يدل على اهتمامه بهذا الشأن، خاصة أنه مهتم بالعلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا، واللقاء كان ودياً، وأثار الرئيس خلاله نقاطاً مهمة حول العلاقات بين البلدين، رغم أنها المرة الأولى التي ألتقى خلالها الرئيس.

■ وماذا عن توجهات السيسى التي رصدتها عبر اللقاء؟

- لديه انطباعات متميزة حول مستقبل العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، وأنها عريقة وقديمة لأكثر من 87 عاماً.

■ وماذا عن الرؤية الإثيوبية لمستقبل العلاقات مع مصر؟

- الرؤية الإثيوبية حول العلاقة مع مصر تعتمد على أننا نؤمن بأن التعاون هو شىء ضرورى، وأنه أساس أن يكسب الجميع، وتبادل المصالح والمشاركة في ثروة مياه النيل بشكل عادل بين دول الحوض، والرئيس السيسى أكد ضرورة أن يعمل وزراء المياه خلال المفاوضات معاً لأنهم مسؤولون عن حياة 200 مليون مواطن يعيشون بالمنطقة، وعليهم أن يحملوا على عاتقهم مسؤولية التقارب بين الدول الثلاث. وكل ما نعمله يصب لتحقيق هذه الأهداف وسوف نعمل معاً، ونأمل أن نصل إلى الحلول، فلا تعتبروا أن لدينا مشاكل وخلافات ونحن نعمل لما يجعل بيننا شراكة، وهى ليست أكبر من أن نصل إلى حلول ونحن قادرون على إنهاء القضية.

■ وماذا عن خطة إثيوبيا لإنشاء سدود جديدة؟

- السد الوحيد الذي يقام على النيل الأزرق هو سد النهضة رغم أن لدينا مجموعة من السدود الصغيرة التي يتم تشييدها في أحواض مختلفة تصل إلى 12 حوضاً، وهى مصممة بطريقة لا تؤدى إلى ضرر بالغ على دول المصب التي تنتهى إليها هذه الأحواض.

■ وماذا عن سد «ألبارو أوكوبو»؟

- هذا السد يعزز من المياه لصالح الدول التي يمر بها، ويساهم في استقطاب الفواقد في هذه المناطق، ولدينا في إثيوبيا 12 حوضاً للمياه بخلاف حوض النيل الأزرق.

■ كيف يمكن تحقيق التقارب بين أديس أبابا والقاهرة؟

- أحد أهم الأنشطة والمبادرات التي يجب أن نقوم بها أن نهتم بالعلاقات الشعبية من خلال تبادل الوفود الدبلوماسية الشعبية، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن نربط الجامعات والمؤسسات التعليمية ببعضها البعض، خاصة أن هناك مستثمرين مصريين كثيرين يعملون في إثيوبيا وبإمكانهم أن يقوموا بدعم العلاقات.

■ وما دور مجلس الأعمال المصرى الإثيوبى بعد العلاقات؟

- مجلس الأعمال المصرى الإثيوبى لا يستطيع وحده أن يقوم بكل الأدوار، ولذلك الإعلام بإمكانه أن يلعب دوراً بإعطاء المعلومات الصحيحة في عرض الحقائق للشعب.

■ وماذا عن مشاكل النقل بين مصر والسودان وإثيوبيا؟

- الربط البرى بين الدول الثلاث مهم جداً لتحقيق التكامل الاقتصادى، خاصة أن هناك طريقاً برياً يربط بين إثيوبيا والسودان بالإضافة إلى طريق آخر للربط بين مصر والسودان، وهناك الجامعات التي يمكنها أن تحقق التبادل العلمى وتبادل الأساتذة وعمل منح للطلبة، واستغلال الخبرات السياحية لمصر في تنشيط السياحة إلى إثيوبيا.

■ وماذا عن العلاقات بين دول حوض النيل؟

- كل بلدان الحوض مهمة، وعليها أن تتعاون خاصة في المجال الاقتصادى الذي يعد مهماً جداً لنجاح العلاقات بين الدول، ولدينا مشاريع كثيرة للرى في هذه الدول، ويمكن تنمية وتطوير الزراعة فيها وتصدير إنتاجها إلى دول الحوض.