تقرير.. لماذا علينا النظر إلى «فالنسيا» بجدية بداية من هذا الموسم؟

كتب: منار سرحان الخميس 16-10-2014 13:09

تسود حالة من التفاؤل بين مشجعي فالنسيا الإسباني هذا الموسم، فيما يخص قدرة فريقهم على استعادة أمجاد «اللوس تشي» مرة أخرى بعد فترة كبيرة من الاضطرابات المالية والفنية التي صعقت النادي البرتقالي لمدة 10 سنوات.

ويعود السبب الأساسي لهذه الحالة من التفاؤل هو ظهور الملياردير السنغافوري بيتر ليم في المشهد، فعلى الرغم من عدم انتهائه من عملية شراء النادي من نادي بانكيا، لكنه أصبح المتحكم الأول في مصير النادي ماديًا وأصبح هو من يتولى تعاقدات اللاعبين والمدربين.

«سقوط درامي»

قبل 10 سنوات فاز نادي فالنسيا بالدوري الأوروبي والدوري الإسباني في عام واحد، بعدما نجح في الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا لعامين على متاليين، ليتم تتويجه رسميًا بلقب الفارس الثالث للدوري الإسباني مع ريـال مدريد وبرشلونة.

ولكن ذلك التتويج شهد أكبر سقوط دراماتيكي للخفافيش حيث تعاقب على إدارته 7 مدربين بعد ذلك عقب رحيل رافائيل بنيتيز، وبدأت الديون في التراكم مما أجبر النادي على بيع أبرز نجومه ليتأثر أداء الفريق فنيًا، وبشكل سلبي على دخل النادي ماديًا، بعد بدء مسلسل غيابه عن دوري أبطال أوروبا وتدهور ترتيبه في الليجا.

«تغيير شامل»

وعلى الرغم من عدم اكتمال عملية شراء بيتر ليم بشكل كامل لفالنسيا، حيث يسعى نادي بانيكا للحصول على ضمانات كبيرة من بيتر ليم ليضمن مستقبل النادي ماديًا، وبالتالي يضمن قدرته على تسديد ديونه مستقبلًا «230 مليون»، إلا أن بيتر ليم بقيادة «ذراعه الأيمن» خورخي مينديز، وكيل اللاعبين الشهير قاموا بعملية تغيير كبيرة في نادي الخفافيش هذا الموسم تمثل «عينة» مما سيحدث في المستقبل من تدعيم فني.

وقامت إدارة فالنسيا بقيادة سالفو في الإبقاء على 9 لاعبين فقط من القائمة الأساسية، وقاموا بالتعاقد مع 12 لاعب جديد، وتظهر أثار بيتر ليم واضحة في تلك التعاقدات، حيث يملك الملياردير السنغافوري عقود كل من رودريجو وأندريه جوميز وجواو كانسيلو، وقام بإعارتهم من نادي بنفيكا إلى فالنسيا، بجانب تعاقده مع أوتامندي لاعب بورتو السابق، وفيليب أوجوستو، لاعب رايو أفيو، والذي يمثلهم خورخي مينديز.

ولم تتوقف صفقات فالنسيا على لاعبين صغار السن، ولكن حاولوا أن يقوموا بتعاقدات تسويقية وفنية في ذات الوقت، مثل التعاقد مع المهاجم الإسباني نيجريدو من نادي مانشستر سيتي، الذي حضر استقباله 14 ألف مشجع، ذلك بجانب التعاقد مع موستافي، بطل العالم مع منتخب ألمانيا هذا العام.

وصعَّد فالنسيا عددا من لاعبيه الناشئين، وعلى رأسهم هذا الموسم المدافع الأيسر جايا، الذي ظهر بمستوى رائع ليحل مكان بيرنات، المنتقل لصفوف بايرن ميونخ.

وصول نونو لم يكن مُرحبًا به من قبل جماهير فالنسيا بسبب خبرته قصيرة المدى التي لم تمتد سوى عامين مع نادي رايو أفيو، ولكن «الصبر» كان هو شعار الجماهير التي ترى أن بيتر ليم هو فرصة لا يجب معارضتها الآن.

وعلى عكس ما توقعه أغلب متابعي الفريق، نجح نونو إسبيريتو في تقديم كرة قدم متوازنه مع فالنسيا خلال الأسابيع الأولى من الليجا، وظهر الفريق بشكل منسجم ومتوازن دفاعيًا وهجوميًا، ليبدأ في إقناع جماهير فالنسيا، بل وزيادة توقعاتهم هذا الموسم بعد الفوز على أتلتيكو بطل الدوري.

نونو الذي حظى على إشادة متكررة من لاعبيه، يحاول أن ينشئ علاقة قوية بينه وبين جماهير فالنسيا، على غرار سيميوني في أتلتيكو، فيظهر ذلك في طريقة احتفالاته بالأهداف وتحيته للجماهير خلال وقبل وبعد المباراة.

«خلطة نونو»

نجح نونو في وقت قصير في الوصول إلى «خلطة» سريعة بخط وسط فالنسيا، يستطيع أن يبني عليها طريقة لعبه هذا الموسم التي تغييرت في عدة مباريات من 4/4/3 لـ4/4/2 لـ4/2/3/1، مع ثباث دائم في ثلاثي الوسط باريخو وخافي فويجو وأندريه جوميز.

فيقوم كل من باريخو وأندريه جوميز بالتقدم الهجومي والضغط المبكر ببعض من القوة كأول خط دفاع للخفافيش، ويأتي خلفهم خافي فويجو الذي يمثل الرئة الثالثة لفريقه في الأسابيع الأولى من الموسم، وقد يغطي خلف مدافعي فريقه أيضًا ليمنحهم المزيد من الحرية في الهجوم، في دور يشابه ما يقدمه سيرجيو بوسكيتس في برشلونة.

وهجوميًا يقدم فالنسيا أداءً قويًا مع تألق باكو ورودريجو اللذين أظهرا تفاهمًا كبيرًا بينهما، وقاما بصناعة 5 أهداف وإحراز 5 أخرى هذا الموسم، ومن المنتظر أن يشهد هجوم فالنسيا دعما جديدا بشفاء نيجريدو قريبًا.

ودفاعيا يأتي فالنسيا كثاني أقوى دفاع في الليجا حتى الآن خلف برشلونة، وذلك بتلقيه ثلاثة أهداف فقط، وقد يعود الفضل في ذلك لطريقة نونو الدفاعية، حيث يتحول الفريق إلى طريقة 4/1/4/1 في حالة الدفاع مما يجعل عملية الاختراق البطىء شيئا صعبا على الفرق المنافسة.

وأخيرًا يسيطر دييجو ألفيش على حراسة المرمى، ويحظى بثقة نونو إسبيريتو بشكل كبير.

«مستقبل مشرق؟»

قد يكون من المبكر الحكم على أداء نونو مع فالنسيا، ولكن بشكل عام أصبح فريق فالنسيا يملك عناصر قوية شابة بمعدل أعمار لا يتجاوز الـ24.5 عام ولديهم القدرة على تنفيذ خطة ما يفكر به المدرب ومع وجود إدارة مستقرة ماديا ومع اقتراب ليم من الإعلان الرسمي عن شراء فالنسيا من المتوقع أن يبدأ الخفافيش عصرا جديدا إيجابيا أوروبيا ومحليا.


ومن المنتظر أيضًا أن يكون قدوم بيتر ليم هو خطوة مؤثرة في عملية الانتهاء من استاد فالنسيا الجديد «نو ميستايا»، الذي تم الانتهاء من نصف إنشاءاته، أو بيعه ليوفر ذلك نصف مديونيات فالنسيا لدى بنك بانكيا، وهي خطوة يحاول الجميع تجنبها الآن حيث يمثل الاستاد الجديد مصدر دخل قويا لفالنسيا في المستقبل.