الأسر الطلابية فى الجامعات.. وبدء موسم التناحر

كتب: هبة عبد الحميد, محمد طارق الأربعاء 15-10-2014 20:57

مع بداية عام دراسى جديد، يتطوع الطلبة المنتمون للأسر الطلابية بالوقوف أمام بوابات الجامعات فى استقبال آلاف الطلبة الجدد، يمارسون بعض الأنشطة الفنية، سواء بالأغانى أو اللافتات المدون عليها أقوال مأثورة أو جمل لتحية آلاف الطلاب المسارعين إلى حلم اليوم الأول بالجامعة.

تندرج الأسر الطلابية تنظيمياً تحت لجنة الأسر باتحاد الطلبة، وتهدف حسب اللوائح الطلابية إلى توسيع قاعدة ممارسة الأنشطة الطلابية الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية التى تساعد الطلاب على صقل مواهبهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم واستثمار أوقات فراغهم.

ومع بداية العام الدراسى الجديد الذى شهد عراكًا من اليوم الأول بين الطلاب وأفراد شركة الأمن الخاصة التى تسلمت تأمين الجامعات، تواجه مئات الأسر الطلابية قرارًا مفاجئًا بتجميد نشاطها بعد صدور قرارات فردية لرؤساء الجامعات بتجميد الأسر الطلابية داخل الحرم الجامعى، وتجميد جميع النشاطات الطلابية.

المستقلون.. حجر الزاوية بين التجمعات «السياسية» و«الخدمية»

عين على ممارسة السياسة وأخرى على المطالب الاجتماعية

على مدار العامين الماضيين، حمل طلاب أسرة «صوت الميدان» على أكتافهم الدفاع عن حق الطالب فى معرفة حقوقه داخل الحرم الجامعى، «من هنا جاءت الفكرة لنشأة الأسرة»، يقول: عبدالله البحار، طالب بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، أحد مؤسسى أسرة «صوت الميدان» التى أسسها أربعة طلاب بكلية الآداب هم: عبدالله البحار، ومصطفى السيد، وشيرين عادل، ومريم غالى، ثم انتشرت فى أغلب كليات الجامعة فى مدة لم تتجاوز نصف العام الدراسى. يرى بحار أن سبب انتشار الأسرة بهذا الشكل يرجع إلى استقلالها أيديولوجياً عن الأحزاب السياسية الموجودة داخل الحرم الجامعى، حيث تركز أهداف «صوت الميدان» على أحقية الطالب فى معرفة الحقوق والواجبات التى ينظمها الدستور والقانون، يقول: «نستمد خطابنا من احتياجات الطلبة فى تعليم آدمى وخلق آليات لتطوير مهاراتهم». المزيد

أسر سياسية خارج عباءة الجماعة: الانتماء للجامعة أولاً

الطلاب ذوو الانتماءات السياسية يواجهون مأزق انضمام الإخوان لمظاهراتهم

«الجامعة جزء من المجتمع، مصنع لخامات بشرية يجب تدريبها لتصبح قيادات تفيد المجتمع فى شتى المجالات»، هكذا يرى سامح أحمد، الطالب بالصف الثانى بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، والمتحدث الرسمى باسم «أسرة الميدان» المهتم بإيجاد حلول للمشكلة التى تفاقمت منذ العام الماضى بين الأسر الطلابية والجامعات شريطة أن تكون هذه الحلول مرضية للطلاب فى المقام الأول.

رغم انتماء طلاب «أسرة الميدان» لحزب الدستور، فإنهم يؤكدون تحاشى الأسرة العمل الحزبى داخل الحرم الجامعى، إذ تقتصر الأنشطة داخل الجامعة على الممارسات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية كأنشطة طلابية دون الالتفات أو الإشارة للحزب.

يقول سامح: «هناك درجة من الاستقلال السياسى تفصل بين الأسرة والحزب»، مستشهدًا بمخالفة الأسرة للحزب فى رؤيته أثناء تفويضه للمجلس العسكرى وقت اعتصام الإخوان المسلمين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة. كذلك «أثناء الاستفتاء على الدستور المصرى، فحزب الدستور وقتها نظم حملة سماها «حكم عقلك» عرض خلالها إيجابيات وسلبيات نصوص الدستور، وترك الأمر للجمهور، لكن الأسرة دعت إلى رفض الدستور بشكل واضح بسبب النص على محاكمة المدنيين عسكرياً ومواد أخرى رأى الطلاب أنها ستثير مشاكل سياسية واسعة الصدى فى المستقبل. المزيد

الدينية.. سلفيون ينتظرون رفع الحظر وإخوان يتنكرون لانتمائهم

حظر الأنشطة الطلابية ذات الطابع الدينى والسياسى

منذ إزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم بعد أيام من نهاية العام الدراسى 2012- 2013، غربت الأضواء عن أسر «النور»، و«شباب بكرة»، و«زهرة الغد» وغيرها من الأسر ذات الطابع الدينى، والمنتمية لتيارات دينية على رأسها التيار السلفى وجماعة الإخوان المسلمين، وأصبح العضو فيها لا يعلن عن نفسه، حتى لا يتم التضييق عليه من قبل الأمن- على حد قول بعض أعضائها.

عبدالحكيم عبدالرحيم مقرر أسرة «النور» بجامعة القاهرة، قال: «كانت أسرتنا موجودة منذ 5 سنوات بشكل غير رسمى، خلال فترة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ثم بدأت تمارس نشاطها علنًا منذ 3 سنوات بعد ثورة يناير 2011، حتى تم منعها منتصف العام الماضى لأسباب أمنية، وتوقعنا أن تعود الأسرة لممارسة نشاطها هذا العام، لكننا فوجئنا بمنعها هى وغيرها».

وينفى «عبدالحكيم» أى صلة لأسرة «النور» بحزب النور السلفى أو أى من جماعات الإسلام السياسى، رغم تأييده الشخصى لهم.

وعن محاولتهم التغلب على قرار المنع يقول: «قررنا أن نبدأ نشاطنا من اليوم الدراسى الأول، وقد حرصت أنا وأعضاء الأسرة على الانتشار فى مساجد الجامعة والمدرجات لممارسة نشاطنا، خاصة أننا لا يوجد لدينا أى انتماءات سياسية». المزيد

الترفيهية.. الباقية فى مواجهة الحظر السياسى

الأسر الاجتماعية تمارس أنشطتها فى استقبال الطلاب

مع بداية كل عام جامعى جديد، ومع توافد الطلاب الجدد فرحين ببداية مرحلة أخرى من حياتهم، كانت تستقبلهم «الأسر الجامعية» فى مختلف الكليات، فى أجواء احتفالية ومظاهر خاصة تحمل كل عوامل الجذب لضمهم والدعاية لنشاط الأسرة انتظارا للانتخابات التى تتم عادة قرب نهاية الفصل الدراسى الأول.

أن تدخل الجامعة دون أن يستقبلك أحد شباب «الأسر الجامعية» ليدلك على أماكن المحاضرات ويعرفك بمعالم الجامعة شىء لم يشهده سابقا مصطفى مسعد، الطالب بالفرقة الرابعة، وعضو اتحاد طلاب كلية تجارة جامعة القاهرة، ومقرر «أسرة فرسان تجارة» التى تمارس أنشطتها داخل الجامعة منذ عامين تقريبا.

يقول مصطفى: «كنت مقرر الأسرة وكان معى مجموعة من مقررى الأنشطة منهم محمد هشام ومحمود محسن وغيرهما من الطلاب، وكان يشترك معنا فى الأسرة 50 عضوا، وكنا نجهز للعام الدراسى الجديد قبل بدئه بـأربعة أيام، حيث كنا نحاول الحصول على مكان فى بهو الكلية لنضع فيه اللافتات والملصقات التى تعلن عن الأسرة، وتوضح جاهزيتها لاستقبال الطلاب الجدد فى أول يوم دراسى». المزيد