فى قاعة صالح سليم، اجتمع لأول مرة مجلس إدارة الأهلى برئاسة محمود طاهر فى المقر الثالث الجديد للنادى الأهلى بالشيخ زايد، وكان القرار الأول فى ذلك الاجتماع الأول هو إطلاق اسم صالح سليم على قاعة الاجتماعات.. وغير الشكر العميق والامتنان والاحترام لمحمود طاهر وكل أعضاء مجلس إدارة الأهلى لهذا القرار، يبقى لازما وواجبا التوقف أمام صالح سليم نفسه، الذى غاب منذ سنين طويلة، لكنه لايزال ناظر مدرسة الأهلى للمبادئ والأخلاق..
غاب صالح وبقيت رؤيته للأهلى تفرض نفسها على الجميع وتلزمهم باتباع قواعد وأسس إدارية وأخلاقية داخل النادى الكبير، ولهذا كان من الطبيعى والمنطقى أيضا أن يشهد ذلك الاجتماع الأول لمجلس الإدارة فى فرع الشيخ زايد توجيه مجلس إدارة الأهلى الشكر لصالح سليم، الذى تعاقد كرئيس للأهلى على شراء هذه الأرض وتخصيصها للنادى، وأيضا لحسن حمدى الذى وضع كرئيس للأهلى حجر أساس هذا الفرع الجديد، فلا أحد باستطاعته نسيان ما قدمه صالح سليم أو حسن حمدى للأهلى، لا أحد فى الأهلى يستطيع أن يتخيل أو يدّعى أنه وحده صاحب الحكاية أو صاحب الإنجاز، إنما يأتى كل رجل إلى موقعه ومكانه ليضيف ما يقدر عليه وما تسمح به الأيام والظروف ثم يرحل، ليأتى آخرون يستكملون الأحلام والخطوات والبناء، وأنا لا أستطيع الزعم بأن صالح سليم هو الذى بدأ ذلك وأسس هذا الفكر وتلك المبادئ. فقد تولى صالح رئاسة الأهلى بعد أن تعلم الكثير من التتش، الذى بدوره تعلم الكثير أيضا من كل من أداروا الأهلى، بداية من عمر لطفى بك، مؤسس النادى الأهلى، مرورا بالقادة الكبار مثل: عزيز عزت باشا، وعبدالخالق باشا ثروت، وجعفر باشا والى، وأحمد حسنين باشا، وأحمد عبود باشا، والفريق مرتجى.. فلكل واحد من هؤلاء وكثيرين غيرهم دوره ورسالته وعطاؤه للأهلى، إلا أننى أتوقف الآن فقط أمام صالح سليم وأعتبره صاحب مدرسة جديدة فى إدارة الأهلى، لأن كل العظماء والكبار الذين سبقوه جلوسا على مقعد الرئاسة كان لكل منهم منصبه السياسى أو العسكرى أو الاقتصادى بعيدا عن رئاسة الأهلى، وجاء صالح ليجعل من رئاسة الأهلى، فى حد ذاتها، منصبا يطول أرقى وأرفع المناصب فى مصر..
ومنح لكل من يملك لقب رئيس الأهلى قوة ووجاهة ومكانة، قد لا تأتى بها كثير من مناصب رسمية وعليا أخرى فى مصر، ولم يرحل صالح عن الدنيا والأهلى إلا وكان قد وضع كل قواعد ولوائح هذه المدرسة وتركها قوية لكل من سيأتى بعده، فجاء حسن حمدى وحافظ عليها قدر استطاعته، ونجح فى ذلك رغم كل الحروب والصراعات والتحديات، وأضاف حسن الكثير للأهلى بمعاونة كبار آخرين أيضا مثل محمود الخطيب وإبراهيم المعلم، بطولات وانتصارات ونجاحات، لا أول لها ولا آخر، ثم جاء محمود طاهر حالما بما هو أكثر من المحافظة على مدرسة صالح سليم، إنما أراد لها أن تغدو أقوى وأكبر بالشكل الذى طالما أراده صالح سليم وتمناه.