أكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان، أن مصر إحدى أكثر الدول استهلاكاً للتبغ بين الدول العربية، ويأتي ترتيبها ضمن أكثر 10 دول استهلاكاً للتبغ في العالم، حيث يستهلك حوالي ربع الشعب المصري (24.4%)، ويستمر المعدّل الكلي لاستهلاك التبغ في ازدياد منتظم.
وأضاف، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة تدشين نتائج الدراسات الثلاث حول اقتصاديات التبغ بمصر، والتي تمت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لمكافحة السل وأمراض الرئة، أن حوالي 46% من الرجال البالغين يدخنون التبغ، كما يزداد عدد النساء اللائي يبدأن في التدخين، كما أن تعاطي الشباب للتبغ يُعد من المشكلات المتفاقمة.
وتابع أن التبغ هو أحد عوامل الخطورة الرئيسية للأمراض غير المعدية (أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي والأورام والسكتة الدماغية)، والتى تقتل ما يقرب من 82% من الشعب المصري، وقد وجد أن التبغ يقتل حوالي 170 ألفا سنوياً في مصر، حيث إن 90% من هذه الوفيات من الرجال وغالبيتها ناجمة عن سرطان الرئة وغيره من أمراض السرطان، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والشرايين الأخرى، وأمراض الجهاز التنفسي.
وأشار وزير الصحة إلى أن استهلاك التبغ يعد أحد أهم أسباب المرض والوفاة المبكرة التي يمكن الوقاية منها، فهو عامل خطورة لستة من الأسباب الثمانية الرئيسية للوفاة في العالم، من أهمها أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، وأن وباء التبغ نفسه يقتل حالياً ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، أي وفاة حوالي شخص من كل عشرة بالغين، وأن هذا العدد يزيد على من تقتلهم أمراض السل والإيدز والملاريا مجتمعة.
وأوضح أن التبغ مرشح لأن يكون بحلول سنة 2030 السبب الرئيسي للموت والعجز، إذ من المتوقع أن يقتل أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً وما لم تتخذ إجراءات عاجلة سيقتل التبغ مليار نسمة في هذا القرن، خاصةً في الدول النامية التي أصبحت نسب التدخين بها في ازدياد مطرد، كما وجد أنه بحلول عام 2030 سيكون أكثر من 80٪ من الوفيات المتصلة بالتبغ في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وهى البلدان الأقل تحملاً لعبء الرعاية الصحية.
واستكمل وزير الصحة بأن النفقات السنوية لعلاج الأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ تبلغ 3.4 مليار جنيه مصري، فضلاً عن تكاليف الرعاية الصحية الضخمة الناتجة عن استهلاك التبغ، والحصيلة الصافية للأثر الاقتصادي للتبغ هي تعميق الفقر، خاصةً مع ارتفاع معدل استهلاك التبغ بين الفقراء حتى تجاوز معدل تعاطي الأغنياء في معظم البلدان، وأنه بالرغم من أن استهلاك التبغ مشكلة صحية كبرى، لكنها تعد أيضا واحدة من أهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، حيث إن استهلاك التبغ يزيد من الفقر بسبب الإنتاجية المفقودة والعائدة إلى المرض والوفاة المبكرة.
ومن الجدير بالذكر أن مصر خطت عدة خطوات في اتجاه مكافحة وباء التبغ، وربما كان أهمها التوقيع والتصديق على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2005، ومنذ ذلك الحين يتزايد الدعم السياسي لمكافحة التبغ يوماً بعد يوم وتتخذ الحكومة خطوات نشطة من أجل مكافحة التبغ ومنها تطبيق المسوحات القومية لرصد حجم المشكلة على المستوى القومى مثل المسح العالمى لاستهلاك التبغ بين البالغين GATS 2009-1010 والمسح المتدرج للأمراض غير السارية STEPwise survey 2011-2012، بالإضافة إلى التحذيرات الصحية على علب السجائر؛ سواء المكتوبة أو المصورة.
كما قامت الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتطبيق مجموعات من هذه التحذيرات المصورة وتحديثها دورياً، كذلك الحظر الكامل للإعلان المباشر عن منتجات التبغ في وسائل الإعلام , وأيضا رفع ضريبة التبغ أربع مرات في مدة ثلاثة أعوام تقريباً حتى بلغت الضريبة المفروضة 74٪ من سعر التجزئة.
وأوضح الوزير أن مصر لم تقف عند هذا الحد ولكن هناك خطة موضوعة بخطوات محددة لاستكمال السعي نحو تحقيق أهدافنا بالحد من استخدام التبغ لأدنى مستوياته، وتتمثل هذه الخطة في إنفاذ القانون وتعزيزه ونشر ثقافة أماكن خالية من التدخين 100٪، الاستمرار في تطبيق التحذيرات الصحية بصورة أقوى وحظر الإعلان غير المباشر والإعلان عن آليات مقاومة تجارة التبغ غير المشروعة من خلال خطط تعاون بين قطاعات الدولة المختلفة وتعزيز نظم الترصد، والعمل على رفع الضريبة على منتجات التبغ بدرجة تتناسب مع معدل التضخم للحد من الاستهلاك، كذلك دعم خدمات الإقلاع عن التدخين في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وأخيراً إيجاد الأدلة العلمية من خلال البحث العلمى المستمر في هذا المجال.