«زي النهاردة».. وفاة السياسي الفييتنامي لي دوك ثو 13 أكتوبر 1990

كتب: ماهر حسن الإثنين 13-10-2014 07:27

ولد لي دوك ثو، سياسي ومحارب فيتنامي، وهو مؤسس الحزب الشيوعي في الهند الصينية، الحزب الذي أدى دوراً بارزاً في قيادة المقاومة للاستعمارين: الفرنسي والأمريكي، في 14 أكتوبر 1911 وتوفي «زي النهاردة» في 13 أكتوبر 1990.

وتولى مسؤولية تنظيم المقاومة في جنوبي فيتنام، وفي الوقت نفسه،فاوض هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي وقاد البعثة الفيتامية بين 1968 و1973 لمفاوضة الأمريكيين في محادثات باريس للسلام وتوصل معهم إلى وقف إطلاق النار وإلى سحب القوات الأمريكية وقد رفض جائزة نوبل للسلام، بسبب إشراكه وهنري كيسنجر فيها، مكافأة لهما على التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار، في يناير 1973، وكذلك احتجاجاً منه على بقاء مباحثات السلام في فيتنام حبراً على ورق.

وكان في أكتوب 1966 قد أعلن ممثلو الولايات المتحدة وحلفائهم المشاركين بجنودهم في الحرب كأستراليا ونيوزيلاند وتايلند وكوريا الجنوبية والفلبين في مانيلا استعدادهم للانسحاب من فيتنام بعد ستة أشهر إذا ما خرجت فيتنام الشمالية من الحرب، وهو إعلان رفضه الشماليون ولم تثمر دعوة الرئيس الأميركي جونسون الزعيم السوفياتي كوسيجين إلى الضغط على هانوي لتنهي الحرب حين التقيا في يونيو 1967 بل ظلت نيران الحرب مشتعلة، فما كان من الرئيس جونسون إلا أن أعلن عزمه زيادة الجنود الأميركيين في فيتنام ليصل عددهم عام 1968 إلى 525 ألفا، كما أصبح القصف الأميركي للمواقع الشمالية قاب قوسين أو أدنى من الحدود الصينية.

ولم تنفع سياسة العصا والجزرة مع الفيتناميين، حيث لم تردعهم هجمات الولايات المتحدة المتكررة وقصفها المتواصل كما لم تغرهم دعوات الرئيس جونسون للتفاوض، فظلت الحرب مشتعلة وعدد الضحايا في ازدياد وظلت المعارك خلال الحرب الفيتنامية تدور في الجبال، وهي إستراتيجية اتبعها الفيتناميون المتكيفون أصلا مع الأوضاع الطبيعية والمناخية الصعبة. وفي 1968 أطلق الجنرال الفيتنامي ما عرف بهجوم «تيت» (وهو اسم السنة القمرية الفيتنامية التي يحتفل بها منتصف فبراير من كل سنة) على مجموعة عمليات عسكرية شديدة استهدفت أكثر من مائة هدف حضري.

وقد استطاع الثوار أن يتغلغلوا في الجنوب حتى بلغوا عاصمة الجنوب سايغون فتعرض الأميركيون للهجوم.ومع أن الثوار الفيتناميين فقدوا حوالي 85 ألف شخص فإن التأثير النفسي للمعارك كان بالغ الأثر على الولايات المتحدة إلى أن ظهرت دعوات أمريكية مكثفة لوقف الحرب وعمت المظاهرات المدن الأميركية وارتفعت الحملات الصحفية، وازدادت قوة الدعوة المطالبة بإيقاف الحرب لما نشرت وسائل الإعلام الأميركية الممارسات البشعة واللاإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين العزل وفي 31 مارس 1968 أعلن الرئيس جونسون وقف القصف الأميركي لشمال فيتنام، كما أعلن في نفس الوقت تقدمه لولاية رئاسية ثانية ولم نصل إلى منتصف مايو من نفس السنة حتى بدأت المفاوضات بين الفيتناميين والأميركان في باريس ولم يصل ريتشارد نيكسون إلى رئاسة الولايات المتحدة عام 1969 حتى أعلن أن 25 ألف جندي أميركي سيغادرون فيتنام في أغسطس 1969، وأن 65 ألفا آخرين سيجري عليهم نفس القرار في نهاية تلك السنة.

غير أنه لا الانسحاب الأميركي من فيتنام ولا موت الزعيم الشمالي هوشي منه يوم 3 سبتمبر 1969، أوقفا الحرب الضارية فمفاوضات باريس واجهت تصلبا لفيتناميا حيث طالب الفيتنامييون بضرورة الانسحاب الأميركي التام كشرط أساسي لوقف إطلاق النار ومع ما تكبدته أميركا من خسائر بشرية ومادية، ظهرت في الشارع الأميركي دعوة إلى إنهاء الحرب الفيتنامية.

وتمثلت تلك الدعوة في المظاهرات المكثفة التي عمت المدن الأميركية وفي الحملات الصحفية. وازدادت قوة الدعوة المطالبة بإيقاف الحرب لما نشرت وسائل الإعلام الأمريكية الممارسات البشعة واللاإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين.

ومن أشهر تلك المظاهر الوحشية إبادة الملازم الأميركي وليام كالي للمدنيين العزل في قرية لاي عام 1968، وقد تمت محاكمته عسكريا عام 1971.

وفضحت الصحافة الأمريكية الممارسات اللا إنسانية للأمركيين في فيتنام وبخاصة جريدة نيويورك تايمز وفي 25 يناير 1972 أعلن الرئيس نيكسون طبيعة المفاوضات الأميركية الفيتنامية وما قدمته الإدارة الأميركية بشكل سري للفيتناميين، كما كشف اللثام عن مخطط جديد للسلام مكون من ثماني نقاط بينها إجراء انتخابات رئاسية في الجزء الجنوبي من فيتنام.

أما فيتنام الشمالية فكان مخططها للسلام يقوم على ضرورة تنحي الرئيس الفيتنامي الجنوبي «تيو» عن السلطة كشرط أساسي للسلام، والامتناع عن تسليم الأسرى الأميركيين إلا بعد تنازل الولايات المتحدة عن مساندة حكومة سايجون.

ثم قامت فيتنام الشمالية يوم 30 مارس 1972 بهجوم كاسح نحو الجنوب داخل منطقة «كانج تري» متجاوزة بذلك المنطقة المنزوعة السلاح، وكان رد الفعل الأميركي مزيدا من القصف الجوي وفيما كانت الحرب تشتعل بدأت المفاوضات السرية بين الطرفين، حيث اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي يومها هنري كيسنجر بمندوب فيتنام الشمالية دوك تو ومع تجدد الأمل في الوصول لحل نهائي

وفي محاولة للضغط على الفيتناميين وكسب انتصارات ميدانية تقوي من موقفه، أمر الرئيس نيكسون يوم 17 ديسمبر 1972 بقصف هانوي وهايبونج وفقدت أميركا 15 من هذه الطائرات كما فقدت 93 ضابطا من سلاح الطيران الأميركي وأعلن في 23 يناير 1973 عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 28 من نفس الشهر.