على مساحة تمتد لـ 6500 متر مملوكة لهيئة الطاقة النووية التابعة لوزارة الكهرباء ينتصب عدد من الأبنية المتجاورة ذات الطابق الواحد، داخل أراض جرداء تخلو من أى أثر لمشروع الطاقة النووية سوى لوحة توضيحية للهيئة الهندسية للقوات المسلحة داخل هذا المشروع، بمسؤوليتها عن الإشراف على شركة العلمين إحدى شركات المقاولات العامة المصنفة كإحدى الشركات فى الدرجة الثانية التى يمتد تاريخها فى عالم المقاولات إلى 15 عاما، ومالكها هو فرج شطيب أحد المنتمين لإحدى القبائل داخل محافظة مطروح.
حمدى الغريب وهو المهندس المسؤول عن تنفيذ كافة وحدات الإعاشة للمهندسين المسؤولة عن تشغيل المحطة النووية، والمنتدب من شركة العلمين التى اختصتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتنفيذ المشروع تحت إشرافها أكد على انتهائهم من تنفيذ مايقارب 80 فى المائة من حجم الأعمال التى بدأ العمل فيها من شهر مايو وتنتهى فى شهر نوفمبر العام الجارى، مشيرا إلى أن حجم الأعمال فى هذا المشروع لاتقل عن 20 مليون جنيه فى المرحلة الأولى التى سيصل فيها عدد الوحدات إلى 20 وحدة سكنية بنظام الفيلات وستشمل هذه الوحدات ورش صيانة للمعدات المستخدمة فى المحطة وأنه توجد 3 شركات تنشئ المبانى الإدارية والجراجات جنبا إلى جنب شركته.
يبتعد هذا المشروع عن البوابة الرئيسية لمدينة الضبعة بمقدار 500 متر، ويتولى الإشراف عليهم أفراد تابعون للقوات المسلحة بصفة مستمرة، يقول الغريب «شركة المقاولات تتعامل مع الهيئة الهندسية فى كافة الأمور الفنية والمادية وذللك لأن دور وزارة الكهرباء كان مقصورا على تسليم الأرض المملوكة لها إلى القوات المسلحة»، مشيرا إلى مراعاة الهيئة الهندسية فى اختيارها شركة العلمين للأبعاد الاجتماعية لكون المسؤول عنها هو أحد المنتمين لقبيلة بمرسى مطروح ذلك جنبا إلى جنب لقدرتها المالية والفنية المعروفة عنها فى أعمالها.
تنقسم المساحة إلى 3 أجزاء وفق الخريطة المرسومة للمشروع، حيث سيتم تأسيس 8 مفاعلات نووية بالجزء الشرقى، وعدد من الملحقات الإدارية والهندسية والفنية ومكاتب الإعاشة والإقامة الخاصة بالمهندسين المشرفين على تنفيذ المحطات النووية فى الجزء الغربى والثلث المتبقى للأرض التى تم تعويض المتضرريين بها.
على بعد 5 كيلومترات من المقر الرئيسى لوحدات الإعاشة للمهندسين بالمحطة النووية، يقع الموقع المقترح للمفاعل النووى وتغيب فيه أى أعمال للشغل أو تواجد للعمال أو شركات تتولى تنفيذ إجراءات إنشائية أو أعمال حفر، يقول «الغريب» إن هذه الأراضى مملوكة للقوات المسلحة وتتولى الإشراف عليها الهيئة الهندسية التابعة لها، ولم يتم إسناد الأعمال داخلها لشركة من الشركات، مؤكدا أن الأعمال داخلها ستكون ضمن المرحلة الثانية التى سيتم البدء فيها بعد انتهاء المرحلة الأولى لاستكمال هذا المشروع والتى تعتبر أهم المراحل.
150 عاملا هو عدد العاملين الذين يعملون فى الإنشاءات الخاصة بمساكن الإعاشة، يقول «الغريب»: «إن هؤلاء العمال ينتمون لعدة محافظات، ويعملون فى ورديتين تحت إشراف مهندسى القوات المسلحة الذين يحضرون بشكل يومى لمتابعة آخر التطورات وحصر المبانى وتقييمها وفقا للمقاييس العالمية خصوصا فى المراحل الأخيرة التى وصلنا إليها من توصيل الكهرباء، مشيرا إلى أن التعامل المالى يكون بين شركتهم والهيئة الهندسية وليس وزارة الكهرباء التى كان دورها مقصورا على امتلاك الأرض فقط».
محمد سعيد صالح أحد كبار عائلة «أبوشكارة» بمدينة الضبعة يؤكد أنهم ينتظرون تأسيس هذا المشروع منذ 30 عاما وإنهاء كافة المشاكل المتعلقة به من إجراءات تعويض للمتضرريين، مؤكدا أنهم اطلعوا على كافة الخرائط قبل بداية الشغل والتى أوضحت استعدادات كبيرة لتأسيس منشآت بدرجة عالية من الجودة مؤكدا أن 30 عاما كانت فيها الأرض فاضية وعلينا تعويضها بتأسيس محطة نووية على شاكلة تجارب دول أخرى مثل الهند.
فى منتصف شهر يناير لعام 2012 اقتحم أهالى الضبعة المحطة النووية وقاموا بتخريب سور المحطة الممتد لمسافة تصل إلى 12 ألفا و300 فدان ويصل ارتفاعه لـ 2 متر وتعلوه أسلاك شائكة وأبراج حراسة، يقول صالح «إن أهالى الضبعة يعيشون فى مشاكل دائمة بعيدا عن أى اهتمام من قبل الحكومة المصرية من أبرزها أن أبناءهم لايتم قبولهم فى الكليات العسكررية خلال الفترة الماضية»، مؤكدا أنهم انتهوا إلى القبول بالحل الأمثل لهذه المشكلة وتم إرضاء كافة الأطراف عبر وساطات متعددة لينتهى الأمر ولن يعود أحد لإثارة الأزمات والمشاكل من جديد لنجاح القوات المسلحة فى تحقيق العدل بينهم ومراعاة التقاليد والبعد الاجتماعى فى هذه المشكلة.
من جانبه أكد الدكتور إبراهيم العسيرى خبير الطاقة النووية أن منطقة الضبعة هى أفضل موقع لإقامة المحطات النووية على مستوى العالم، واستغرقت دراسات اختياره نحو 30 عاما وأن مصر خسرت نحو 522 مليار دولار نتيجة تأخر تنفيذ المشروع، مشيرا إلى أن إنشاء محطة نووية بالضبعة له جدوى كبيرة نظرا لمحدودية مصادر الغاز والبترول وترشيد استخدامه وعدم إمكانية الاعتماد فقط على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لأسباب فنية واقتصادية وبيئية.
وأكد حمدى حفيظ الجميعى، رئيس رابطة شباب الضبعة أن «كافة الأمور تسير بشكل سليم بعد الانتهاء من كافة الإشكاليات التى كانت تقف عائقا أمام تنفيذه مؤكدا أن احتواء القوات المسلحة واستيعابهم عادات وتقاليد القبائل فى مطروح ساعد على تحريك الأمور الى الأمام بشكل كبير».