رسائل نادرة.. رأفت الهجان يطلب العفو.. وكاسترو: «ابعت لي 10 دولار» (صور)

كتب: أحمد حمدي الخميس 09-10-2014 23:34

رسائل ورقية تحمل عطر وكلمات، تحفظ أحداث الزمان والذكريات، يطول انتظارها أيامًا وأحيانًا شهور، حتى يهل رجل أخيرًا بالجوابات، ساعي بريد سمي، ومهنته نقل مشاعر وطلبات، كتبت بخط اليد على بضع ورقات.

ويحل اليوم العالمي للبريد في الـ9 من أكتوبر، تلك المهنة، التي يعود تاريخها إلى عصر الفراعنة عام 2000 ق.م، لعبت دور الوسيط في إيصال رسائل تاريخية بين عشاق ومحبين، زعماء وقادة وأساتذة وتلامذة.

في التقرير التالي نلقي الضوء على أبرز وأشهر الخطابات التاريخية بخط اليد بين المشاهير في العالم.

نص رسالة من القائد الفرنسي نابوليون بونابرت لحبيبته جوزيفين (1795):

«أستيقظ من نومي أفكر فيكِ. صورتك وليلتنا المسكرة التي قضيناها بالأمس تركت حواسي في حالة اضطراب. جوزيفين الحلوة التي لا مثيل لها، ما أعجب تأثيرك على قلبي. هل أنت غاضبة؟ هل أراكِ حزينة؟ هل أنتِ قلقة؟.. روحي تتألم في حزن، ولا يمكن أن ترتاحي حبيبتي، ولكن هل لا يزال ينتظرني أكثر عند رضوخي للمشاعر التي تطغى على؟ إني أستمد من شفتيكِ، من قلبك، حب يستنذفني نارًا. آه لقد أدركت بشكل كامل البارحة كم تعطي صورتك انطباعًا خاطئ عنكِ.

ستغادرين في الظهيرة، وسأراكِ خلال ثلاث ساعات.

وحتى حينها، لكِ ألف قبلة لكن لا ترديها ولا حتى واحدة، لأنهم سيشعلون النار في دمائي.»

نص رسالة من الموسيقار الألماني، لودفيج بتهوفن، لحبيبته المجهولة (1812):

«صباح الخير يوم 7 يوليو

حتى في سريري كل أفكاري تتجه إليكِ، حبي الخالد، انتظر بسعادة هنا وهناك، وبحزن كذلك، القدر إذا ما سيستمع لنا. يمكنني العيش فقط معك أو لا أعيش أبدًا. نعم، قررت أن أرحل بعيدًا جدًا حتى يمكنني أن أطير إلى حضنكِ، لأشعر أنني في موطني، فأرسل روحي مغلفة بروحك إلى عالم الأرواح. نعم، أندم، يجب أن أندم، ستتخطين كل ذلك بقدر ما تعلمي إخلاصي لكِ، أبدًا لن تملك واحدة قلبي أبدًا أبدًا.

يا إلهي لما يجب أن يرحل المرء عن من يحب، حياتي هنا في (W) بائسة، حبكِ جعلني الأسعد والأحزن في ذات الوقت، في سني هذا أحتاج بعض الاستمرار، الاستقرار في الحياة.. هل يمكن أن يتواجد ذلك في ظروفنا تلك؟

ملاكي، أسمع أن البريد يخرج كل يوم، لذا يجب أن أنتهي حتى يصلك جوابي سريعًا، اهدأي، أحبيني، اليوم وأمس، تدمع عيناي تشوقًا إليكِ، أنت – حياتي – كلي- وداعًا، استمري في حبي، ولا تشكِ في إخلاص قلبي أبدًا.

حبيبك

لودفيج».

نص رسالة الزعيم الهندي مهاتما غاندي لفوهرر ألمانيا أدولف هتلر (1939):

«صديقي العزيز،

ألح على الأصدقاء أن أكتب إليك من أجل الإنسانية، ولكني قاومت طلبهم، لشعوري بأن أي رسالة مني إليك ستكون وقاحة، لكن شيء ما يقول لي ألا أحسبها، وأن أوجه نداءي مهما كان قيمته.

من الواضح أنك اليوم الشخص الوحيد في العالم الذي باستطاعته منع حرب بإمكانها أن تقلل من الإنسانية لدرجة وحشية، هل يجب أن تدفع هذا الثمن من أجل شيء، مهما كان يبدو ثمينًا بالنسبة لك؟ هل ستستمع إلى نداء شخص تجنب عمدًا أسلوب الحرب، دون نجاح؟

على أية حال، أنتظر عفوك إذا ما كنت قد أخطأت في كتابتي إليك.

أظل صديقك المخلص.

غاندي»

نص رسالة من الزعيم الكوبي فيديل كاسترو (في عمر الـ12) إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (1940):

«السيد فرانكلين روزفيلت، رئيس الولايات المتحدة.

صديقي العزيز روزفيلت، لا أتحدث الإنجليزية بشكل جيد، لكني أعرف ما يساعدني أن أكتب إليك. أحب سماع الراديو، وأنا سعيد لأنني سمعت أنك ستظل رئيسًا لفترة جديدة. أنا عمري 12 عامًا، وأنا صبي ولكنني أفكر كثيرًا، ولكنني لا أعتقد أنني أكتب إلى رئيس الولايات المتحدة. إذا أحببت، اعطني ورقة بـ10 دولارات خضراء، في جواب، لأنني عمري ما رأيت ورقة دولار أمريكي خضراء من فئة 10 دولارات، وأحب أن أحصل على واحدة.

عنواني:

Sr Fidel Castro

Colegio de Dolores

Santiago de Cuba

Oriente Cuba

لا أعرف كثير من الإنجليزية، لكنني أعرف الكثير من الإسبانية، وأعتقد أنك لا تعرف كثير من الإسبانية، ولكنك تعرف كثير من الإنجليزية لأنك أمريكي، أما أنا فلست أمريكيًا.

أشكرك شكرًا جزيلًا

إلى اللقاء، صديقك

فيديل كاسترو

إذا أردت حديد لصناعة سفن الماشية سأريك أكبر مناجم على الأرض، هي في مياري أورينتي، في كوبا.»

نص أول رسالة من الجاسوس المصري رفعت الجمال (رأفت الهجان) إلى شقيقه سامي (جنيف 1960):

«شقيقي الحاج العزيز سامي،

تحياتي إليك وحرمك وأنجالك الكرام، من أعرفه ومن لم يسبق لي الحظ بمعرفتهم وبعد – مضى على الآن منذ رؤياك للمرة الأخيرة ما يقرب من خمسة أعوام ولست أدري كم من الأعوام ستمضي حتى أراك والأسرة الكريمة، ولكني رغم هذا لم أنسى أيًا منكم، فكلنا أخوة ولكل منا طريقه وطريقته في الحياة. وإني إذ أكتب إليك الآن أذكرك بالخير وأدعو الله لك بالتوفيق في طريق حياتك، راجيًا من الله أن يصبغ عليك الصحة الدائمة والسير الصواب في كل خطوة تنفذها في طريقك.

نعم يا عزيزي ولقد مضت على أيام وأشهر وأعوام وأنا أسأل نفسي هل أخطأت في الطريق الذي سلكته في الحياة وجائتني الإجابة دائمًا بسؤال، وهل كان في استطاعتي عمل شيء آخر أو إتخاذ طريق أخرى؟ إنني لست نادمًا على الطرق التي اتخذتها في الحياة، أو ما كانت هذه العبرة في الحياة لتأتيني من المدرسة أو المدرسين، فالإنسان يحيا حياة واحدة وليست إثنين، ولكن الله جل شأنه كان ولم يزل دائمًا عوني الأوحد، فبعد أن سد الطريق الصالح أمامي وكتب على الشقاء والمؤاساة، سمع نداء توبتي وعودتي إلى الطريق الأصلح فلبى ندائي ووفقني لطريق فيه أمرين، المغامرة والمقامرة بأغلى شيء في الوجود، وتيسير عيشه سعيدة هانئة وإن لم تكن مطمئنة.

فلإن صفح عني الله جل جلاله! هل لك يا سيدي في الصفح عني؟ وذكري بالفخر لأبنائكم ولكل من يسألك عني. أتعشم ذلك. ختامًا يا عزيزي تقبل مني ألف تحية وسلام على زوجك وأنجالك.»

رسالة الرئيس الأمريكي السابق، جيرالد فورد، وأولاده إلى زوجته، بيتي فورد، بعد مرضها بسرطان الثدي (1974):

«الأم العزيزة،

لا تستطيع الكلمات المكتوبة أن تعبر عن حبنا العميق. نعرف كم أنتِ رائعة، ونحن، الأب والأولاد، سنحاول أن نبقى أقوياء مثلك، إيماننا بك وبالله سيحفظنا، حبنا لكي أبدي.

سنبقى بجانبك بحبنا لأم رائعة.

جيري»

نص رسالة الشاعر نزار قباني (من لندن) إلى الشاعر كريم العراقي (1996):

«كريم أيها الشاعر الجميل..

حين وصلتني رائعتك( موال الغربه) دخلت المطبخ،وضعت شايًا(أبوالهيل) وجلست مع استكانه الشاي وأمامي بلقيس وشعرها الطويل، الذي كان يغطي المآذن والقباب وأشجار النخل في حي السفينه بالأعظميه.

ثم بحثت عن (سمك مسقوف) لدي البقالين الإنجليز، ولكنهم قالوا أنهم لايعرفونه، رغم أنهم استعمروا العراق عشرات السنين. ثم ركضت ورائ أيامي في نادي العلوية، ونادي المنصور، والجسر المعلق، ومقامات النجف، وعبق البهارات في الشورجه، وأعراس العصافير والقصب في الاهوار، وربيع الموصل، وأسد بابل، ورائحه الجبن الأشوري في أربيل.. هذه ليست قصيدتك يا كريم، إنها قصيدتنا جميعًا، نحن المنفيين في فضاء العالم، وليس معنا سوي حقيبه ملأى بالياسمين الدمشقي، والرازقي العراقي، وصورنا(التي كانت تتوسط البيت)، ونسخ قديمه من( طفوله نهد) و(الرسم بالكلمات) و(قالت لي السمراء)، ونسخه من قصيدتي(إفاده في محكمه الشعر)، التي ألقيتها في بغداد عام 1969، وحين سيغني كاظم (الساهر): وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد إلى الصين.. يكون قد أكمل سمفونيه الحزن، وأعطانا مفاتيح بيوتنا، التي ضاعت هنا منذ سقوط غرناطه.. ابق مزروعًا يا كريم على شفتي «كاظم الساهر» واكتب لنا دائمًا أحاسيسنا، وأحلامنا، بأسلوبك الطفولي الجميل..

نزار قباني».