أصبح من المعتاد أن تُعرض في موسم العيد أفلام خفيفة يقوم ببطولتها أسماء معينة من الفنانين والمطربين الشعبيين وبعض الراقصات، مثل محمد رمضان وكريم محمود عبدالعزيز وسعد الصغير وبوسى وصافيناز، وتحقق هذه النوعية إيرادات كبيرة خلال أيام العيد.
وبينما أكد بعض السينمائيين والنقاد أن هذه النوعية مرتبطة بجمهور في مناطق معينة وفى سن معينة، وتهدف للترفيه فقط، اعتبرها البعض الآخر فرصة جيدة لتحقيق الرواج في ظل أزمة السينما المصرية.
قال السيناريست هانى فوزى: «هذه الظاهرة انتشرت عندما تم تقديم مجموعة معينة من الممثلين في فيلم ما وحقق إيرادات كبيرة في أحد الأعياد، وهذا ما يفعله السبكى دائما، حيث يتكرر تواجد هؤلاء الممثلين في الاعياد لأن جمهور العيد له طبيعة معينة، وسن معينة ربما لا تزيد على 21 سنة، وهو الذي يفضل هذه النوعية، كما أننا نستطيع أن نحدد المنطقة التي تميل لهذه الأفلام حيث تنتشر بشكل أكبر في سينمات وسط البلد أكثر من المولات».
واشار فوزى إلى أن صناع هذه الأفلام يستغلون فرصة العيد لتحقيق إيرادات كبيرة في 4 أيام، لأنهم لو عرضوا فيلمهم في أيام عادية لن يحقق نفس الإيرادات، موضحا أن تكرار التجربة لا يؤكد نجاحها أو جودتها، لأنها ليست أكثر من مشروع تجارى حقق أرباحا، وليس مهما عند صناع هذه الأفلام هل هي جيدة أو تفيد الناس أو ترتقى بالسينما أم لا، معتبرا الموضوع كله تجاريا بحتا وليس له علاقة بالفن.
وقال المنتج محمد العدل: «أعتقد ان الجمهور هو السبب في وجود هذه الظاهرة، فلو كان لدينا فيلم بطولة أي من هؤلاء الممثلين وكلهم محترمون، فطالما ان الجمهور لا يذهب لمشاهدتهم سيقدمون أفلاما أخرى، والمشكلة ليست في النجوم لانه زمان كان النجم يقدم 12 أو 13 فيلماً في السنة، ومن الممكن أن يصور 4 أو 5 افلام في نفس الوقت، القضية ليست في تكرار الفنانين، ولكن في النوعية التي يتم تقديمها في العيد».
وأضاف العدل: «مش فاهم ليه افلام العيد لازم تكون تافهة، أو بالشكل الذي نراها عليه، بدليل أن (الفيل الازرق) فيلم مختلف ونجح في عيد الفطر، ولم يتقيد بمقاييس افلام العيد، وطول ما الجمهور بيروح الافلام دى المنتجين مش هيبطلوا ينتجوها وستلقى الرواج وستتواجد باستمرار، لان الجمهور هو الذي يحكم على هذه النوعية وهؤلاء الفنانين بالاستمرار من عدمه، فلو قدمت فيلما لنجم النجوم ولم يشاهده أحد بالتأكيد لن أنتج له مرة أخرى، وهؤلاء الممثلون الموجودون في موسم العيد عندما تمت تجربتهم ونجحوا لم يفرضوا انفسهم، فالممثل يفرض نفسه من خلال السوق».
وقال المخرج سامح عبدالعزيز: «أنا مشاهد بصرف النظر عن انى سينمائى، ارى أن هذه الظاهرة عادية وليس فيها مشكلة، لاننا في أشد الحاجة لإنتاج افلام جديدة، لكننا للاسف نجرى وراء الظواهر ولا نبحث عما يفيد الصناعة نفسها، وياريت نسيب الناس تشتغل، ويكون لدينا مئات الافلام والنوعيات مثل الرعب والخيالى والرومانسى، فنحن أصبحنا مثل ايران، ليس عندنا حرية ولا سينما ولا صناعة».
وأضاف عبدالعزيز: «لو مش عاجبنا فكرة من الأفضل نرد عليها بفكرة، ولو مش عاجبنا فيلم نرد عليه بفيلم أفضل منه»، ومثل هذه النوعية من الأفلام الخفيفة التي تعرض في العيد وأستمتع بها، أشاهد أيضا أفلام ألباتشينو، ولا أعرف لماذا أصبحنا مكسوفين من مصريتنا، فهذه الأفلام تقدم جزءا من الواقع، وفيلم مثل «عنتر ولبلب» كان به ضرب أقلام ورقص وأغانى، وفى فترة من الفترات كان شفيق جلال يظهر مع سعاد حسنى في الأفلام، فهذه النوعية موجودة من زمان وليست اختراعًا.
وتابع: «أنا عملت مع السبكى وهو يمتلك مؤسسة تقدم كل النوعيات، ويكفى أنها ساعدت على تشغيل السينما والمبدعين وقدمت فنانين، وأقول لمبدعى السينما ومن ينتقدون هذه النوعية انزلوا وصوروا أفلاما حتى ولو بالموبايلات بدلا من الجلوس مثل عواجيز الفرح، الذين لا يملكون شيئا سوى الفشل والكلام عن زملائهم، كما أنه ليس مطلوبا من كل الافلام ان تقدم (حكم ومواعظ)، وليس هناك مانع أن أشاهد فيلماً (يبسطنى) يكفى كلاما لأنه حتى نيجيريا أصبحت تنتج ألف فيلم في السنة».
من جانبه، قال الناقد طارق الشناوى: «من الواضح أن المنتجين بيستسهلوا، لأن مجموعة الأبطال الموجودين في هذه الأفلام أجورهم قليلة، إلى جانب أنهم عندما قدموها حققت مردودا شجع المنتج على تكرار التجربة، ولو فكرنا في الأمر بمعناه الواسع طالما نتكلم عن عرض وطلب، فسنجد أن في الموضوع جزءا يتعلق باختيارات الجمهور، وبالتأكيد هناك أرقام تقول إن صافيناز مثلا تحقق جذبا لنوعية معينة من الجمهور، لكن سيأتى وقت ستختفى فيه هذه الظاهرة بناء على طلب الجمهور باستثناء محمد رمضان، لأنه الوحيد وسط هذه المجموعة الذي يمكن اعتباره نجم شباك».
وأضاف الشناوى: «المجموعة الموجودة كل سنة ليس بينهم ممثل يمكن اعتباره قوة ضاربة بمفرده، وهذا يحدث منذ سنوات طويلة، فمثلا أحمد عدوية كان في فترة يقدم 8 أو 9 أفلام في السنة، وكان يظهر في أفلام مع حسين فهمى أو ميرفت أمين حيث كان يعتبره المنتجون تميمة النجاح، ونستطيع أن نقول إن الرهان على فنان معين من عمر السينما يعتبر تركيبة القطاع الخاص».
وقالت الناقدة ماجدة موريس: «أصبح هناك ارتباط بين نوعية الأفلام التي يتم تقديمها في العيد وبين هؤلاء الممثلين، لأن افلام العيد لها تركيبة تجارية وتهدف للترفيه أكثر من ميلها نحو العمق، لذلك تعتمد على الراقصات والمطربين الشعبيين والممثلين أصحاب الإفيهات، وأعتقد أن هناك من يقصد تقديم هذه النوعية في العيد بغرض الترفيه عن الناس، وبالطبع أصبح لهذه النوعية فرسانها، إلى جانب رغبة المنتج نفسه الذي يعرف أن لها جمهورا يحبها».
وأضافت ماجدة: «هذه النوعية لها جمهور يأتى لمشاهدتها وهذه الأفلام وأصبحت من مظاهر العيد مثل (البمب) والصواريخ والذهاب للحدائق».