هنا «الرهاوى».. هنا تباع المياه فى «قرية السقايين»

كتب: محمود البرغوثي السبت 21-07-2012 23:47

 

«إحنا أغرب بلد فى الدنيا، حفرنا الآبار الجوفية فى كل صحارى مصر بإيدينا، وبرضه مفيش عندنا مية حلوة، والغريب إن المسؤولين فى مصر كلها يعرفوا قصة بلدنا، اللى بتتباع فيها الميه، رغم أن أهلها سقايين»... ذلك كان جزءاً مهماً من القصة التى رواها عدد من أبناء قرية «الرهاوى»، التابعة لمحافظة الجيزة، لـ«المصرى اليوم» فى صحراء وادى النطرون.

استراحة الغداء جمعت عددا من شباب القرية فى إحدى المزارع الصحراوية، هم: «سعيد السيد، ومحمد أبوحليمة، ويحيى الشرقاوى، وهشام عربى، والدسوقى الفقى»، وجميعهم من العاملين فى مجال حفر الآبار الجوفية لأغراض الزراعة، وهى المهنة التى يعيش عليها أهل هذا البلد منذ أكثر من 100 عام. يتألم «سعيد السيد» ويتعجب من الإهمال الذى تتعرض له قريته، ويشعر معه بمرارة العيش، فلا يخلو بيت من بيوت القرية من أمراض الكلى والكبد، وبنسب تجاوزت الحد الحرج، وبسبب تلوث مياه الشرب المستخرجة أيضا من الآبار الجوفية.

يشاركه زميله «الشرقاوى» فى أن طوابير مياه الشرب فى قريتهم تثير الدهشة، فالمحطات التى أنشئت بالجهود الذاتية أمام 5 مساجد فى القرية تشهد الكثير من المشاجرات النسائية يوميا، بحيث تقف كل منهن لأكثر من ساعتين لتحصل على «طشت ميه»، «ولازم يكون معاها البون».

«دسوقى الفقى» يشرح قصة «البون»، فيقول: «هذه المحطات عبارة عن مجموعة فلاتر تفصل الشوائب من المياه، وبذلك النظام تحصل كل سيدة على (بون) بسعر جنيه فقط تمتد صلاحيته أسبوعًا كاملاً، يمكنها من الوقوف فى الطوابير مرة واحدة يوميا». أما «هشام عربى» فيقول: «يمنع على الرجال الوقوف فى هذه الطوابير»، «عيب على الراجل إنه يشيل ميه فى بلدنا»، ويعلق «محمد أبوحليمة» على كلام صديقه: «الرجال الأصحاء فى الرهاوى لا يتواجدون فى القرية معظم أيام الأسبوع، لأنهم يعملون فى فرق حفر الآبار فى الصحارى، وهذا العمل يتطلب مواصلة الدوام لمدة 11 يوماً على الأقل».