بالصور والفيديو.. لغز اختفاء الزعيم في كوريا الشمالية

كتب: فاطمة زيدان الخميس 09-10-2014 16:40

3 سبتمبر 2014، هو تاريخ آخر يوم ظهر فيه زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في الحياة العامة في البلاد، حيث تغيب بعدها عن عدة فعاليات، رفيعة المستوى، وهو ما أثار عدة شائعات، وبعد مرور أكثر من شهر على اختفائه، فإن الغموض مازال يكتنف مكان وجود الزعيم الشاب.

وبسبب السرية التي تحكم بيونج يانج، حيث يصفها وليام كيلور، أستاذ العلاقات الدولية والتاريخ في جامعة بوسطن الأمريكية، بأنها «الدولة الأكثر غموضاً في العالم»، فإنه لا أحد يملك معلومة مؤكدة عن مكان كيم، ولكن هناك العديد من التكهنات، فالبعض يشير إلى كونه تحت الإقامة الجبرية بعد انقلاب عسكري، فيما يفسر آخرون الأمر بأنه مريض وذلك لأنه شوهد وهو يعرج بشكل واضح في آخر ظهور له، بينما يؤكد البعض أنها مجرد «مناورة دبلوماسية» تنتهجها الدولة الشيوعية.

ولم يتغيب الزعيم الكوري الشمالي عن المناسبات الرسمية منذ خلافته لوالده كيم جونج إيل في ديسمبر 2011، ولكنه تغيب مؤخراً عن يوم ذكرى تأسيس الجمهورية، وجلسة البرلمان الذي ينعقد فقط مرتين في السنة للموافقة على قرارات الحزب الحاكم.

وفي أواخر الشهر الماضي، قالت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية إن كيم يعاني من «عدم الراحة» ولكنها لم تذكر المزيد من التفسير لغيابه، ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن مصادر لم تسمها، قولها إنه «يعاني من النقرس ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم»، فيما أكد مسؤولون، رفيعو المستوى، في وقت لاحق، أن كيم بصحة جيدة.

وترى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية، أنه «إذا لم يكن وريث العرش الشيوعي مريضاً، فإنه سيكون ميتاً، على الأقل سياسياً».

وأدى ذهاب وفد من المسؤولين الكوريين الشماليين، رفيعي المستوى، برئاسة كيم يانج جون، الرجل الثاني في النظام، الأسبوع الماضي، في زيارة نادرة للغاية لكوريا الجنوبية لحضور حفل اختتام دورة الألعاب الآسيوية، إلى تغذية التكهنات بحدوث انقلاب عسكري.


ويرى رمكو بروكر، أستاذ الدراسات الكورية في جامعة ليدن، في هولندا، أن اختفاء كيم يشير إلى تغير السلطة داخل النخبة الكورية الشمالية، ووضعه تحت الإقامة الجبرية.


من جانبها، نقلت وكالة «رويترز» عن عدد من المحللين السياسيين المتخصصين في الشؤون الكورية قولهم إن اختفاء الزعيم الشاب وزيارة وفد رفيع إلى كوريا الجنوبية يمكن تفسيرهما بسهولة على أنهما أساليب دبلوماسية تنتهجها بيونج يانج بهدف تشتيت وإضعاف الضغوط الدولية بشأن برنامجها للأسلحة النووية وسجلها في مجال حقوق الإنسان فضلاً عن الدعاية للاستهلاك المحلي.

فيما تؤكد مؤسسة فكرية يديرها بعض المنشقين في كوريا الشمالية أن شقيقة كيم الصغرى، كيم يوج يونج، هي من تقود الحكومة الآن. وتشير صحيفة «إندبندنت»، البريطانية إلى قول مسؤول عسكري منشق، الشهر الماضي، إن «كوريا الشمالية في خضم حرب أهلية، وإن الأمور ليست على ما يرام داخل القصر الحاكم».

وأكدت الصحيفة أن «ما يحدث في البلاد يوحي بأن هناك محاولة انقلاب، أو أن السلطات اكتشفت مؤامرة ضد القيادة»، محذرة من أنه «في حال أن هناك انقلاباً بدعم من المؤسسة العسكرية، فإن الوضع في بيونج يانج سيكون خطيراً للغاية».

ويتزامن الجمعة، 10 أكتوبر، مع الذكرى الـ69 لتأسيس حزب العمال الحاكم، وهي الاحتفالية التي لا يتغيب عنها الزعيم الشاب، ولذا فإنها ستكون محط أنظار الشعب الكوري الشمالي حيث إن عدم ظهوره سيؤكد وجود مشكلة فعلية في القصر الحاكم.