تتجه أنظار وعشاق الملايين من كرة القدم صوب استاد الكلية الحربية عند العاشرة مساء الأحد، لمتابعة المواجهة المهمة والمرتقبة بين الزمالك والأهلى فى الجولة الثانية لدورى المجموعات فى بطولة دورى رابطة أبطال أفريقيا والقمة الأفريقية السادسة بينهما.
يدخل الفريقان المباراة بأهداف وأمنيات مختلفة وفرص وحظوظ متباينة، فالزمالك صاحب الأرض لا بديل أمامه إلا الفوز لإنعاش آماله فى التأهل للدور نصف النهائى، فيما يسعى الأهلى لانتزاع النقاط الثلاث ليقترب بقوة من التأهل ومواصلة مشواره لإحراز اللقب.
يدخل الزمالك المباراة رافعاً شعار لا بديل عن الفوز لإحياء آماله فى المنافسة على إحدى بطاقتى التأهل للدور نصف النهائى خاصة بعد خسارته فى بداية مشواره أمام تشيلسى الغانى بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وفى حال انتزاع نقاط المباراة الثلاث ستعود المجموعة بأكملها لنقطة الصفر فيما تعنى الخسارة نهاية جيل بأكمله وتضاؤل فرصه فى مواصلة مشواره فى البطولة. يسعى أبناء الفانلة البيضاء لاستعادة الهيبة المفقودة وتصحيح صورتهم الباهتة التى ظهروا بها فى مباراة تشيلسى وتسببت فى فقدان اللاعبين الثقة بأنفسهم وكذلك الجماهير التى اعتصرت حزناً وتبخرت أحلامها باستعادة المجد الأفريقى أمام أخطاء ساذجة ولا مبالاة من الجميع.
يمثل اللقاء أهمية خاصة بالنسبة للجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة لأن الخسارة أو التعادل سيكتبان الفصل الأخير لمشوار المعلم مع القلعة البيضاء، ويعانى الفريق الأبيض من النقص العددى الحاد فى ظل غياب ستة من عناصره الأساسية فى مقدمتهم عمرو زكى وصلاح سليمان وشيكابالا للاستبعاد من قبل الجهاز الفنى، ورزاق وهانى سعيد للإيقاف وعمر جابر لرفض هانى رمزى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى التفريط فيه.
استعد أبناء الفانلة البيضاء للقمة بمعسكر أربعة أيام بمدينة نصر، وعمد الجهاز الفنى فى الأيام القليلة الماضية إلى تحفيظ لاعبيه بعض الجمل التكتيكية لتنفيذها فى المباراة وركز على الكرات الثابتة من خارج منطقة الجزاء التى أداها باقتدار الثنائى أحمد حسن ومحمود فتح الله.
وعقد شحاتة عقب إفطار السبت محاضرة فنية مع اللاعبين شرح خلالها خطة المباراة ونقاط القوة والضعف فى صفوف الأهلى وشاهد مع لاعبيه أجزاء من مباراة المنافس الأخيرة أمام مازيمبى الأنجولى، وركز المعلم على قوة خط وسطه بقيادة محمد أبوتريكة وبركات، مشيراً إلى أن إحكام السيطرة على منطقة المناورات «سيمنحنا السيطرة الكاملة على المباراة» كما حدد بعض نقاط الضعف فى خط دفاع المنافس وطالب اللاعبين بالتصويب من خارج منطقة الجزاء. وزار أعضاء مجلس الإدارة المعسكر لتحفيز اللاعبين، وطالبوهم بالهدوء والثبات الانفعالى طوال الـ90 دقيقة، وأكدوا لهم أن الفوز على الأهلى هو الخيار الوحيد لتجدد الآمال فى التأهل النصف النهائى، فضلاً عن التأكيد على أن المباراة تعتبر بطولة خاصة فى حد ذاتها خصوصاً أن آخر فوز حققه الزمالك كان فى موسم 2007 بهدفين.
ووضح من خلال التدريبات أن الفريق سيخوض اللقاء بخطة متوازنة تعتمد على الكثافة العددية فى وسط الملعب بوجود نور السيد وأليكسيس موندومو وإبراهيم صلاح وأحمد حسن إلى جانب استغلال طرفى الجنب عن طريق حازم إمام فى الجبهة اليمنى ومحمد عبدالشافى فى اليسرى وخصص المدير الفنى كلاً من الوافد الجديد حمادة طلبة ومحمود فتح الله لمراقبة عماد متعب وبركات. وينتظر أن يلعب الفريق بتشكيل مكون من عبدالواحد السيد فى حراسة المرمى وأمامه حمادة طلبة ومحمود فتح الله ومحمد عبدالشافى وحازم إمام ونور السيد وموندومو وإبراهيم صلاح وأحمد حسن وأحمد جعفر وعبدالله سيسيه. وفى المعسكر الأحمر، يدخل الأهلى المباراة بثقة عالية فى النفس نظراً لتفوق الفريق فنياً وتاريخياً على منافسه، ففى المنافسات الأفريقية بين الفريقين سبق للأهلى الفوز ثلاث مرات مقابل مرة واحدة للزمالك، وعلى الرغم من أن إجماع الخبراء هو أن التاريخ وحده لا يكفى إلا أن الأمور الفنية ترجح كفة الأهلى أيضاً، ويكفى اكتمال صفوف الفريق بكل عناصره الأساسية بعد شفاء كل المصابين وآخرهم محمد بركات مقابل النقص العددى فى صفوف المنافس.
ويرغب حسام البدرى المدير الفنى فى سطر مجد أدبى جديد له فى لقاءات القمة حيث لم يخسر أى مباراة له أمام الزمالك منذ توليه مسؤولية المدير الفنى وكانت آخر مباراة قمة له فى كأس مصر عندما فاز فريقه 3/1، كما سبق للبدرى أن واجه حسن شحاتة عندما كان مديراً فنياً لفريق إنبى، وفاز إنبى على الزمالك أيضاً فى الدورى العام.
استعد الأهلى بشكل طبيعى على الرغم من أهمية المباراة التى تعتبر نقطة فاصلة للفريق، ففى حالة الفوز يتبوأ الفريق قمة مجموعته ويقطع شوطاً طويلاً نحو التأهل لنصف النهائى، ولعب الأهلى مباراتين وديتين أمام الاتحاد السكندرى والداخلية وفاز فيهما، ودخل الفريق معسكراً مغلقاً لمدة 48 ساعة قبل المواجهة.
وينتظر أن يلعب الفريق بطريقة متوازنة خصوصاً أن التعادل يرضى الجهاز الفنى إلى حد ما وإن كان الفوز هو الهدف الأفضل.
ووضح من خلال التدريبات أن البدرى يعتمد على الهجوم من خال الجانبين، واستغلال حالة الضعف التى يعانى منها دفاع الزمالك خصوصاً بعد أن شاهد الجهاز الفنى مباراة الزمالك وتشيسلى الغانى ووضح خلالها مدى إمكانية اختراق الدفاع الزملكاوى سواء من الجانبين أو العمق.
ويعود وائل جمعة للمشاركة أساسياً بعد فترة طويلة من الغياب نتيجة الإصابة، وكلفه البدرى بمراقبة عبدالله سيسيه رأس الحربة الخطير.
كما تم توجيه تعليمات مشددة لحسام عاشور وحسام غالى بضرورة منع نور السيد من التسديد من خارج منطقة الجزاء حيث يجيد هذا الأمر مما يشكل خطورة حقيقية على مرمى شريف إكرامى. ولأن كل فريق يعتبر كتاباً مفتوحاً بالنسبة للآخر لم يحاول الجهاز الفنى فرض السرية على التشكيل الذى سيخوض به المباراة، وينتظر ألا يخرج عن كل من شريف إكرامى فى حراسة المرمى وأمامه وائل جمعة ومحمد نجيب، وفى اليمين أحمد فتحى واليسار سيد معوض وفى الوسط حسام غالى وحسام عاشور وأمامهما عبدالله السعيد ووليد سليمان ومحمد أبوتريكة وعماد متعب.