الصحافة اليابانية والصحافة المصرية

تعتبر الصحف اليابانية الأعلى توزيعا على مستوى العالم، فهناك 50 مليون نسخة تطبع وتوزع يوميا فى بلد تعداده 130 مليون نسمة، وهذا يعكس طبيعة الشعب اليابانى المولع بالقراءة التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياته.. يتم توزيع هذه الصحف عبر شبكة التواصل المنزلى بنسبة 95٪ من الصحف المبيعة والتى يصل عددها إلى 172.. هذا الكم الهائل من الصحف يعاد تصنيعه مرة أخرى حفاظا على البيئة وتقليلا من تكلفة إنتاج الورق، وكل الصحف تعتمد على إيراداتها ولا تحّمل الدولة الديون التى تتحملها الصحف المصرية التى يصل توزيعها لنحو المليون ونصف المليون، وذلك فى بلد تعداده 90 مليوناً!! وإذا نظرنا إلى القارئ المصرى خاصة شبابنا، فإنهم لا يهتمون بما يكتب عن قضايا الوطن سواء سياسية أو اقتصادية أو أدبية ومناحى الحياة المختلفة، فالقراءة بالنسبة لشبابنا لا تتعدى صفحات الرياضة والفن، والتى تفرد لها صحفنا أكثر من صفحة، وكذلك اهتمامهم بالكلمات المتقاطعة والسودوكو والأبراج أو البحث عن شقة من خلال الإعلانات!!.. فما بال شبابنا لا يقرأون ولا يبحثون، ونحن نعلق الآمال عليهم لإخراجنا مما نحن فيه؟! ولكن كيف يتحقق ذلك بعد أن تراجعت القراءة والثقافة ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى؟.. هل يمكن أن نبدأ بكل ما انتهى إليه الآخرون من وسائل التقدم والرقى؟

محمود الراوى - القاهرة