القيادة المثلى

كتب: اخبار الثلاثاء 07-10-2014 17:06

أفرزت السنوات الماضية فى تاريخ مصر حالة من شيوع الفساد وتفشى الوساطة والمحسوبية، ومن مظاهر ذلك انتشار بعض أصحاب المناصب العليا فى الدولة ممن اعتلوا مناصبهم بالرشوة أو الوساطة أو فرض نفوذ ذويهم، وهؤلاء يشكلون الآن قوة سلبية لا يجب أن نستهين بها وهم يهادنوننا الآن ويستعدون للانقضاض متى حانت الفرصة. ولا يمكن أن نأمل خيرا من أشخاص نالوا مناصبهم بدفع الرشوة أو بفرض النفوذ. وقد يبدو للبعض أن هؤلاء لابد وأنهم سيتغيرون إلى الأفضل رغما عنهم فى ظل منظومة جديدة نحسبها ونحلم بها تحمى الحقوق وتفرض العدالة الاجتماعية والمساواة. إن هذه الطبقة التى قفزت بقوة دفع الفساد لا تملك مقومات التغيير وروح التقدم ولا يهمها إلا أنفسها.. من هذا المنطلق أقترح إنشاء جهاز وطنى يمكن أن نطلق عليه «القيادة المثلى» تكون مهمته حصر المناصب القيادية ومراجعة مسوغات شغل المنصب ومدى جدارة شاغله وفقا لقدراته وإمكاناته العلمية والعملية ومراجعة التظلمات التى تقدم من هؤلاء الأشخاص الذين كانوا أكثر استحقاقا للمناصب التى يشغلها ذوو النفوذ وأصحاب الوساطة ثم تصعيد الأجدر بالمنصب بعد إجراء اختبارات دقيقة بين شاغل المنصب حاليا ومن يدعى أنه الأولى به من الناحية الموضوعية بعد وضع الضوابط التى تحقق الاختيار الأمثل والأكثر تميزا. إن هذا الاقتراح سوف يعيد تدريجيا القاعدة التى تقول: الرجل المناسب فى المكان المناسب، وبذلك ندفع عجلة التنمية برجالها الأوفياء ممن يملكون أعلى درجات الخبرة والأداء المتميز ونحد تدريجيا من أسلوب ساد لسنين طويلة كاد يقتل فى أولادنا الطموح وأغلق باب الأمل أمام الكثيرين ممن لا يملكون الجاه أو المال أو الواسطة وإنما يملكون قدرات وعقولا متفردة. لقد قتلت السنوات الماضية روح الابتكار وأزاحت العباقرة والأفذاذ وحان الوقت لتحتضن مصر أولادها النوابغ.

أشرف الزهوى - المستشار القانونى للنادى الاجتماعى بالعاشر من رمضان