رئيس الأركان الأسبق: موشيه ديان قاللي «المصريين عملوا كل حاجة ضد المنطق» (حوار)

كتب: سعيد نافع الثلاثاء 07-10-2014 23:41

أكد الفريق صفى الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، رئيس اللجنة العسكرية فى مباحثات السلام لاسترداد سيناء، أن رجال القوات المسلحة قبل الحرب كان لديهم إحساس بـ«الكسوف والعار» بسبب هزيمة 67، موضحًا أن الجيش المصرى تفوق على إسرائيل بالإرادة والروح المعنوية والقيادة الحكيمة.

وأضاف أبوشناف لـ«المصرى اليوم» أن موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى أثناء الحرب، أكد له أن المصريين «عملوا كل حاجة فى الحرب، وأن المخابرات الإسرائيلية فشلت فى تقديراتها حول قدرات الجيش المصرى وتوقيت الحرب».

■ هل كانت إسرائيل تتوقع أن تشن مصر حربًا ضدها؟

ـ الجنرال موشيه ديان قال لى، إن مصر عملت فى حرب أكتوبر كل حاجة ضد المنطق، لأن جميع المعلومات التى كانت لدى الجيش الإسرائيلى أكدت أن مصر ليس لديها القدرة على الحرب مرة أخرى من حيث السلاح والمعدات والكفاءة العسكرية، كما أن إسرائيل أقامت الدفاعات على قناة السويس والسواتر الترابية بحيث لا يتمكن أى جندى من تجاوزها، وكنا ننتظرالعبور من خلال قوارب سريعة وطائرات هليكوبتر تنقل القوات شرق القناة لعمل رأس شاطئ، لكننا فوجئنا بأنكم تعبرون القناة بقوارب مطاطية بالتجديف فى عصر التكنولوجيا، وتتسلقون الساتر الترابى بسلالم الحبال التى كانوا يستخدمونها فى القرون الوسطى لتسلق القلاع المحصنة، وقال ديان، إن خبرات إسرائيل مع مصر فى الحروب تشير إلى أنه بمجرد ظهور الدبابات الإسرائيلية بقدرتها فإن قوات المشاة تهرب، لكننا فوجئنا بعناصر تقاتل الدبابات وتتسلقها بالقنابل اليدوية والصواريخ الفردية، كما أن جهاز المخابرات الإسرائيلية فشل فى تقدير توقيتات الهجوم وحجم التغير الذى حدث فى القيادة العسكرية المصرية.

■ كيف ترى قيادة الرئيس الراحل أنور السادات للحرب؟

ـ الرئيس السادات كان قائدا جسورا، بعيد النظر ولديه رؤية للاستراتيجية الدولية، وهذه القدرة اكتسبها من العمل الوطنى ضد الاحتلال، بالإضافة إلى قراءاته واطّلاعه، ما جعل عنده رؤية للمجتمع الدولى، ولو كان هناك أحد غير الرئيس السادات ما تمكن من إصدار قرار الحرب أو قرار السلام، لأن ذلك يحتاج رجلاً مميزاً، فمثلاً عندما أثّرت عملية الثغرة قليلاً على القوات المسلحة واعتقد البعض أنها ستؤدى لتدمير الجيش، فإنه بتواجده داخل غرفة العمليات وصموده، أكد أنها لا تؤثر كثيراً، وقال إنها عملية تليفزيونية.

■ هل تتذكر مواقف أخرى للسادات؟

ـ أتذكر أنه عندما رفع الرئيس السادات العلم فى العريش، حضر رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين إلى العريش، وتناولنا الغداء مع اللجنة العسكرية، وطلب بيجن من السادات زيارة بئر سبع مع القيادات العسكرية الإسرائيلية، حيث حشدوا إسرائيليين على الصفين بطول الطريق من الأطفال والسيدات والرجال، وبدأ رئيس الدولة الإسرائيلية اللقاء مُرحِّبًا بالسادات، وقال إنهم يسلمونه الأرض التى احتلوها إيماناً منهم بالسلام، وهنا تغيّر وجه الرئيس السادات وقال بغضب: «أنا شاكر للوفود التى حضرت لرؤيتى، لكن عاوز أقول لرئيس الدولة إنه لم يسلمنا الأرض بتاعتنا، لكننا أخذناها بدماء الشهداء فى الحرب التى خضناها»، وهنا صفق له القادة العسكريون والمدنيون الإسرائيليون حوالى 15 دقيقة.

■ ماهى القصة الحقيقية لأسر العقيد عساف ياجورى؟

ـ يوم 8 أكتوبر خططت إسرائيل للقيام بضربة مضادة بهدف تدمير قوات الفرقة الثانية مشاة فى رأس الكوبرى والوصول للقناة، ما سيؤدى لتراجع قواتنا غرب القناة، والفرقة الثانية مشاة كانت عبارة عن لواء فى اليمين وآخر فى اليسار واللواء 117 مشاة ميكانيكية فى الوسط، وحدث الهجوم من جانب القوات الإسرائيلية عن طريق لواء مدرع، ولم يكن لدى إسرائيل معلومات عن حجم القوات المصرية الموجودة، وكان اتجاه اللواء المدرع الإسرائيلى فى اتجاه اللواء 117 مشاة ميكانيكية، الذى استعد للمواجهة، وكان يوجد احتياطى مدرع للواء المصرى.

وفوجئ اللواء المدرع الإسرائيلى بحزم من النيران، ما جعل القوات والقائد يتركون الدبابات ويختبئون، وقامت عناصر اللواء المصرى بالقبض عليهم، ومنهم عساف ياجورى، وهو يشير بالمنديل الأبيض، وكان بحوزته طبنجة ومحفظة وكارت وفلوس وتحقيق شخصية، حيث أهديت الطبنجة لقائد اللواء المصرى العميد حمدى الحديدى، الذى أصيب ونقل للمستشفى، فأرسلنا له الطبنجة للمستشفى تقديراً من ضباط وجنود الفرقة له، ومازالت عنده حتى الآن للذكرى، وتحقيق الشخصية أُهدى لقائد الفرقة العميد حسن أبوسعده، وكتاب «الدعوات» والفلوس والخوذة حصلت عليها أنا، ووضعنا الخوذة بالمتحف الحربى، بالإضافة إلى توزيع الفلوس على بعض الضباط، كما عثر مع كل الجنود والضباط على كتاب «الدعوات»، والقبض على عساف تم من خلال النقيب يسرى عمارة والملازم أول فتحى بخيت، وكان معه حوالى ثلاثة ضباط برتبة ملازم و12 جنديًا، وتم التعامل معه بشكل طيب، وقدم له البسكويت والشاى، رغم أنهم كانوا يعاملون أسرانا بعنف.