لم يتبق من «عبارة الموت» إلا جثث وأوراق إثبات شخصية ورسالة حب عفوية كتبت بخط اليد، ومصابون لا يصدقون هول ما حدث، وجواز سفر لطفلة تدعى هناء لم تتجاوز الـ4 سنوات، بجوار جوازي سفر والدها ووالدتها.
رسالة الحب العفوية كتبت للأب عمار والأم ليلى والطفلة هناء السوريين الجنسية، والتي قال فيها كاتبها: «حبي لك... هل تعلمين حجم الشمس والقمر أنا أحبكم بحجمهم وأكثر.. وحياتي كلها، أحببتكم كثيرا، لو ابتعدتم بالكثير الكثير، إنكــم النور بعد اليوم من دونكم».
يروي أحد الناجين السوريين من غرق عبارة تستخدم لتهريب المهاجرين غير الشرعيين عن طريق البحر المتوسط إلى الشواطئ الإيطالية، أن العبارة ظلت تغرق على مدار ساعتين حيث غمرت المياه الأدوار السفلي فصعد من كانوا بالأسفل إلى الأعلى، فحدث خلل في التوازن، في سيناريو يذكرنا بكارثة «عبارة السلام 98 المصرية»، وكان الأكثرية من الأطفال والأغلبية من الجنسية السورية.
العبارة كانت تقل أكثر من 250 شخصًا نجا منهم فقط 70 وتم انتشال 9 جثث فقط، ولا تزال القوات الليبية في مدينة زواة تنتظر ظهور العديد من الجثث التي تصل للشاطئ بعد أيام من غرق أي عبارة.