على بعد أمتار من لافتة «مرحبا بكم فى حى العجوزة» فى ميدان لبنان بمنطقة المهندسين، تنتشر قطعان من الخراف مختلفة الأحجام ما بين الكبير والصغير، يتوسطها شاب عشرينى يحمل حزمة كبيرة من البرسيم لإطعامها، فيما يحاول آخر إبعادهم عن طريق السيارات من خلال ضربهم بعصا غليظة تفاديا لاصطدامها بها.
صورة قطيع الخراف المتحرك فى الشارع أثارت دهشة أهالى الحى الهادئ، الذين اعتادوا مشاهد الشوادر الثابتة، متحملين رائحة الحيوانات ومخلفاتها، إلا أن مشهد القطيع المتحرك كان جديدا عليهم، فنشبت مشاجرات بين عدد منهم ورعاة الأغنام اعتراضا على تحول الميدان إلى حظيرة للخراف والتسبب فى إعاقة حركة المرور، إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب الأغنام من الدفاع عن حقهم المشروع من وجهة نظرهم فى البيع داخل الميدان.
«إحنا ناس على باب الله.. والعيد موسمنا الوحيد لبيع الخرفان» يشرح محمد خليفة، صاحب الخراف سبب عرضه أضاحى العيد فى ميدان لبنان بالمهندسين. «أنا بستنى الموسم ده من السنة للسنة وكنت زمان بقف فى المناطق الشعبية فى عين شمس والزيتون، بس لقيت أن المنطقة دى زبونها غلبان وعلى قده وبيروح يشترى لحمة مستوردة فى العيد، علشان كده فكرت فى زبون المهندسين لأن فلوسه حاضرة ومش بيفاصل معايا بس عيبه الوحيد أنه بيستلم الخروف منى يوم العيد بعد الصلاة مباشرة لأنه معندوش مكان يبيت فيه الخروف وده سبب وقوفى فى الميدان» هكذا يقول البائع.
فى محاولة منه للترويج لخرافه، خفض «خليفة» سعر كيلو الخروف الحى 2 جنيه عن الأسعار التى أعلنتها وزارتا الزراعة والتموين، يقول: «سألت فى وزارة الزراعة والتموين عن سعر الكيلو الحى ولقيته بـ 37 جنيها، ولقيت دى فرصة كويسة لخفض سعر الخرفان عندى لجذب الزبون، ونزلت فى تمنها 2 جنيه، وبالفعل نجحت فى جذب الزبون لأن الفلوس بتفرق معاه كتير».
وحول تصرفه عند مرور حملات تفتيشية من حى العجوزة فى الشوارع والميادين، أوضح مأمون إبراهيم، أحد باعة الخراف فى المنطقة أنه يحاول الاختفاء عن أعين موظفى الحى فى شوارع وحوارى ميت عقبة التى تبعد خطوات عن ميدان لبنان، من ساعات النهار الأولى وحتى العصر، إلا أنه يخرج إلى الميدان للترويج عن أضاحيه بعد الساعة الخامسة عصرا لضمان عدم مضايقة موظفى الحى.