الأخلاق
■ حتى نخرج مما نحن فيه نحتاج إلى «ثورة أخلاقية».. ذلك الأمر ليس هيناً، فالثورة الأخلاقية ضرورية لتغيير أوضاع وأحوال مجتمعنا، ولا تتحقق إلا من خلال تكاتف إمكانيات الدولة لتغيير نفوس البشر!.. تبدأ معالجة النشء والأجيال الصاعدة منذ الصغر، وللإعلام والمؤسسات الدينية وخلافه دور أساسى فى هذا الأمر، ويحتاج الشباب إلى «قدوة» وهو ما نفتقده حالياً!!
■ أصبح التلاسن والتطاول والسُباب والكذب والنفاق سمة فى كثير من وسائل إعلامنا! ويتنافى هذا مع تعاليم كل الرسائل السماوية.. فهدف الأديان إتمام مكارم الأخلاق.. يقول الرسول الكريم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وعندما سُئل عن الإيمان قال «إن أحبكم إلىَّ أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً»، ويقول الله لسيدنا محمد فى سورة القلم: «وإنك لعلى خلق عظيم» ويقول فى سورة الأحزاب: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً».
■ تعتبر الأخلاق أحد نتاجات الدين وجوهره عند البعض، وهناك بشر من غير المتدينين على خلق كريم! وهناك مسلمون متدينون تؤكد بعض تصرفاتهم بُعدهم عن الأخلاق الفاضلة.. هم ملتزمون بالصلاة والصوم والزكاة والتوجه للحج وأداء العمرة «عدة مرات»، ولكن فى تعاملاتهم مع الآخرين لا يراعون الله، ويبخسونهم، ويشهدون، أحياناً، زوراً وبهتاناً.. ويعتقد من يذهب منهم للحج أن ذنوبه قد سقطت.. هو واهم، فلو ذهب خمسين مرة للحج والعمرة فلن يفلت من حساب الآخرة، وسيدفع ثمن ظلمه للآخرين!!
■ هناك «أزمة قيم» فى مجتمعنا حالياً، وتدهور أحوالنا بسبب سوء أخلاقنا، ولن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا، ولنتذكر قول سيدنا النبى «أفضل الناس إيماناً أحاسنهم أخلاقاً».. متى سنبدأ؟.