بالصور والفيديو.. ماذا قدم العرب لمصر في حرب أكتوبر

كتب: بسام رمضان الخميس 02-10-2014 12:33

يعتبر نصر السادس من أكتوبر في عام 1973، الذي تحل ذكراه الـ41، صورة حية لتلاحم الدول العربية مع مصر لمواجهة عدوهم المشترك المتمثل في إسرائيل.

تحمّلت مصر عبء استعادة أرضها المغتصبة منذ هزيمة 67، ومن ورائها الدول العربية، الذين لم يقصروا في دعمهم على مختلف النواحي الاقتصادية والعسكرية.

كانت مواقف الدول العربية واضحة في حرب أكتوبر، خاصة دول الخليج العربي، وكما قال الرئيس الراحل أنور السادات إن «جزءاً كبيراً من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر- بعد الله عز وجل- يعود لرجلين اثنين هما الملك فيصل بن عبدالعزيز، عاهل السعودية، والرئيس الجزائري هواري بومدين».

الإمارات

أعلن الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وقت الحرب، أن «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، وأن كرامة العربي هي الأغلى والدم العربي هو الأشرف، ودونهما يرخص المال والثروة».

وعلى الفور، قرر مجلس وزراء الدول العربية المصدرة للبترول «أوبك» في 8 أكتوبر 1973 البدء في خفض فوري للإنتاج بنسبة 5 % شهرياً، وقطع إمدادات البترول العربي عن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تساند العدو الصهيوني.

السعودية

كما قامت المملكة العربية السعودية منفردة بخفض إنتاجها بنسبة 10% ثم إلى 18% قبل أن تعلن مع الإمارات والكويت والبحرين وقطر وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، وقتها، لأحد الصحفيين عن احتمال اعتداء الولايات المتحدة على بلاده بسبب حظر البترول وموقفها من الحرب: «ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، وتعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيد أعدائنا».

وذهب وزير الخارجية الأمريكي، هنري كسينجر، إلى الملك فيصل وقتها، التقى به في جدّه ليترجاه أن يضخ البترول، ولكن قابله الملك فيصل متجهما، فأراد وزير الخارجية الأمريكي أن يستفتح الحديث معه بمداعبة، فقال إن «طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة».

ويقول «كيسنجر» في مذكراته: «الملك فيصل لم يبتسم، وكان رده بأنه رفع رأسه نحوي، وقال: وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية».

وفور نشوب الحرب قامت السعودية بإنشاء جسر جوي لإرسال 20000 جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية في سوريا من «لواء الملك عبدالعزيز الميكانيكي».

البحرين

ومع اندلاع الحرب شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والمعانات العينية والتبرع بالدم لمساندة الجيش المصري كما أعلنت حكومة البحرين، قائلة: «تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني انسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية».

ثم لحقته بقرار ثاني بإنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا الخاصة بمنح تسهيلات للبواخر الأمريكية في ميناء البحرين.

الكويت

اقترح وزير الدفاع الشيخ سعد العبدالله الصباح إرسال قوة كويتية إلى سوريا مثلما توجد في مصر قوة كويتية وعليه شكلت قوة «الجهراء المجحفلة» في 15 أكتوبر 1973 بأمر العمليات الحربية رقم 3967 الصادر عن رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، بلغ عدد أفراد القوة أكثر من 3،000 فرد وتألفت من كتيبة دبابات وكتيبة مشاة وسريتي مدفعية وسرية مغاوير وسرية دفاع جوي وباقي التشكيلات الإدارية.

وغادرت طلائع القوة الكويت في 15 أكتوبر جوا فيما غادرت القوة الرئيسية عن طريق البر في 20 أكتوبر وتكاملت القوات في سوريا خلال 15 يوما.

في سوريا كلفت القوة بحماية دمشق واحتلت مواقعها بالقرب من السيدة زينب ثم ألحقت بعدها بالفرقة الثالثة في القطاع الشمالي في هضبة الجولان ثم شاركت في حرب الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية.

وظلت القوة في الأراضي السورية حتى 25 سبتمبر 1974 حيث أقيم لها حفل عسكري لتوديعها في دمشق.

الجزائر

أما الجزائر فشاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية، وكانت الوحدات المشاركة: 3 فيالق دبابات فيلق مشاة ميكانيكية فوج مدفعية ميدان فوج مدفعية مضادة للطيران7، وكتائب للإسناد التعداد البشري: 2115 جندي 812 ضابط صف 192 ضابط، والعتاد: البري: 96 دبابة 32 آلية مجنزرة 12 مدفع ميدان 16 مدفع مضاد للطيران، وسرب من طائرات «ميج 21»، سربان من طائرات «ميج17»، سرب من طائرات «سوخوي7»، أي بحوالي 50 طائرة.

كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين قد طلب من الاتحاد السوفييتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا قبل الحرب مفادها أن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر وباشر اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان على الرئيس الجزائري إلى أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه.

وخلال زيارة الرئيس بومدين إلى موسكو بالاتحاد السوفيتي في نوفمبر 1973 قدم مبلغ 200 مليون دولار للسوفييت لحساب مصر وسورية بمعدل 100 مليون لكل بلد ثمنا لأي قطع ذخيرة أو سلاح.

المغرب

كان لدى المملكة المغربية لواء مشاة في الجمهورية العربية السورية يعرف بـ«التجريدة المغربية» قد وضع اللواء المغربي في الجولان وشارك في حرب أكتوبر كما أرسل المغرب 11000 جندي للقتال رفقة الجيش العربي السوري بالدبابات والمدرعات.

ليبيا

أرسلت ليبيا لواء مدرعاً إلى مصر وسربين من الطائرات، أحدهما يقوده قادة مصريون وآخر يقوده ليبيون.

السودان

كانت السودان من طليعة الدول التي كانت تساند مصر فنظمت مؤتمر الخرطوم الذي أعلن من خلاله الشعارات الثلاثة «لا صلح لا اعتراف لا تفاوض»، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري، لم تتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها، كما أرسلت فرقة مشاة على الجبهة.

العراق

كما وضعت العراق كل الوحدات العسكرية تحت أمر القيادة المصرية والسورية.

ولم يكن للعراق أي جندي على الجبهة السورية حتى اندلاع الحرب، وقامت بإرسال قواتها الجوية فورا إلى سوريا، وأكبر قدر ممكن من القطاعات العسكرية البرية.

ولم يمر يوم 7 أكتوبر حتى كان للعراق على الجبهة السورية 600 دبابة وثلاث فرق مشاة، أما على الجبهة المصرية فكانت لها فرقتان فرقة مدرعة والأخرى مشاة.

واشتبكت القوات البرية العراقية في معارك واسعة مع قوات العدو الصهيوني التي كانت تقوم بهجوم مضاد كاسح في الأيام الأخيرة من الحرب بقصد احتلال دمشق. فتمكنت من إيقافها وتكبيدها خسائر فادحة ومنع دمشق من السقوط، وشاركت في هذه المعارك الفرقة المدرعة الثالثة والفرقة المدرعة السادسة ولواءان جبليان ولواء مشاة إضافة إلى 4 أسراب «ميج 21»، و«سوخوي 7»، وخسائر الجيش العراقي في الجبهة السورية، كانت 323 شهيدا تم دفنهم في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، 137 دبابة وناقلة مدرعة، 26 طائرة.

الأردن

لم تعلن المملكة الأردنية الهاشمية الحرب على إسرئيل لكن وضعت الجيش درجة الاستعداد القصوى اعتباراً من الساعة 15:00 من يوم 6 أكتوبر عام 1973 وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية.

ونظراً لتدهور الموقف على لجبهة السورية أرسل الملك حسين الواجهة السورية فقد اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فاكتمل وصوله يوم 14 تشرين الأول عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول، حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة الثالثة العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم.

وأدت هذه الإجراءات إلى مشاغلة القوات الإسرائيلية، حيث إن الجبهة الأردنية تعد من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.