فى قرية فرانا، وفي التاسع من يناير ١٩٢٢ ولعائلة مسلمة ولد الثائر الأفريقي، أحمد سيكوتوري، الذي لعب دورا بارزا في مسيرة التحرر الأفريقي ودرس فى المدرسة القرآنية ثم في المدرسة الفرنسية فى كوناكرى (العاصمة) وفصل منها بسبب نشاطه السياسى، إذ قام بقيادة إضراب نظمه الطلاب ضد إدارة المدرسة مما اضطره لمواصلة دراسته الثانوية ثم العليا بالمراسلة
ودفع به نشاطه النقابى سريعا إلى دائرة الضوء السياسية، بعدما ترأس العمل النقابى فى ١٩٤٥ثم أصبح سكرتيرا عاما لاتحاد نقابات عمال غينيا.
انتخب سيكوتورى عضوا فى المؤتمر التأسيسى لحزب التجمع الأفريقى الديمقراطى، وفى ١٩٤٧ أسس الحزب الديمقراطى الغينى لتحقيق الاستقلال الوطنى، وقد تمكن خلال نضاله فى عام ١٩٥٣ من إجبار الاستعمار الفرنسى على تطبيق قانون العمل فى غينيا إثر إضراب استمر ٧٣ يوما.
وفى ١٩٥٦، انتخب نائبا فى الجمعية الوطنية الفرنسية ممثلا عن غينيا وأصبح رئيسا لها في 2 أكتوبر 1958، وخلال حكمه قاد الشعب الغينى بنزاهة وإخلاص وظلت الجماهير تسانده في كل مراحل المحن والشدائد.
رفض سيكوتورى الاندماج الذى دعا إليه الجنرال ديجول فى ١٩٥٨ وفعل الشىء نفسه مع السوفيت عندما طرد سفيرهم من غينيا العام ١٩٦١ لأنه رأى فى الحضارة الأفريقية الأصيلة والحضارة الغربية شخصيتين مختلفتين تماما، وأن أى محاولة لإيجاد مجتمع مصطنع التركيب عن طريق المزج بينهما ليس سوى محاولة تتعارض مع الواقع.
لقد كان سيكوتورى أحد الوجوه التحررية البارزة فى إفريقيا مع الزعيم عبدالناصر ونكروما وباتريس لومومبا، وكانت له علاقات حميمة بالزعماء العرب وعلى رأسهم جمال عبدالناصر الذى سميت باسمه أكبر جامعة فى غينيا (جامعة جمال عبدالناصر) فى كوناكرى، فضلا عن العلاقات المتميزة التى ربطت بين الشعبين المصرى والغينى بفضل الزعيمين.
وقد حصل سيكوتورى على العديد من الجوائز اعترافا بدوره المتميز فى القارة السمراء منهاجائزة لينين للسلام فى مايو ١٩٦١وقلادة النيل من الرئيس الراحل عبدالناصر أثناء زيارته لمصر فى ١٩٦١، والدكتوراه الفخرية فى التاريخ الإسلامى من جامعة الأزهر تقديرا لدوره وكفاحه ضد المستعمر فى القارة الأفريقية إلي أن توفي في مارس ١٩٨٤.