حذرت صحيفة «جارديان» البريطانية، من انخفاض مستويات المياه في العالم، ما يؤدي إلى ضرورة إيجاد حل لمنع نشوب «حروب مياه» وصراعات مستقبلية بين دول العالم.
وأشارت الصحيفة في تقرير للمدير التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة الاستبصار الاستراتيجي، إلماس فوتيهيللي، الثلاثاء، إلى استمرار تضاؤل مساحات البحيرات الموجودة في العالم مما يعرضها لخطر الزوال التام.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة، فإنه في غضون 30 عاماً، سيتحول البحر الميت إلى بحيرات صغيرة، كما ستتبخر بحيرة «بويانج» في الصين، أكبر بحيرة للمياه العذبة، التي تمثل مورد لمياه النهر الأصفر في آسيا الوسطى على مدار العقدين الآخرين. وحسب التقرير، فإنه في الوقت الذي تختفي البحيرات مع الاستمرار في استنزاف الأنهار أو تلويثها بشدة، فإن أنهار كبيرة مثل «الجانج» و«النيل» و«اليانجتسي» بدت تحتضر بيولوجيا بالفعل.
وقال التقرير إنه خلال الـ30 عاما المقبلة، ستشهد الكثير من أكبر أنهار العالم، بما في ذلك النهر الأصفر ونهر اليانجتسى ونهر الجانج ونهر السند ونهر الفرات ونهر الأردن، ونهر النيل، انخفاضا بنسبة 25-30٪ على الأقل في تدفقها بسبب التبخر، والتصحر، وتغير المناخ، والتلوث، وفقا لما ذكرت «جارديان».
وحسب التقرير، فإن هذه السنوات المقبلة أيضا ستشهد زيادة كبيرة في الطلب على المياه، على الطاقة الكهرومائية والري، وسبل التحضر، بسبب انخفاض معدلات المياه بنسبة 25 إلى 30 %، ما يؤدي انخفاض في إنتاج الحبوب الغذائية في الصين والهند وبنجلاديش ومصر والشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن الفجوة بين معدلات العرض والطلب على الحبوب الغذائية ستتراوح بين 200 إلى 300 طن بحلول عام 2040 في الأسواق الدولية. فالصين والهند، اللتان حققتا الاكتفاء الذاتي في 2014، ستصبحان المستوردان الأساسيين للغذاء بحلول 2004.
وحذرت الصحيفة أن هذه التغيرات ستتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء، مما يضر الفقراء في جميع أنحاء العالم، ويُنذر بتزايد أعمال الشغب والهجرة والصراعات داخل البلدان رغبة في الحصول على الغذاء.
وحددت الصحيفة المسرح الرئيسي للأزمة والصراع حول الموارد المائية بدءا من جنوب شرق آسيا عبر جنوب آسيا وآسيا الوسطى إلى تركيا، ومن مصر على طول أجزاء من شرق ووسط أفريقيا إلى كينيا وبوروندي.
ووفقا للتقرير، فإن الحل الوحيد لتفادي السيناريو الكئيب باندلاع حرب المياه في العالم، هو أن يشهد العقد المقبل تعاونا دوليا واسعا لحل هذه الأزمة بتسوية النزاعات المتعلقة بالمياه وتعزيز التعاون في الحصول على الموارد المائية العابرة للحدود، والتفكير في طرق دبلوماسية مبتكرة مدعومة بإرادة سياسية جادة.