بدأت الجلسة النهائية في محاكمة زعيم صرب البوسنة السابق، رادوفان كاراديتش، أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، بالمرافعات الأخيرة للنيابة التي تطالب بإدانة المتهم بالسجن المؤبد جراء ارتكابه جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية، وأفادت النيابة لدى بدء المرافعات بأن «اليوم نستطيع أن نقول إن الهجوم كان مباشرا ومتعمدا ضد المسلمين».
ويواجه كاراديتش اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة، مثل مذبحة سربرنيتشا، التي تم خلالها اغتيال نحو ثمانية آلاف رجل مسلم من مختلف الأعمار، وحصار سراييفو الذي أسفر عن مقتل 12 ألف مدني.
وأوضح المدعي العام آلان تيجير أن الأدلة الموجودة «تظهر نية ارتكاب إبادة جماعية» لدى المتهم، وفي نفس الوقت تشير إلى «الدمار الذي حل بالطائفتين البوسنية والكرواتية»، وتؤكد أيضا أنها «كانت محاولة للقضاء على هذه الطوائف».
وأنصت كاراديتش، الذي حضر الجلسة، إلى وصف الأحداث العنيفة التي وقعت خلال حرب البوسنة، فيما بدت عليه إمارات الجدية.
وبمجرد انتهاء النيابة من تقديم حججها، من المتوقع أن يقوم كاراديتش، الذي قرر الدفاع عن نفسه، بالرد، الأربعاء.
وكان الجنرال السابق تم اعتقاله، في 21 يوليو 2008، بالقرب من بلجراد بعد 12 عاما من صدور قرار من جانب هذه المحكمة باعتقاله وبعدها بأيام تم نقله إلى لاهاي للمثول أمام المحكمة.
وخلال المحاكمة حاول كاراديتش التأكيد على عدم تورطه في مذبحة سربرنيتشا التي ذكر أنها ارتكبت بواسطة القائد السابق لجيش صرب البوسنة راتكو ملاديتش، الذي يحاكم أيضا في نفس القضية.
وكانت النيابة قد نشرت الجمعة الماضية وثيقة تشير فيها إلى أن السجن المؤبد «سوف يكون حكما مناسبا» لزعيم صرب البوسنة.
وأسفرت حرب البوسنة، التي بدأت في 1992، بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة، وامتدت لثلاث سنوات، عن مقتل نحو 100 ألف شخص ونزوح ما يزيد عن مليونين آخرين، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.