«أقوى بارونة في تاريخ بريطانيا العظمى بعد مارجريت تاتشر»، ستتبوأ مقعدها بمجلس لوردات المملكة المتحدة 6 نوفمبر المقبل، بتعيين من قبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل».
هي سيدة أعمال واقتصادية ناجحة، وأول امراة تتولى إدارة نادي كرة قدم في العالم، ونجحت في إنقاذه من الإفلاس، يُتوقع لها أن تكون مارجريت تاتشر جديدة في تاريخ المملكة، تتصف بصلابة الشخصية، التي ينهزم أمامها أعتى رجال الأعمال المفخمين، ما جعلها منافسًا ضاريًا لرجل الأعمال وأحد أباطرة المقاولات البريطانيين، السير آلان شوجار، في برنامج (The Apprentice) الذي تذيعه قناة «إن بي سي»، إنها كارين برادي،ولدت في العام 1969، وتولت منصب المدير الإداري لنادي برمنجهام سيتي، وكان عمرها 23 سنة.
نجحت «برادي» خلال 16 عامًا من توليها إدارة نادي كرة قدم «برمنجهام سيتي» من إنقاذه وتحويله من نادي يهدده شبح الإفلاس، إلى نادي تقدر أصوله بنحو 82 مليون جنيه استرليني، وكررت هذا النجاح في نادي «ويست هام يونايتيد»، شرق لندن، حيث شغلت منصب نائب رئيس النادي، والرئيس التنفيذي له قبل أربع سنوات من الآن، حيث تولت منصبها والنادي يعاني دينًا ماليًا بلغ 100 مليون جنيه استرليني، ونجحت برادي في خفض حجم الدين إلى 20 مليون استرليني فقط، ومكنت النادي من امتلاك استاد أوليمبي لدورة الألعاب الأوليمبية 2016.
وأضافت «ديلي ميل» في تقريرها، السبت، أن ميول «برادي» الأبدية لحزب المحافظين البريطاني (Tory) سيجعلها مثار إزعاج الكثيرين من المنتمين لحزب العمال الذي تتهم رجاله بالضعف وعدم القدرة على التأثير الإيجابي على اقتصاد بريطانيا، حيث تقول: «حزب العمال لا يتغير، وسيرجع بريطانيا إلى الخلف، وفي رأيي الشخصي، فإن إيد ميليباند لا يمتلك الخصائص التي يتطلبها منصبه كزعيمًا لحزب العمال».
وتابعت «برادي» تقول عن «ميليباند»: «إنه ضعيف الشخصية، ولن يكون له بصمة تاريخية، فهو شخص مشوش، ولا يعتمد عليه، لقد أغفل عن التوقيع على شهادة ميلاد ابنته، فكيف سينتبه للتطرق للقضايا الاقتصادية الملحة في خطبه، وكيف لي كامراة أن أثق في شخص مثله؟»
وانتقلت «برادي» إلى اتهام عضوًا أخرًا بحزب العمال، وهو إدوارد مايكل أو المعروف باسم إد بولز، فقالت عنه: «إنه لا يمتلك رؤية أو خطة اقتصادية واضحة، وفي رأيي فإنه لن يضيف أي جديد للاقتصاد البريطاني، وسيطيح بكل الاستقرار الاقتصادي الذي حققه جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني».
وأردفت تقول: «كل ما يمتلكه هو طرح المزيد من سياسات الإنفاق، والاقتراض، والمزيد من الضرائب أيضًا، وهو ما لن يؤدي سوى إلى ارتفاع معدلات الرهانات العقارية، ورفع النسب الضريبية، والمزيد من ضعف الأمان الوظيفي».
وعلى الجانب المقابل فإن «برادي»، التي تعد بمنزلة المرأة الحديدية الجديدة، كثيرًا ما أعربت عن إعجابها بزعيمة حزب المحافظين، ورئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر.
وترى «برادي» أن المرأة دومًا ما تتفوق في المناصب القيادية، حيث إنها تقدم الصالح العام على أي شىء، على عكس الرجال حيث تقول: «الرجال دومًا ما يهتمون بذواتهم والأنا (ego) لديهم دومًا في المقدمة، على عكس النساء فلو أن ليمان برازرز (بنك أمريكي أعلن إفلاسه في 2008) كان ليمان سيسترز، لاختلف مصيره».
وعن نفسها تحدثت «برادي» فقالت: «إنني شخصية مستقلة، وأتمتع بطاقة تحفيزية تدفعني نحو الطريق الصحيح، علمت نفسي ألا أعتمد على أحد، وعملت واجتهدت وقدمت التضحيات، لأجل الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم».
وعنها تقول «ديلي ميل» إن صلابة شخصية «برادي» لم تؤثر على طبيعتها الأنثوية، التي دومًا ما توليها أهمية خاصة، حتى إنها تحرص على ارتداء الفساتين، بديلًا عن الملابس الرياضية».
وأوضحت «ديلي ميل» أن «برادي» حصلت على عدة جوائز، منها جائزة منظمة Christians for Biblical Equality (CBE) لفطنتها الاقتصادية، وجهودها الرامية لتمكين المرأة، وتشجيعها للمشروعات الاقتصادية الصغيرة.
ولفتت إلى أن زوجها هو لاعب كرة القدم الكندي المعتزل بول بوسكيسوليدو، الذي تزوجته قبل عشرين عامًا، وكان يلعب لدى نادي «برمنجهام سيتي»، وقامت «برادي» بشرائه وبيعه مرتين لنواد أخرى لأجل الحصول على الربح المالي، في واقعة لفتت إليها الأنظار، وأكسبتها شهرة كسيدة اقتصاد، ولديهما ابنه، هي صوفيا، 18 سنة، وابن، هو باولو، 16 سنة، ويعيشا في بيت سعيد بقرية نول، القريبة من برمنجهام، ولديهما منزل آخر في نايتس بريدج، والذي قاما بشرائه خصيصُا بسبب ظروف عمل برادي التي تحتم عليها التواجد في لندن خلال الأيام من الاثنين للخميس.