آكل لحوم البشر، غريب الأطوار، وغيرها من الأوصاف، التي كان معروف بها بوكاسا، إبان فترة حكمه في أفريقيا الوسطى.
وكان جان بيدل بوكاس، إمبراطورًا على أفريقيا الوسطى، ولقبه المشهور «بوكاسا الأول»، كما حمل أسماء عدة من بينها صلاح الدين أحمد بوكاسا
ولد بوكاسا، عام 1921، وكان حاكماً عسكرياً على جمهورية أفريقيا الوسطى من 1 يناير 1966، وقد نصـّب نفسه إمبراطوراً من 4 ديسمبر 1976 إلى أن تمت الإطاحة به في 20 سبتمبر 1979.
وكان من بين مواقفه النادرة أن رفض الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، إعطاءه العربة الملكية للخديوي إسماعيل، الموجودة في متحف العربات الملكية بالقلعة، بعد أن ألح في الحصول عليها.
وأطيح به من الحكم عن طريق قوات فرنسية، وحوكم بتهمة أكل لحوم البشر وحكم عليه بالإعدم بتهمة الفساد.
وفي عهده أصبحت البلاد دولة ذات حزب واحد، وتسرد سيرته الذاتية أنه في عام 1972 أصبح بوكاسا رئيسًا مدى الحياة، بعد إطاحة الجيش بالحكومة الموجودة في البلاد، آنذاك، وعام 1976، توج نفسه إمبراطورًا وغير اسم البلاد إلى إمبراطورية إفريقيا الوسطى.
وعام 1979، تمكن أنصار غريمه اللدود داكو من الإطاحة ببوكاسا، وأعادوا داكو رئيسًا مرة أخرى وأعيد اسم البلاد إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى إثر ذلك، ذهب بوكاسا ليعيش في المنفى بفرنسا وعام 1981 أصبحت البلاد دولة متعددة الأحزاب مرة أخرى، وانتخب داكو رئيسًا وفي سبتمبر 1981، أطاح ضباط من الجيش مرة ثانية بداكو واستولوا على الحكم.
وحظرت الحكومة العسكرية الجديدة جميع الأحزاب السياسية، وفي 1992 رفعت الحكومة الحظر عن الأحزاب السياسية وعام 1993 أجريت انتخابات رئاسية وأصبح أنجي فيلكس باتاسي رئيسًا للبلاد.
وخلال تلك الفترة، عام 1986، عاد بوكاسا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى ليواجه اتهامات بارتكاب جرائم عديدة أثناء فترة حكمه، بما في ذلك القتل والتعذيب.
وفي 1987، أدانت إحدى المحاكم بوكاسا بالاختلاس والتورط في العديد من أعمال القتل، وحُكم عليه بالإعدام، واستأنف بوكاسا ضد قرار الإدانة ورفض استئنافه، و في 1987 خفف الحكم إلى السجن مدى الحياة ، وأفرج عنه عام 1993.
وكان بوكاسا قد أثار الكثير من الجدل حول سلوكه كحاكم وكانت حياته مليئة بالقصص منها الحقيقية ومنها الأسطورية، فقد قيل مثلا إنه وراء سقوط مرشح اليمين الوسط الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، عام 1981، أمام فرانسوا ميتران لأن ديستان قبل من بوكاسا هدية قيمة من الألماس.
في الوقت نفسه ربما كان بوكاسا الكاثوليكي الوحيد في العالم الذي تزوج هذا العدد الكبير من النساء وأنجب أولادا كثراً، معظمهم لا يعرفون بعضهم بعضا، وربما يكون أيضا الكاثوليكي الوحيد في العالم الذي أشهر إسلامه ليوم واحد أثناء زيارة له إلى ليبيا، حيث طلب منه معمر القذافي ذلك شرطا لتوقيعه على اتفاق معين بينهما.
ومن العجيب أن البابا خلصه من حكم الإعدام الذي صدر في حقه خلال عهد الرئيس أندريه كولينجب كما أثيرت شائعات عن أن بوكاسا كان من آكلة لحوم البشر، ويقال أن له قصرا على أطراف العاصمة تم العثور على بقايا جثث وأطراف يقال أنه أكل بعضها، لكنه نفى ذلك قائلا إن «لحوم البشر شديدة الملوحة».