كانت «بدارة» مطربة الإسكندرية الأولى تغنى (يا ست يا أم البنات إرخى الجفون حبة) دون أن تحدد اسم دكتور التجميل الذى ترخى الجفون عنده وعندما غنت (سيدى ضربنى بعصايته الخضرا) قال صديقى «تستاهل» فأنا لى صديق من مدرسة «يستاهل» فهو لا يصعب عليه أحد... فلان مات «يستاهل».
فلان تزوج «يستاهل» ومع ذلك صعب عليه جداً الأحزاب والجمعيات والهيئات التى ذهبت لتتحالف مع الإخوان عندما فاجأهم الدكتور الجعفرى من الكتلة البرلمانية للإخوان وقال فى التليفزيون نحن والحزب الوطنى القطبان الكبيران مثل طرفى المغناطيس والباقى كله ده أى كلام.. لكن المطرب أحمد عدوية قدم عرضاً أفضل وقال الباقى كله ده جبنة قريش فلماذا لا يتوجه هؤلاء للتحالف مع «عدوية» فأن يكون الإنسان جبنة قريش أفضل من أن يكون أى كلام.
وقد أخذتنى أمى صباحاً إلى ورشة عم «حنفى» وأنا فى الثامنة من عمرى لأعمل عنده بنظام اليوم الكامل فى الصيف ونصف الوقت أيام الدراسة فراح عم «حنفى» يتأملنى ثم قال لأمى «روحى يا حاجة دلوقتى وهاتى الولد العصر» فسألته أمى لماذا العصر؟ فقال «يكون كبر شوية» فلماذا لا يسمع هؤلاء نصيحة عم حنفى وينتظرون للعصر.. وعلى قناة أخرى كان حسين رياض يقول بصوته الجهورى فى فيلم «رد قلبى» أى مهانة!! فسألت مدرس عربى يعمل فى الطب الشرعى عن أهمية «أى» فى الجملة فقال إما أنه يتعجب من حجم المهانة أو أنه يبحث عن أى مهانة والسلام.. وسمعنى صوتك كفاية.. أحسن إنك ويايا.. ناخد وندى فى الكلام.. واهى حاجة منك والسلام.
صحيح أننا نعانى من الفكر الظلامى والفكر الحرامى فهما قطبان أو طرفا مقص اقتسما الوطن معاً وأموال علاج الغلابة لكن من يبحث عن الدولة المدنية لن يجدها فى جبال «تورا بورا» وأنت لا تبحث عن الحديد فى الصاغه بل فى مخازن «عز».. ولم يدلع أحد ويهشتك الجماعات الدينية مثل المرحوم السادات ومع ذلك قتلوه على الهواء مباشرة.. وقد تقدم عريس أى كلام إلى لواحظ بنت التيحى وعندما سأله أبوها عن وظيفته قال «أى كلام» والشقة «أى كلام» والمهر «أى كلام» فسأله التيحى كيف تتجرأ وأنت أى كلام أن تناسبنا فقال العريس (جرى إيه يا عمى إحنا أى كلام وأنتم كمان هات إيدك).. لكن لماذا كل الأحبة اتنين اتنين وكل المخبرين اتنين اتنين.. طبعاً علشان واحد وطنى وواحد إخوان.