أثريون يحذرون من نقل «توت عنخ آمون» إلى القاهرة

كتب: الألمانية د.ب.أ الجمعة 26-09-2014 14:22

رفض أثريون وعلماء المصريات وقوى شعبية ووطنية، تصريحات الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حول نقل مومياء الملك الذهبى توت عنخ آمون، من مقبرته فى غرب مدينة الأقصر التاريخية بالصعيد إلى المتحف المصري فى العاصمة القاهرة لإجراء بعض الفحوصات عليها، وذلك بعد أن أكدت التقارير الدورية للمومياء أنها تحتاج إلى عملية ترميم وصيانة للحفاظ عليها، وجاء الرفض خشية تعرض المومياء للدمار.

وأعادت تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى الواجهة مجددًا، الجدل الذى أثاره قرار مماثل صدر فى 2004 بنقل مومياء الملك توت عنخ آمون إلى القاهرة بدعوى إخضاعها لفحوص، وهو القرار الذى رفضه كثير من علماء المصريات آنذاك، وفى مقدمتهم الدكتور أحمد صالح عبدالله، الباحث المتخصص فى علوم المومياوات، والمدير السابق لمتحف التحنيط فى الأقصر، والذى أكد وعدد من الأثريين- فى نوفمبر 2004، خطورة نقل المومياء بسبب «انفصال جمجمة المومياء عن الجذع، وانفصال الجذع عن الساقين»، وهو الأمر الذى يؤكد استحالة نقل المومياء من مقبرتها فى غرب الأقصر إلى المتحف المصرى فى القاهرة.

ورضخ المسؤولون فى المجلس الأعلى للآثار آنذاك لرأى الأثريين وعلماء المصريات والقوى الشعبية والوطنية، بإلغاء قرار نقل مومياء توت عنخ آمون إلى القاهرة، وجرى فحص المومياء باستخدام الأشعة السينية داخل منطقة «وادى الملوك» الأثرية فى غرب الأقصر.

وقال محمد عثمان، الخبير السياحى ونائب رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة فى الأقصر، ومحمد صالح، منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية فى المحافظة، إنهما سوف يتصدان لقرار نقل المومياء بجميع الطرق والوسائل القانونية.

وجعل قرار نقل مومياء توت عنخ آمون من الأقصر إلى القاهرة، أثريين مصريين يجددون تحذيراتهم من تآكل مومياء الملك توت عنخ آمون وتحولها إلى رماد خلال أقل من 30 عامًا.

ومن أشهر المعارك التى دارت فى أروقة الأوساط الأثرية المصرية وعلماء المصريات فى العالم وأكثرها إثارة تتمثل في التشكيك فى مصرية توت عنخ آمون، ولأنه الأشهر بين ملوك الفراعنة بفضل كنوزه التي بقيت كاملة دون أن تصلها يد اللصوص، فقد صار يغرى الكثيرين بالبحث في تاريخه، لكن بعضا من نتائج تلك البحوث والدراسات لم تجد قبولا في الأوساط المصرية.

مثل إعلان مركز بحوث أوروبى، أن دراسة الحمض النووي وبعض خلايا أخذت من مومياء الملك توت عنخ آمون، أثبتت انه غير مصري، وأن أجداده نزحوا إلى مصر قادمين من بلاد القوقاز، وأن توت عنخ آمون ينتمي وراثيا لمجموعة تعرف باسم «هابلوجروب 2ايه 1بي 1ار»، ينتمي لها كذلك أكثر من نصف الرجال في غرب أوروبا، الأمر الذي يعني أنهم وتوت عنخ آمون ينحدرون من النسل ذاته، وطالب الأثريون والباحثون المصريون بالتحقيق في كيفية تسرب عينات أو شفرة الكود لجينات توت عنخ آمون إلى خارج البلاد، وتحديد المسؤول عن تسريبها ووصولها لمراكز بحثية في الخارج.

وقال الباحث المصري محمد يحيى عويضة، إن عينات أخذت من المومياوات الفرعونية عرفت بالفعل طريقها إلى إسرائيل، لفحصها بهدف خدمة أغراض دينية وسياسية، وأن «سكوت وود وورد»، المحاضر بمعهد «دراسات الشرق الأدنى القديم بالقدس»، وهو المعهد التابع لجامعة بريجام يونج، بولاية فلوريدا الأمريكية، قد حصل على «27» عينة من مومياوات ملوك مصر الفرعونية، ويقوم بتحليلها بمفرده ودون آي مشاركة مصرية منذ 1993.

وكشفت الباحثة المصرية دعاء معبد مهران، عن المخاوف من خضوع مومياوات ملوك وملكات الفراعنة للفحص بمعرفة خبراء أجانب، ومن أن عينات الحمض النووي المنزوعة من مومياء يمكن أن تتلوث بسهولة أثناء نزعها، وبالتالي يمكن أن تعطي نتائج مزيفة.