وجه 126 عالماً إسلامياً بياناً إلى زعيم تنظيم «داعش»، الملقب بأبي بكر البغدادي، عبروا فيه عن رفضهم لما يقوم به التنظيم في سوريا والعراق بحق المدنيين والأبرياء، كما أشاروا خلاله إلى «عدم جواز إعلان الخلافة بدون إجماع الأمة الإسلامية».
وقال الداعية الأردني على الحلبي، أحد العلماء الموقعين على البيان، إنه «بيان علمي ومنهجي وفكري، وليس سياسياً أبداً، وقد تم تدوينه قبل بدء الغارات الجوية على تنظيم داعشK في أغسطس الماضي، إلا أنه ولكثرة العلماء الموقعين عليه قد تأخر في إصداره إلى الخميس».
وأضاف الحلبي، وهو أبرز قادة التيار السلفي في الأردن، إن «البيان تضمن أقل الحقوق الواجب وجودها بين المسلمين حتى نحو المنحرفين منهم، وكتب البيان من باب الدين النصيحة لعل الله يهدي هؤلاء عناصر (داعش) أو نفراً منهم؛ لأنهم ليسوا على صواب»، ولفت إلى أن البيان «تضمن عدم جواز إعلان الخلافة بدون إجماع الأمة الإسلامية».
وخلص العلماء في ملخص أوجزوه لبيانهم إلى جملة من الفتاوى، من بينها: «لا يجوز في الإسلام قتل النفس البريئة، لا يجوز في الإسلام قتل السفراء وبالتالي لا يجوز قتل الصحفيين، لا يجوز التكفير بالإسلام إلا لمن صرح بالكفر، لا يجوز الإساءة للنصارى بأي طريقة ما أو لأهل الكتاب، لا يجوز الرق في الإسلام بعد انتهائه بالإجماع».
كما تضمنت الفتاوى أنه «لا يجوز في الإسلام الإكراه على الدين، لا يجوز في الإسلام سلب حقوق النساء والأطفال، لا يجوز في الإسلام إقامة الحدود بدون إجراءات تضمن العدالة والرحمة، لا يجوز في الإسلام المُثلة (التمثيل بالجثث) والتعذيب، لا يجوز في الإسلام نسبة الأفعال الفاحشة إلى الله تعالى، لا يجوز في الإسلام تدمير قبور الأنبياء والصحابة ومقاماتهم، لا يجوز في الإسلام إعلان الخلافة بدون إجماع الأمة الإسلامية، الانتماء للأوطان جائز في الإسلام».
وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية، فقد «فندّ العلماء في بيانهم للبغدادي وإلى جميع المقاتلين والمنتمين إلى تنظيم داعش، فكر التنظيم (داعش) مستندين في ذلك إلى الفقه الإسلامي الحنيف والرأي العلمي».
ووقع على البيان علماء مسلمون من السعودية والأردن وفلسطين ومصر وتونس والعراق والسودان واليمن وتركيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والسويد والبوسنة وإيطاليا، وبلجيكا وبلغاريا، والأرجنتين وكندا والهند والصين وماليزيا وأندونيسيا ونيجريا.
ومن أبرز العلماء الموقعين على البيان: السلطان أبا بكر محمد سعيد من نيجيريا، أحمد الكبيسي رئيس جمعية علماء العراق، عبدالله فدعق، داعية سعودي، إسماعيل شاهين، نائب رئيس جامعة الأزهر في مصر، الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة السوداني، مصطفى شاغريجي، مفتي إسطنبول السابق، بكاي مرزوق، مسؤول الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا، موسى حسان، الأمين العام لمجمع الأئمة في أوربا بالسويد، نهاد عوض، المديرالعام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)».
ونشأ تنظيم «داعش» في العراق بعيد بدء الاحتلال الأمريكي للبلاد، في مارس 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية، فيها منتصف مارس 2011، ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في يونيو الماضي، عن قيام ما أسماها «دولة الخلافة»، وأعلن زعيمه أبوبكر البغدادي، «خليفة»، مطالبا المسلمين بمبايعته.
ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 40 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم «داعش».