بالصور: لا تجعلوا جرائم «داعش» تُنسيكم.. 8 فظائع ارتكبها «الأسد» بحق شعبه

كتب: غادة حمدي الخميس 25-09-2014 15:21

في ظل تصاعد خطر تنظيم «داعش»، الذي فرض سيطرته على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وانشغال القوى الكبرى بتكوين «تحالف دولي» لمحاربة التنظيم المتطرف، يبدو أن العالم بدأ ينسى الجرائم التي ارتكبها الرئيس السوري، بشار الأسد، بحق شعبه، بحسب ما ذكرته صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية.

وأفادت الصحيفة بأن الكثير من السوريين مستاؤون من حقيقة أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قرر التدخل عسكريًا في بلادهم لوقف وحشية «داعش»، في حين أنه امتنع سابقًا عن استخدام القوة العسكرية لوضع حد للمجازر التي ارتكبتها الحكومة السورية، حتى أن بعض حلفاء الولايات المتحدة يعتقدون أن جذور المشكلة ترجع إلى الأسد نفسه، لأن ما ارتكبته قواته من إرهاب هو الذي سمح لتنظيم مثل «داعش» بالتواجد، وبالتالي ارتكاب مثل تلك الفظائع.

وتساءل أحد السوريين، قائلاً لمايك جيليو، محرر موقع «بازفيد» الإخباري الأمريكي،: «لماذا تتدخل واشنطن الآن؟ هل بسبب جريمة ذبح 2 من الصحفيين الأمريكيين؟ أم لأنها بالفعل جماعة إرهابية تهدد السورييين؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن النظام السوري ارتكب بالفعل عددًا أكبر من الجرائم، وأشد قسوة من داعش، فالقتلى في السجون بالآلاف. ماذا عن هذا؟».

وتقول الصحيفة إنه في بدايات عام 2011، دعا السوريون سلميًا لإجراء إصلاحات ديمقراطية بسيطة، فقررت قوات الأمن التابعة للأسد أن شيئًا من هذا لن يحدث، وشنت حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين المدنيين السلميين. ثم نشأ تحالف من المسلحين المعارضين نتيجة لذلك، وبعدها اندلعت حرب أهلية شاملة، ودخل المتطرفون الأجانب إلى البلاد، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد.

وأضافت «جلوبال بوست» أنه وسط كل ذلك، واصل الأسد ارتكاب المجازر بحق السوريين، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل ما يقرب من 200 ألف سوري منذ بدء القتال في مارس 2011. وعلى الرغم مما فعله الأسد، من قتل جماعي للمدنيين وتعذيب للأطفال وقتل للصحفيين، امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل. وها هي الآن واشنطن تقصف الأراضي السورية، ليس لمحاربة الأسد، ولكن لوقف تقدم «داعش»، وهو القرار الذي ينسجم في الواقع مع مصالح الرئيس السوري.

ورصدت «جلوبال بوست» بعضًا من أسوأ الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، بقيادة بشار الأسد، منذ مارس 2011:

1) 191 ألف شخص قتلوا، وربما أكثر:

تقول الصحيفة الأمريكية أن أبرز شيء يجب أن نعرفه عن الأسد هو أنه مسؤول عن قتل عدد ضخم من الناس. فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، لقي 191 ألف شخص على الأقل مصرعهم في سوريا اعتبارًا من أبريل 2013، ومن بينهم أكثر من 8800 طفل تحت سن العاشرة.

وأوضحت الصحيفة أن الحصيلة الحقيقية على الأرض قد تكون أكثر من ذلك بكثير، إذ تشير بعض مصادر المعارضة السورية إلى مقتل 320 ألف شخص، الأمر الذي دفع المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، إلى القول: «للأسف ربما (الحصيلة المعلنة) أقل من العدد الإجمالي الحقيقي للأشخاص الذين قتلوا خلال السنوات الـ3 الأولى من هذا الصراع الدموي».

2) 11 ألف سوري تعرضوا للتعذيب أو أعدموا:

في تقرير نُشر في يناير 2013، قدم فريق صغير من المحامين الحقوقيين الدوليين، دلائل قاطعة على أن نظام الأسد قام بتعذيب وإعدام حوالي 11 ألف سوري منذ بداية الصراع. بالاعتماد على وثائق وصور تم تهريبها إلى خارج سوريا عن طريق ضابط منشق عن قوات الشرطة العسكرية، خلص المحامون إلى أن النظام تورط في عمليات «قتل ممنهج» على نطاق واسع.

3) الأطفال المحاصرون في «أرخبيل التعذيب»:

«أرخبيل التعذيب»، هو اللقب الذي أطلقته منظمة «هيومان رايتس ووتش» على شبكة واسعة ومعقدة من مراكز التعذيب والاعتقال التي تديرها قوات الأمن السورية وعملاء المخابرات.

وقالت آنا نايستات، مديرة البرامج الطارئة في المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، لـ«جلوبال بوست» عام 2012 إن «مستوى التعذيب في سوريا لا يمكن مقارنته بأي صراع آخر تابعته». فعندما يتعلق الأمر بالمليشيات الموالية للأسد (الشبيحة)، يبدو أنهم لا يعيرون مسألة صغر سن الموقوفين أي اهتمام، فواحد من كل 5 معتقلين هو من القصّر، بحسب «هيومان رايتس ووتش».

وأشارت «جلوبال بوست» إلى أنها تحدثت مع بعض الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب والسجن من قبل النظام السوري، موضحة أن قصصهم كانت «مرعبة».

4) الهجمات الكيماوية:

من أكبر الجرائم التي ارتكبها النظام السوري هي الهجمات التي استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية، والتي ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب».

وقبل أن تبدأ الولايات المتحدة في قصف مواقع «داعش» في سوريا، كانت على وشك القيام بالخطوة ذاتها بعد 21 أغسطس 2013، عندما حدثت هجمات بالأسلحة الكيماوية على الغوطة، وهي ضاحية تسيطر عليها قوات المعارضة قرب دمشق، ورغم أن المجتمع الدولى أشار بأصابع الاتهام في تلك المجزرة إلى قوات الأسد، فإنه أنكر ذلك.

وراح نحو 1400 مدني سوري ضحية الهجوم، فيما تعرض مئات آخرين للتسمم. ويعد هذا أول استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيميائية منذ عام 1988، حينما استخدم الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، الكيماوي ضد الأكراد، قرب نهاية الحرب بين إيران والعراق.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أطلق تحذيره الشهير بأنه إذا ما لجأ الأسد إلى استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه فإنه سيكون بذلك قد تجاوز «الخط الأحمر»، إلا أن الولايات المتحدة لم تشن هجمات عسكرية ضد النظام السوري، وربما يرغب أوباما لو عاد به الزمان لسحب هذا التصريح.

5) استخدام البراميل المتفجرة في مهاجمة مدن مكتظة بالسكان:

تشبه البراميل المتفجرة الأسلحة الكيماوية في أنها لا تفرق بين المدنيين والجنود، ويرى بعض المحللين أن الهدف منها هو قتل أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير مدن بأكملها، وبث الرعب في قلوب السكان.

وتعتبر تلك القنابل شديدة الانفجار، وغير موجهة، كما أنها غير دقيقة ومصنوعة من مواد رخيصة الثمن، ومعبأة بالمتفجرات التي تحقق أقصى قدر من الدمار.

واستخدم جيش الأسد سلاح البراميل المتفجرة مرارًا، لمهاجمة مدن مكتظة بالسكان، مثل حلب، مما أسفر عن إحداث دمار كبير في البنى التحتية، فضلاً عن وقوع عدد ضخم من الخسائر البشرية.

6) مذبحة الحولة:

وفقا لتقرير للأمم المتحدة، قتلت القوات الحكومية السورية ومليشيات «الشبيحة» أكثر من 100 مدني، في مايو 2012، نصفهم تقريبًا من الأطفال، في قرية الحولة بمحافظة حمص. وأشارت تقارير إلى أن المسلحين أطلقوا النار عشوائيًا على منازل المدنيين، وتنقلوا من منزل إلى آخر لقتل الرجال والنساء والأطفال في الداخل.

ودفعت المذبحة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتمرير قرار يدين النظام السوري لشنه هجمات «متعمدة» على المدنيين.

7) استهداف الصحفيين:

ربما لعبت جماعات متطرفة، مثل «جبهة النصرة» و«داعش»، دورًا كبيرًا في تحويل سوريا إلى «أخطر بلد في العالم يهدد سلامة الصحفيين»، وفقًا لتقرير منظمة «مراسلون بلا حدود»، لكن نظام الأسد لا يختلف عنهم كثيرًا، حيث اعتقلت قواته، باستمرار، وقتلت الكثير من الصحفيين طوال فترة الصراع.

وكانت ماري كولفين، المراسلة الأمريكية لصحيفة «صنداي تايمز»، من بين الصحفيين الذين قتلوا أثناء تغطيتهم للحرب السورية. كما قُتل في الحادث ذاته المصور الفرنسي البارز، ريمي أوشليك، عندما فجر النظام السوري مركزًا صحفيًا كانا يتواجدان فيه في حمص.

9) 9 ملايين لاجئ:

فر 2.5 مليون من السوريين إلى دول الجوار، تركيا ولبنان والأردن والعراق، هربًا من ضراوة الحرب، فيما يوجد نحو 6.5 مليون مشرد داخليًا في سوريا.

ويقول برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، أن ما يقرب من 6 ملايين سوري يعتمدون الآن على برامج المساعدات الغذائية من أجل البقاء.