مسلمو أستراليا يشكون من حملة أمنية يرون فيها أبعادا طائفية

كتب: رويترز الخميس 25-09-2014 13:40

قال مسلمون بارزون في أستراليا، إن مجتمعهم مستهدف بشكل غير عادل من جانب جهات إنفاذ القانون ومهدد من جانب جماعات يمينية وإن السياسات المتشددة الجديدة التي تطبقها حكومة كانبيرا لمحاربة الإسلاميين المتطرفين يمكن أن تجيء برد فعل.

ووضعت السلطات الأسترالية، في حالة تأهب قصوى، منذ أن قامت الشرطة الأسبوع الماضي بمداهمات واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب والتي أحبطت ما تقول الحكومة إنها مؤامرة لتنظيم «داعش» المتشدد لقطع رأس أحد العامة في عملية إعدام علنية.

ويسعى رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، إلى سلطات أمنية جديدة للتصدي للخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة، وشددت السلطات إجراءات الأمن في الأماكن العامة ومنها البرلمان والمطارات والأحداث الرياضية.

ويصر أبوت على أن هذه الإجراءات، لا تستهدف المسلمين لكن محامي الدفاع في القضايا الجنائية آدم حودة ومقره سيدني يقول إنه أصبح واضحا بالفعل أن تلك الإجراءات أسفرت عن تمييز بين المواطنين.

وضرب مثالا على ذلك ما حدث من احتجاز 3 مسلمين ملتحين في سيدني الجمعة الماضية خلال مبارة لـ«الرجبي» لمجرد أن أحد المتفرجين أبلغ الشرطة بأنهم يستخدمون هواتفهم المحمولة بشكل «مريب».

وقال حودة «الواقع إنهم استهدفوا بسبب مظهرهم. إذا تم استدعاؤهم لمجرد إنهم كانوا يلعبون بهواتفهم.. فهذا شيء سخيف».

ويقول زعماء مسلمون في أحاديثهم الخاصة، إن التوترات العرقية يمكن أن تتصاعد بسرعة وتخرج عن نطاق السيطرة.

وفي وقت سابق من الأسبوع حذر رئيس الوزراء الاسترالي، من أن الخط الرفيع بين الحرية والأمن «قد يعدل».

وكان يشرح سلطاته الواسعة الجديدة لشن حملة على أنشطة مشتبه بها للمتشددين.

وذكر أبوت أن هناك 60 استراليا على الأقل يحاربون في الشرق الأوسط في صفوف داعش أو جماعات متشددة أخرى بالإضافة إلى 100 أسترالي آخر يؤيدون تلك الجماعات.

وتعتقد السلطات أن 20 على الأقل عادوا إلى استراليا ويشكلون خطرا أمنيا وفي وقت سابق من الشهر ولأول مرة رفعت وكالة الأمن القومي مستوى التهديد إلى «مرتفع» وهذا المقياس يضم أربع درجات.

وكانت المطارات من الأماكن التي زادت فيها إجراءات الأمن ويقول عدد كبير من المسلمين إنهم مستهدفون بعمليات التفتيش الطويلة والمكثفة.

وقال مفتي استراليا إبراهيم، أبومحمد، الجمعة إنه يفكر في رفع دعوى قضائية بعد احتجاز أحد الأئمة الكبار لأكثر من ساعتين مما أدى إلى عدم لحاقه بالطائرة التي كانت ستقله إلى السعودية لأداء الحج.

وأصدر وزير الهجرة الأسترالي، سكوت موريسون بيانا، قال فيه إن الضباط سيحاولون عدم إزعاج المسافرين المسلمين لأداء الحج لكنه طالب بالصبر.

وقال «الأمن له الأولوية على عملية التعامل مع الركاب في المطارات.»

وذكر المحامي حودة، أنه يفكر في رفع دعاوى قضائية باسم نحو 20 شخصا احتجزوا في المطارات واستجوبوا عن صلات بالإرهاب.

وأضاف حودة «رئيس الوزراء يظل يذكرنا أن القوانين التي يحاول تمريرها لا تستهدف المسلمين لكن ما هو أثرها الفعلي؟ المستهدفون هم مسلمون 100%.»