قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تعهد بدعم الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم «داعش»، مضيفة أنه دعا، في الوقت نفسه، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لتوسيع حملته ضد الإرهاب إلى ما هو أبعد من العراق وسوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن السيسي حذر، في مقابلة أجرتها معه، على هامش زيارته لأمريكا لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، الإدارة الأمريكية من التخلي عن الشرق الأوسط في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حالة تغيير مستمر، وتواجه خطر التشدد مع تزايد عدم الاستقرار.
واستشهد الرئيس، في أول مقابلة صحفية أجراها في الولايات المتحدة، بالتهديدات الإرهابية في ليبيا، والسودان، واليمن، وسيناء، والتي رأى أنها تعكس الخطر الذي يمثله تنظيم «داعش» على الشرق الأوسط، والغرب.
وتابع السيسي، خلال المقابلة التي استمرت لمدة ساعة، في الفندق الذي يقيم فيه: «لا يمكن أن نقلل من الخطر الكامن الذي يمثله داعش في المنطقة، ويجب وضع كل الأشياء في اعتبارنا، وعدم تحجيم المواجهة إلى مجرد مراقبة التنظيم وتدميره».
وقالت الصحيفة إنه منذ تولي السيسي منصبه، عمل على تخفيض دعم الطاقة في محاولة لإنعاش اقتصاد البلاد، وواصل حملته الواسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين، كما عمل عن كثب للتوصل إلى قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وتابعت: «وعلى الرغم من مخاوف إدارة أوباما بشأن تراجع الإصلاحات الديمقراطية وحرية الصحافة في القاهرة، فإنها سعت على نحو متزايد لجذب السيسي إليها كحليف رئيسي في الحرب ضد داعش، حيث تستعد الولايات المتحدة لتقديم 10 مروحيات أباتشي إلى مصر والتي كانت قد علقت تسليمها إلى البلاد بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، العام الماضي».
ونقلت الصحيفة عن السيسي قوله إنه يدعم الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش، ولكنه حذر من تورط حكومته عسكرياً في هذه الحملة بشكل كبير«، مشيرة إلى أنه أكد على ضرورة أن يلعب الجيش العراقي والبلدان الأقرب إلى بغداد ودمشق، ولا سيما تركيا والأردن والمملكة العربية السعودية، دوراً أكثر مباشرة في مكافحة داعش، قائلاً إن«رمزية وجود ائتلاف موحد مهمة للغاية».
وقالت الصحيفة إن السيسي أكد أن مصر ستحافظ على حقها في مكافحة التطرف وغيره من التهديدات لأمن القاهرة، بشكل مستقل.
وأشارت الصحيفة إلى تقارير تفيد بأن بعض المسؤولين الأمريكيين أكدوا إمكانية تدريب الجيش المصري للقوات العراقية على تكتيكات مكافحة الإرهاب.
وبسؤاله عما إذا كانت مصر شاركت في شن غارات جوية على الميليشيات الإسلامية في ليبيا، الشهر الماضي، قالت الصحيفة إن «السيسي لم يؤكد هذه الهجمات، ولكنه أشار إلى أن حكومته تلعب دوراً هاماً في مساعدة الحكومة المنتخبة في طرابلس للحفاظ على النظام في البلاد»، قائلاً: «لقد ساعدت الحكومة في طرابلس لتقف على قدميها، وقدمنا لها الفرصة التي كانت بحاجة إليها».
وتطرق السيسي إلى الشؤون الداخلية للبلاد، قائلاً إنه يتطلع لتحقيق التنمية الاقتصادية والتعليمية، وتعزيز التسامح الديني، معتبراً أن هذه الأدوات مهمة لمحاربة «داعش» والجماعات المتطرفة الأخرى، وأهميتها لا تقل عن أهمية الضربات العسكرية.
وتحدث السيسي عن حملة حكومته الواسعة لإنعاش الاقتصاد المصري، وتحديد مسار الانتخابات البرلمانية الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة شرعت في حملة، في الأشهر الأخيرة، لجذب الاستثمارات الأجنبية من الدول العربية والغربية، ناقلة عن بعض المسؤولين المصريين قولهم إن الرئيس عقد العديد من الاجتماعات، يوم وصوله إلى نيويورك، مع رجال أعمال ومستثمرين محتملين.
وقال السيسي إنه بالإضافة إلى استقرار القاهرة المالي، فإنه يسعى لخفض الروتين بشكل واسع، والذي يعيق الاستثمار الخارجي والنمو الاقتصادي، مضيفاً «نفعل كل ما بوسعنا لتوفير التشريعات والقوانين التي تجعل الاستثمار في مصر أكثر جاذبية، ومرحباً بكم في مصر الجديدة».
وبحسب الصحيفة، فإن السيسي أبدى «حساسية» تجاه المواقف الدولية التي انتقدت إصدار أحكام في مصر ضد 3 صحفيين من شبكة قناة «الجزيرة» الفضائية بعقوبات بالسجن لمدد طويلة، قائلاً إنه يجب احترام استقلال النظام القضائي في مصر، مؤكداً أنه لم يكن ليسمح بمضي هذه القضايا قدماً إذا كان موجوداً في السلطة حينما بدأت. وتابع: «لو كنت مسؤولاً حينها، فإن المشكلة لم تكن لتصل لهذه المرحلة، حيث كنت سأخرجهم من البلاد».