هاني النقراشي عضو «الاستشاري العلمي» للسيسي: الإخوان اغتالوا والدي خدمة للإنجليز

كتب: حسين رمزي الإثنين 22-09-2014 23:32

قال الدكتور هـانى النقـراشى، خبير الطاقة العالمى، عضو المجلس الاستشارى العلمى للرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه قدَّم إلى الرئيس دراسة حول أهم التحديات التى ستواجه مصر بعد 50 عاماً من الآن، وتمنى أن تنال الدراسة الاهتمام الكافى.

وأعرب، فى حواره مع «المصرى اليوم»، عن أمله فى أن يكون لعلماء المجلس الاستشارى العلمى دور كبير خلال المرحلة القادمة. وشدد على أن العلماء شعـروا بتكريم عظيم من الرئيس السيسى، مشيراً إلى أنه طلب من الرئيس البدء فى إنشاء المحطات الشمسية، قائلاً له: «إن الـوضع الحالى لا يحتمل التأخير»، فرد الرئيس عليه: «لا يوجد تمويل كاف لتنفيذ المحطة على مرحلة واحدة، ويمكن أن يتم تنفيذها على مراحل».

وأشار النقراشى، وهو نجل محمود فهمى النقراشى باشا، رئيس الوزراء الأسبق الذى اغتالته جماعة الإخوان فى الأربعينيات من القرن المنصرم، إلى أن سوء التخطيط فى إدارة أزمة الكهرباء خلال السنوات الماضية وراء ما يحدث حالياً من مشاكل وأزمات. وأبدى استغرابه الشديد من المسؤولين داخل الحكومة وخارجها حالياً «الذين يقولون عكس الحقيقة، ويعملون على تغييب الشعب»- بحسب تعبيره.

وأكد ارتياحه لعزل الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان من السلطة، معتبراً أنهم «ليسوا أهلاً للوطنية»، وأنهم اغتالوا والده خدمةً للإنجليز.

وإلى نص الحــوار:

■ هـل ترى أن المجلس الاستشارى لعلماء مصر سيكون له دور فى حل الأزمات التى تواجه البلاد أم سيكون مجرد ديكور؟

- بالطبع سيكون للمجلس دور كبير جداً فى المرحلة القادمة، فالرئيس جاد فى الاستفادة من خبرات جميع العلماء، وأعتقد أنه سينفذ أى حل سيقدمه المجلس إذا رآه مناسباً.. وأعتقد أنها المرة الأولى التى يشعر فيها علماء مصر المنتشرون فى مختلف دول العالم بالاستجابة لنداءاتهم المتكررة من حيث الاستفادة من خبراتهم، وأن هيئة كبار العلماء التى تم تأسيسها الآن تعد تكريماً عظيماً لأعضائها واستجابة للنداءات السابقة بذلك، وشكرت الرئيس على ذلك، ونتمنى أن نقدم شيئاً عظيماً لمصر. وجميع أعضاء الهيئة متفائلون ولا يوجد تضارب فيما بينهم، ونكمل بعضنا البعض من خلال تخصصاتنا المختلفة، وهذا مصدر قوة للمجلس، وأكبر دليل على أن المجلس لن يكون ديكوراً هو مطالبة الرئيس بتقرير عن الأزمات مرفقاً به الحلول التى نراها، ولكن رأينا ليس إجبارياً لأصحاب القرار، حيث ينتهى دور الهيئة بتقديم التقارير والنصيحة، وعلى الرئيس إما الأخذ بها أو تجاهلها، وأتمنى أن نفيد مصر، وقد تقدمت للرئيس بدراسة بحلول أزمات مصر المستقبلية.

■ ما الحلول التى تقدمت بها؟

- تقدمت بدراسة أعدت بواسطة عدة علماء ومراكز بحثية بتمويل من وزارة البيئة الألمانية، وأنا أحد المشاركين بها، عن أهم التحديات التى ستواجه مصر بعد 50 عاماً، وكيفية الاستفادة من الطاقات المتجددة، والمشاكل هى: أولاً مصر ستعانى من الزيادة السكانية، حيث يصبح عدد السكان 120 مليوناً، واستهلاك المياه سيكون 120 مليار متر مكعب أى بزيادة 50 ملياراً عن الآن، واحتياجات الطاقة ستزيد إلى 120 ميجاوات، وباختصار تقدم الدراسة حلولاً لكل ذلك، أولها بناء مدن ومصانع خارج الوادى، ثانياً وضع خطة تنفذها وزارة المياه والموارد المائية.

■ هـل وافق الرئيس السيسى على إنشاء محطات شمسية فى مصر؟

- لم يعطنى وعداً بتنفيذ المشروع وإنشاء محطات طاقة شمسية، ولكن اختياره لى كعضو مجلس استشارى للعلماء يوحى بأنه مقتنع بالمشروع، ولو كان غير مقتنع به لما اختارنى. وعندى أمل أن يهتم الرئيس بالمشروع ويدعمه ويضعه فى خطة الدولة العاجلة، لأننى أرى أنه يجب البدء فيه فوراً لأنه لا يحتمل التأخير، فكلما تأخرنا زادت أزمة الكهرباء، حيث إن الاستهلاك يزيد سنوياً بما يعادل 8% ولدينا أزمة وقود وانقطاع كهرباء بسبب نقص الوقود. إذن بناء محطات جديدة لن يعالج المشكلة وسيكون عبئاً، فكيف ستعمل ولدينا أزمة وقود؟! لذلك الأزمة ستتضاعف، والمحطات مكلفة فى البداية إلا أنها توفر طاقة طائلة ومعالجة لأزمة الوقود فى المستقبل، والدولة لم تكن تعى ذلك، فوزير الكهرباء الأسبق أحمد إمام كان يقول إن إنشاء محطات سيعالج الأزمة، وهذا يدل على عدم درايته، وهذا التفكير التقليد أوصلنا إلى الهاوية.

■ متى يجب البدء فى إنشاء المحطات الشمسية؟ وكم عدد المحطات التى نحتاجها؟

- يجب البدء فى إنشائها حالاً، والوضع لا يحتمل التأخير، فنحن نحتاج إلى بناء 150 محطة خلال الفترة القادمة لسد احتياجاتنا، وحتى نصبح دولة منتجة ومصدرة للطاقة، ونظراً للوضع الاقتصادى السيئ الذى لن يمكننا من البدء فيها جميعاً حيث يمكن البدء بـ 50 فقط كمرحلة أولى، وإنشاء محطة للطاقة الشمسية يحتاج إلى 400 فدان، ويتكلف نحو 7 مليارات جنيه، وتقسيمها على 3 مراحل، وتكلفة بناء أول 50 محطة شمسية تساوى تكلفة بناء محطة نووية، وفى المرحلة الثانية ستقل التكلفة إلى 15% وتقل 10% أخرى فى المرحلة الثالثة، ويمكن إشراك القطاع الخاص فى المشروع، ويجب أن نقوم بتصنيع محطات الطاقة الشمسية محلياً، لغلاء أسعار المعدات إذا استوردت من الخارج.

■ تابعت أزمة «الخميس المظلم» للكهرباء وانقطاعها عن معظم مصر.. ما رأيك؟

- سوء التخطيط فى السنوات الماضية لإدارة الأزمات، والعمل على إيجاد حلول للمشاكل المستقبلية، هو السبب فى ما يحدث الآن، بالاضافة إلى الزيادة السكانية، ويجب ألا تتكرر تلك الأزمة التى واجهتها مصر، فمثل هذه الأزمات تدمر البلاد، وتزيد من احتقان الشعب، وعلى المسؤولين إعادة التفكير لأنهم عندما فكروا فى حل الأزمة قرروا إنشاء 5 محطات نووية لسد العجز بداية من 2008، وهذا ليس له أساساً علمياً وليس حلاً، وأستغرب جداً من المسؤولين فى الحكومة وخارجها والسياسيين الذين يقولون عكس الحقيقة ويُغيّبون الشعب، ودور الإعلام هو توعية الشعب وكشفهم.

■ ما رأيك فى تجربة الحكومة فى استخدام الطاقة الشمسية بإنشاء محطة الكريمات؟

- الحكومة تقول إن «الكريمات» محطة شمسية، وهذا عكس الحقيقة، ولا ترقى إلى أقل محطة كهرباء، ولا يصح أن تسمى محطة شمسية، فهى تعد مصدر إنتاج كهرباء ولا يمكن الاعتماد عليها، فالمحطة لا تعد شمسية فهى تنتج فقط - حسب الموجود فى هيئة الطاقة المتجددة - 4% مصدرها الطاقة الشمسية فقط، و96% مصدرها من الوقود، وأقول لمن صرحوا بأنها محطة طاقة شمسية: «عيب».

■ متى كانت أول مرة عرضت فيها بناء المحطات الشمسية فى مصر؟

- منذ عام 1998 وأنا أحاول إقناع المسؤولين فى مصر بإنشاء محطات الطاقة الشمسية، وقابلت رئيس هيئة الطاقة المتجددة الأسبق شريف أبوالنصر، وأعجب جداً بالأمر بعد أن شرحت له تفاصيل المشروع، وأخذنى إلى وزير الكهرباء حينها الدكتور حسن يونس، فقال لى: «مش مقتنع بالأمر، ولا أرى أن هناك شيئاً مُلحّاً لنلجأ إلى المحطات الشمسية»، ولم يهتم بالفكرة بالرغم من شرحى له بأن مصر ستعانى فى المستقبل من أزمة كهرباء لضعف احتياطى الوقود، بالإضافة إلى تلوث البيئة من استخدام الفحم، وكان كلامى هذا يرجع لأن ألمانيا نفسها كانت تعانى من ذلك وتنبأت، وأخذت احتياطاتها، وكنت أتمنى أن تفعل مصر ذلك، ولكن المسؤولين حينها كانت نظرتهم ضيقة وليس لديهم رؤية.

■ ما مميزات المحطات الشمسية؟ وكيف تستفيد مصر منها؟

- أولاً مصر لديها ميزة نوعية فى الطاقة الشمسية تتمناها جميع الدول الأوروبية، ثانياً المحطات الشمسية الدولة تتحمل تكاليف بنائها فى البداية ولا تحتاج لوقود، أما المحطات الكهربائية العادية فتتحمل الدولة تكاليف بنائها، بالإضافة إلى استهلاك وقود يعادل 70% من حقها، أى أن سعر الوقود المحروق فى 10 سنوات يعادل تكاليف 7 محطات، ثالثاً الصحراء قريبة جداً من المنطقة السكنية وهذه ميزة كبيرة، بالإضافة إلى وجود بعض المناطق فى مصر مثل بحيرة ناصر لو تم استغلالها وعمل محطة شمسية فيها ستنتج كهرباء تعادل إنتاج الشرق الأوسط كله، لأن متوسط شدة الشمس يعادل مليون برميل نفط لكل كيلو متر مربع سنوياً، بالإضافة إلى أنها طاقة متجددة لا تنتهى، فمصر لديها مصدر كنز من الطاقة الشمسية الحرارية أكبر من كنوز البترول الموجودة فى دول الخليج، وأريد أن أبلغ المصريين بأن أول محطة شمسية فى العالم كانت فى مصر منذ 101 سنة، بالإضافة إلى أننى متفائل بمستقبل الطاقة فى مصر، لأن صحراءها بها سماء صافية، على عكس الدول الأوروبية، ومميزات استخدامات الطاقة الشمسية متعددة وليست فقط لتوليد الكهرباء، ومنها تنظيف المياه من الميكروبات، وتسخين المياه فى الخزانات، وتعويض مصر عن فقرها بترولياً. ومنذ عام 1993 جرى التوجه إلى استخدام الغاز الطبيعى، وتصديره للخارج يعتبر «كارثة اقتصادية على مصر»، حيث كان من الأفضل استغلاله فى الاستهلاك المحلى، والطاقة الشمسية فى مصر تكفيها لمدة 100 عام مقبلة، بل تكفى العالم كله، ومصر بحاجة إلى إنشاء من 100 إلى 150 محطة سنوياً.

■ ماذا قال لك الرئيس السيسى عن مشروعك؟

- قابلت الرئيس مرتين فقط، الأولى كانت أثناء ترشحه للرئاسة، فشرحت له الأمر وناقشته، وكان مستمعاً هادئاً جداً ومريحاً وعاقلاً، ولكنه لم يعدنى بشىء لأن السلطة لم تكن بيده، والثانية كانت أثناء تشكيل المجلس الاستشارى للعلماء وخبراء مصر، وشرحت له التحديات التى تواجه مصر حالياً، والتى ستواجهها فى 2050 من أزمات تخص الطاقة والمياه والتكدس السكانى، وقلت إننا لابد أن نغير اسم وزارة الكهرباء إلى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وأوضحت أن أحفادنا لن يجدوا بترولاً ولا غازاً بعد 50 عاماً من الآن، وكان الرئيس مدركاً أزمات البحث العلمى، واقتنع بفكرة البرنامج الذى تقدمت به لحل أزمة الكهرباء، وأكد أهمية بناء محطات شمسية لأنها أبرز الحلول لحل مشكلة الكهرباء.

وقال إن المصريين منزعجون جداً من انقطاع الكهرباء، وعلينا توفير ثمن محطات الطاقة الشمسية خلال 7 سنوات، والاستغناء عن المواد البترولية التى تتم الاستعانة بها فى محطات الكهرباء، لكنه استطرد بأنه لا توجد أموال كافية لتنفيذ المحطة على مرحلة واحدة، وأنه يمكن أن يتم تنفيذها على مراحل، وشعرت أن السيسى لديه إرادة قوية لتطبيق الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

■ هـل استخدام المحطات النووية حل للأزمة؟

- تكلفة محطة نووية فى مصر تعادل تكلفة 50 محطة شمسية، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى عدد عمال أكبر وتستهلك كميات كبيرة من الوقود ولدينا نقص فيه، كما أنها تكلف الدولة مبالغ فى التخلص من النفايات، ولذلك أنتقد إنشاء محطات نووية، ويهاجمنى خبراء الطاقة النووية ويزعمون أن المحطات الشمسية تنتج خلايا ضوئية مضرة.

وسأقارن هنا بين الطاقة النووية والشمسية، أولاً تكلفة الطاقة الشمسية أرخص بكثير من النووية، فعلى الرغم من أن إنشاء محطات طاقة شمسية مكلف فى البداية، حيث تتكلف المحطة حوالى 7 مليارات جنيه، إلا أنها توفر حوالى 700 مليون فى السنة، بالإضافة إلى أن تعطل إحدى الوحدات لا يوقف المحطة بالكامل، أما الطاقة النووية فلابد من التخلص من النفايات النووية، والتخلص الضرورى من المحطة بعد مرور 4 سنوات، لانتهاء صلاحيتها، وهذه أمور مكلفة جداً، وتعادل 7 أضعاف تكاليف إنشاء المحطة النووية، وأعتبر أن تشغيل محطة الضبعة مخاطرة، وقد تُحدث زلزالاً فى هذه المنطقة، وسيكون كارثة نووية كبرى.

■ هل يمكن استخدام الرياح مصدراً من مصادر الطاقة؟

- الرياح فى مصر محصورة تقريباً فى منطقة خليج السويس، بالإضافة إلى أن طبيعة الرياح فى مصر عالية فى الصيف وتنخفض فى الشتاء حتى النصف، فلا يمكن استخدامها مصدراً للطاقة فى مصر، لأنها مصدر عشوائى متقلب، والحل الوحيد هو استخدام الطاقة الشمسية.

■ ما رأيك فى قرار الحكومة باستخدام الفحم كأحد مصادر الطاقة، وتعليق البنك الدولى؟

- استخدام الفحم كأحد مصادر الطاقة فى مصر مضر جداً جداً، وبالغ الخطورة، والاعتماد عليه يكلف الدولة الكثير، فلابد من إنشاء ميناء لاستقبال الفحم المستورد ووسائل نقل وآلات لطحنه وتخزينه، بالإضافة إلى التخلص من نفاياتها، فكل هذه التكاليف تتحملها الدولة ولا يكون لها مقابل، واستخدام الفحم فى توليد الكهرباء مستحيل، فلا يوجد دولة فى العالم تفعل ذلك نظراً لضرره البالغ على البيئة.

■ بعض الوزارات والمؤسسات تعمل حالياً بالطاقة الشمسية.. هل يمكن تعميم التجربة؟

- ما يقال عن وجود وزارات تعمل بالطاقة الشمسية ليس له أساس من الصحة، وبه مبالغة كبيرة، فوضع ألواح شمسية على المبانى لا يمكن أن ينتج كهرباء تشغّل أجهزة تكييف وأجهزة كهربائية، وهذا لا يمكن تسميته بمحطة طاقة شمسية، وأتمنى من المسؤولين مصارحة الشعب وعدم تضليله، وأطالب المصريين بعدم إشعال «النور» فى الصباح والاعتماد على أضواء الشمس، وأنوه بأن وزيرة البيئة ليلى إسكندر طلبت منى عمل ألواح شمسية فوق مبنى الوزارة، فرفضت وقلت لها إن تلك الألواح لن تمكنك من استخدام الأجهزة و«التكييفات»، فقالت: «سنستخدمها فى إضاءة لمبات النور»، فقلت: «افتحى الشبابيك».. ورفضت.

■ ما رأيك فى المشهد السياسى الحالى؟

- لا أحب التحدث فى السياسة، لكنى أتابعها جيداً حتى أكون على دراية كاملة بالمشهد فى بلدى، كأى مصرى يعيش فى الخارج، وأؤمن جيداً بالتخصصات، وعلى كل شخص أن يتحدث فى مجاله وما يعلمه فقط.

■ الإخوان اغتالوا والدك النقراشى باشا.. هل شعرت بالحزن عندما تولوا الحكم فى مصر؟

- حزنت جداً عندما تولوا الحكم، خاصة أنهم غير أهل للوطنية، وليس لهم انتماء إلا لمصالحهم، وقتلهم والدى محمود النقراشى باشا كان غرضه خدمة الإنجليز حينها، لأنه الوحيد الذى كان يهاجمهم فى مجلس الأمن، وكان عدوهم الأول، لذا قضى نصف عمره فى السجن، وعند خروجه اغتيل على أيدى الإخوان، وارتحت جداً عندما ثار عليهم الشعب وعزلهم.

■ أخيراً.. تحدثت كثيراً عن الوطنية، فلماذا سافرت لألمانيا وتركت بلدك مصر؟

- تركت مصر عام 1958 لعدة أسباب، أولها لأن تكليفى بعد تخرجى من كلية الهندسة جاء بشركة كهرباء فى السويس، وعندما ذهبت لتسلم عملى طالبونى بأن أعمل مشرفاً فى المخازن، وقتها نصحنى أحد المهندسين بأن أترك العمل وأسافر إلى الخارج وقال لى: «لو اشتغلت فى مصر هتندفن»، فطلبت الإعفاء من التكليف والسفر إلى المانيا، وبعد سفرى تقدمت فى أكثر من جامعة لعمل الدراسات العليا، ولكن جميعها رفضت الاعتراف بشهادة تخرجى لأنها من مصر، وعانيت فترة كبيرة حتى وجدت جامعة تقبل شهادتى بشرط عمل دبلومة.