السلام الذى اختفى وسط الحروب والعمليات الإرهابية المتكررة فى جميع بلاد العالم، وما ترتب عليها من ضغوطات عصبية ونفسية على المجتمع، هو ما دفع بعض الشباب للتفكير فى الدعوة لنشر السلام عن طريق الفن. ولأن الرقص يعتبر أحد أنواع الفنون ووسيلة لمعالجة الضغوط النفسية، قرر الشباب تدشين مبادرة «السلام» بفعاليات لتعليم جميع أنواع الرقص من أنحاء العالم، للتواصل بين الشعوب.
وفى إحدى صالات الرقص الشهيرة فى منطقة المعادى، تجمع عدد من الشباب لإطلاق أول فعالية للرقص مع المدرب كريم شريف، «24» عاماً.
ويقول: «تم الاتفاق معى على عمل دورات تدريبية لتدريب بعض الشباب من الجنسين على الرقص لأنهم رأوا فى الرقص أسلوب حياة وحركات تعبر عما بداخل الشخص وأيضاً ضرورة لتغيير فكر مجتمعنا الشرقى عن الرقص».
وفى بداية كل دورة تدريبية جديدة، يحكى «كريم» بداية طريقه مع فن الرقص، يقول: «بدأت منذ حوالى ٩ سنوات أشاهد الراقصين وأتعلم منهم وأشاهد ثقافات وأنواع رقص من جميع أنحاء العالم وقررت تطوير نفسى وابتديت أرقص فى بعض المسارح والجامعات وبعض الحفلات وشاركت فى بعض مسابقات للرقص وسافرت إلى لبنان للمشاركة فى مسابقة هناك وحصلت على مركز من أفضل ٣ راقصين فى مصر ومن أفضل ٤٠ راقصا على مستوى العالم العربى».
ويضيف: «من الأسباب اللي خلتني أحترف الموضوع ده، أختي الله يرحمها، لأنها كانت بتحب نتشوفني وأنا برقص، وكانت بتحب تتابعني، ولما توفت في شهر أكتوبر الماضي، مابقتش أعمل أي حاجة إلا اللي هي كانت بتحبه، طالما هي كانت بتحب كده يبقى هاعمل اللي كانت بتحبه».
على الرغم من انشغال «كريم» بتطوير مهاراته فى الرقص إلا أنه قرر أن يغير نظرة المجتمع إلى الراقصين، من خلال الاجتهاد فى دراسته والحصول على أعلى الدرجات: «كان لازم أقول للناس إن الراقص شخص عادى وناجح فى حياته ودراسته وأنا حاصل على الطالب المثالى على مستوى الجمهورية ٣ سنين وحاصل على درجة امتياز من كليتى فليس معنى إنى برقص إن هذا يضرنى أو يضر مجتمعى».
«12» رقصة مختلفة يعلمها «كريم» للمشاركين فى الدورات التدريبية على مدار 3 أشهر كاملة، ويتابع: «من خلال المبادرة بنعلم الشباب حوالى ١٢ نوع من الرقص مقسمة على حصص أسبوعية على مدار ثلاثة أشهر».
وعن إقبال الشباب وردود الأفعال يقول «كريم»: «الحمد لله لقينا إقبال كبير من الشباب المشاركين والمتحفزين لممارسة فن الرقص ولقينا ردود أفعال إيجابية وأصبح الشباب ينظرون إلى الرقص كغيره من الفنون المختلفة».