فى 28 يونيو الماضى استمعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، إلى أقوال المقدم محمد محمود أبوسريع أحمد، ضابط بالإدارة العامة للأندية والفنادق، رئيس مباحث ليمان طرة سابقا، فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح «أبوسريع»، الذى استشهد، أمس، فى الانفجار أمام مبنى وزارة الخارجية، أن منطقة سجون وادى النطرون يوم 25 يناير 2011 كانت هادئة جدا، وقال فى شهادته: «أنا كنت رئيس مباحث ليمان 430، أحد سجون وادى النطرون، وكنا متواجدين فى السجون، وهناك إحدى السيدات قالت فى مداخلة هاتفية فى أحد البرامج التليفزيونية إنه تم اقتحام السجن وهروب المسجونين، وذلك على خلاف الحقيقة»، مضيفا: «وعقب هذه المداخلة بساعات قليلة تم اقتحام السجن وتهريب المسجونين».
وتابع أنه فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء 29 يناير 2011، أثناء تواجده بليمان 430 وحال مشاهدته التلفاز فوجئ بهذه المداخلة التليفونية، مما أثار حالة من الهياج والفوضى وسط السجناء، فاستدعى تشكيلا من كتيبة قوات التأمين التابعة لمنطقة سجون وادى النطرون، وتمت السيطرة على الموقف، وعبر عن قناعته بأن تلك المداخلة كان مخططا لها فى عملية اقتحام منطقة السجون، والهدف منها إحداث حالة فوضى داخل سجون المنطقة لإشغال القوات، إلا أن تحرياته لم تتوصل لمعرفة تلك السيدة. وأوضح «أبوسريع» أنه فى تمام الساعة الثانية والنصف صباح يوم الأحد 30 يناير 2011 تنامى إلى سمعه دوى إطلاق نيران كثيفة على منطقة سجون وادى النطرون، وتم تبادل إطلاق النيران بين قوات التأمين وجماعات مسلحة حتى نفدت ذخيرة قوات التأمين، وتم فقد السيطرة على منطقة السجون فى الساعة الرابعة صباحا، وتمكنت تلك الجماعات من اقتحام مجمع سجون وادى النطرون عن طريق استخدام لودر فى فتح أبواب السجون.
وأشار إلى أنه حال خروجه خلسة بسيارته من ليمان 430، خشية إصابته من قبل الجماعات المسلحة أو تعدى السجناء الهاربين عليه، شاهد سيارات ميكروباص وملاكى وربع نقل تعلوها رشاشات يستقلها المقتحمون ويطلقون الأعيرة النارية فى الهواء. ولفت إلى أن المقتحمين يرتدون ملابس عادية وملثمون ويتحدثون بلهجة عربية غير مصرية.
وواصل الشهيد أمام المحكمة: إنه فى صباح اليوم التالى توجه إلى ليمان 430، وقام بعمل معاينة على مكان الأحداث والتقط بعض الصور الفوتوغرافية من الكاميرا الخاصة به، ولاحظ إتلاف الليمان بالكامل، وما به من سيارات للشرطة وعربة الإطفاء وأبواب العنابر والزنازين وآثار لإطلاق النيران، وسرقة الأموال التى كانت بالخزائن بعد فتحها، بالإضافة إلى هروب معظم السجناء عدا نحو 200 سجين رفضوا الهرب لأسباب خاصة بهم. وأكدت مصادر قضائية أن الشهيد كان الوحيد الذى قدم الأدلة الدامغة لهيئة المحكمة فى قضية اقتحام السجون، وأطلع قضاتها على مئات الصور التى تثبت إلقاء القذائف على السجن لاقتحامه وإخراج قيادات الإخوان المحبوسين منه. وطالبت المصادر بضرورة حماية الشهود فى جميع القضايا ذات الصلة بالجماعة الإرهابية والمنتمين لها، خاصة من ضباط الشرطة.