تمر كل أسبوعين أو أكثر بين البنات والسيدات، حاملة بين أصابعها عرائس من خرز. نداؤها البسيط والهادئ يوحى بأنها مستجدة فى هذه المهنة، لكن العرائس التى تصنعها بيديها، ثم تبيعها، تؤكد أنها محترفة فى المصنوعات اليدوية.
تجلس أم إسلام بين أولادها وزوجها يصنعون العرائس والسبح وأغلفة الأقلام وبراويز وغيرها من الأشكال تحت ضوء أباجورة يدوية أيضا، مصنوعة من جردل ولمبة تساعدهم على رؤية الخرز الصغير. بعد أن تنتهى أم إسلام من صناعة منتجاتها، تخرج لتبيعها، بعد إنجاز مجموعة منها فى المترو.
المترو كان خيارا اضطراريا أمام أم إسلام وأسرتها، بعد أن انغلق باب السياحة فى وجوههم، تقول أم إسلام: «كنت بابيع فى الحسين، لكن دلوقتى مابقاش فيه سياحة زى زمان، فماحدش بقى ياخد منى».
وتتابع: «عرضت على جوزى انى أنزل المترو، فقالى: لأ شكلها وحش، قلتله: مش عيب، هو انا بعمل حاجة غلط؟ وبعدين احنا عندنا ست عيال».
أبوإسلام، الذى علم أسرته هذه الحرفة، يعمل سائق تاكسى، لكن الخرز لايزال بالنسبة له صمام الأمان الذى يلجأ له كلما واجه مشكلة فى عمله كسائق، تقول أم إسلام: «لما رخصته بتتسحب أو نعجز عن تأمينات، بيقعد فى البيت ويشتغل معانا».
وعن منتجاتها من الخرز تقول أم إسلام: «العروسة بتاخد 3 ساعات شغل، والسبحة بتاخد 6 ساعات، أما السبحة الـ99 فممكن تاخد كام يوم، و(العقود) ولادى هما اللى بيعملوها بس براحتهم بقى».
الفصال هو أكثر ما يرهق أم إسلام أثناء تجولها فى المترو، حيث تقول: «السبحة دى بتاخد 7 ساعات شغل وبتتباع بـ10 جنيه، وبرضه يقولولى لأ هناخدها بـ7 ونص، اللى بيقدّر بابيع له من غير ما يوجع قلبى، واللى بيفاصل باضطر ما بيعلوش».